الجمعة 2024-12-13 07:07 ص
 

"شوية دم"

03:52 م

خلدون محمد الرواشدة

قبل ايام زرت والد أحد أصدقائي في المستشفى، وأثناء تواجدي نادى الطبيب على صديقي ، فخرجت برفقته للحديث مع الطبيب، أخبرنا وقتها الطبيب أنه تقرر اجراء عملية للحجي بعد يومين وأن علينا توفير أربع وحدات دم لغايات العملية. اضافة اعلان

في اللحظة التي اخبرنا فيها الطبيب عن موضوع الدم، ووسط حيرة صديقي المتسللة على معالمه، تجمع حولنا مجموعة من الأشخاص، وابدى كلا منهم استعداده للتبرع، تبرعهم وتدخلهم هذا كان من باب تلقائي ودون أي طلب أو رجاء، إنما فزعة وشهامة لا أكثر.
من بين الموجودين كان هناك شخصين، تبين بأنهم أقارب، ولكون الحمية دبت فيهم، فقد أراد كل واحد منهم التبرع، علما بأننا اصبحنا بحاجة لوحدة لنكمل الوحدات الأربعة.

نتيجة تحمسهما واندفاعهما شعرت في لحظة من اللحظات أن المسألة ستتأزم بينهما بسبب وحدة الدم تلك ومن سيتبرع بها ، لكن في النهاية وبعد تهدئة النفوس وترديد عبارات التوحيد وطلب الصلاة على النبي، ومسح المسألة في وجوه الحاضرين تنازل أحد الحاضرين للآخر وحلت القضية وشربنا سويا قهوة المصالحة والرضا.

الطيبة التي تميزنا والشهامة التي لا تفارقنا ، والهمة العالية التي نبني فوقها عروشنا هي من تصنع عظمتنا وتوطد محبتنا وتآلفنا رغم كل الظروف التعيسة التي نعيشها.

في حين يستمر الفرق ويتنامى بأن بعض الناس يصارع من أجل منحنا دمه، بينما نصارع نحن البعض الآخر من أجل يخلي عنده ' شوية دم ' .

' شوية دم ' مش أكثر .

المحامي خلدون محمد الرواشدة
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة