شـهـيـــــد الضفتـيـــــن

الوكيل - مهرب سياسي واضح اختارته الحكومة بعناية في افتتاح اجتماع مجلس النواب الغاضب، من جراء الجريمة الإسرائيلية البشعة المتعلقة بعملية إعدام ـ بدم بارد ـ لمواطن أردني، هو القاضي الدكتور رائد زعيتر.اضافة اعلان


رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قال للنواب بان 'إجراءات' الحكومة ستكون بموجب 'أفعال' إسرائيل، وليس أقوالها، على أن هذه الإجراءات ربطها النســــور بوضوح وبلغة سياسية بنتائج التحقيق المشترك، الذي وافق الجانب الإسرائيلي عليه، بحضور الاستخبارات الأردنية.

لغة سياسية بامتياز سرعان ما رأى نواب بانها لا ترقى بكل الأحوال لمستوى الحدث والجريمة، كما اكد النائب خليل عطية لـ 'العرب اليوم'، وهو يلفت نظر الحكومة الى ان الأعداء الإسرائيليين يصورون 'النملة' على الجسور، وبالتاكيد لديهم توثيق لجريمتهم لا بد من الحصول عليه.

إسرائيل تجاهلت بوضوح الأردن شعبا وحكومة، وهي تصف الشهيد زعيتر بلقب 'الإرهابي'، متذرعة بأن الرصاص أطلق بعدما حاول الشهيد 'خنق' الجندي الإسرائيلي.

تصريح يبدده الواقع، كما أفاد والد الشهيد زعيتر، فبنية ولده لا تسمح له بالاشتباك، ومفردة 'الاشتباك' استعملتها الحكومة في تمهيد واضح للتملص من موقف جدي في مواجهة إسرائيل، خصوصا ان النسور لفت النظر 'لإعتذار' إسرائيلي لم يقدم فعلا قال انه يحصل لأول مرة.

الرواية الإسرائيلية يرد عليها شهود عيان تحدثوا لمراسل 'العرب اليوم' في رام الله، وأفادوا بأن الجنود الإسرائيليين 'بطحوه أرضا ثم أطلقوا عليه الرصاص بدم بارد'، ردا فيما يبدو على معاملتهم القاسية والخشنة، ولانه صرخ محتجا.

أردنيا وفلسطينيا جسّد جسد الشهيد الوحدة الوطنية والمستقبل الواحد عندما لف بالعلمين الأردني والفلسطيني معا، ودفن في نابلس بعدما إنتفض الشعب الأردني كاملا في التعبير عن الإحتجاج، وبأكثر من صورة ووسيلة ضد الجريمة الإسرائيلية، التي استهدفت هذه المرة الضفتين والشعبين معا.

رسالة زملاء الشهيد في نقابة المحامين عندما ارتدوا ثوب العدالة بالمقلوب، كانت واضحة، ونقاشات النواب طالبت بإجراءات حقيقية ترقى إلى مستوى الاستعلاء الإسرائيلي، كما وصفه رئيس المجلس عاطف الطراونة. ودعوات الاعتصام تتكرر مقابل سفارة العدو، والنائب العام أمر بإجراء تحقيق أردني، والرأي العام يتجاوز في مشاعره الوطنية هذه المرة الحسابات السياسية الضيقة، بعدما ساهم الشهيد في إنعاش ذاكرة الأردنيين ، والتأشير الى بوصلة 'عدوهم' الواحد، وهو دائما وابدا إسرائيل كما قال رئيس لجنة فلسطين في 'النواب' يحيى السعود.