الوكيل - في رسالة وجهها الى اعضاء الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب طالب د. صادق جلال العظم، رئيس رابطة الكتاب السوريين، اجتماعهم الذي أقيم بين 3-5 حزيران/يونيو 2013 في ابو ظبي، بتحمل المسؤوليات الفكرية والاخلاقية والسياسية التي ترتبها عليها التغيرات التي تعيشها الشعوب العربية ‘وخصوصا في البلدان التي يشارك كتابها في كفاح شعوبهم لنيل الحريات’.
واشار د. صادق الى التنكيل والقمع الذي يتعرض له الكتاب السوريون والتي تصل الى حدود السجن والقتل تحت التعذيب والقنص والقصف، مشيرا الى مقتل الروائي والقاص ابراهيم خريط، والكاتب محمد رشيد رويلي والشاعر محمد وليد المصري، وقد توفي الأخير خلال قصف مدينة القصير بمدافع الجيش السوري و’حزب الله’ اللبناني.
وطالب د. صادق الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بضم رابطة الكتاب السوريين كممثلة للكتاب السوريين داخل وخارج سوريا لأن اتحاد الكتاب العرب، وهو الاتحاد الرسمي للكتاب في سوريا، ‘تخلى عن مسؤولياته في الدفاع عن حقوق اعضائه، وقد بلغ ذلك ذروته من خلال صمته عن عمليات التصفية التي تعرض لها بعض اعضائه، مما يجعلنا على قناعة بأنه لم يعد يصلح لتمثيل الكاتب السوري’.
وقالت الرسالة ان رابطة الكتاب السوريين ‘كانت اول جسم ديمقراطي سوري ذي طابع فكري ومهني’ وان نشوءها أدى ‘الى انبثاق عدد آخر من الروابط والتشكيلات السورية ذات الطابع الابداعي والمهني مثل رابطة الصحافيين السوريين وتجمع التشكيليين والمبدعين السوريين، ورابطة المرأة السورية، ورابطة الطلاب السوريين الاحرار’، وان نشوءها ساهم في خلق حالة تضامن ثقافية وسياسية عربية مع الشعب السوري وكتابه حيث ‘انضم مئات الكتاب والمثقفين العرب الى رابطة الكتاب السوريين ونالوا العضوية الشرفية فيها’.
وكان المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب قد اجتمع بحضور 13 وفداً ممثلا للاتحادات والروابط والاسر والجمعيات الاعضاء في الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب اضافة الى وفد الأمانة العامة، في ابو ظبي برئاسة محمد سلماوي، رئيس الاتحاد العام.
وأدان تقرير حال الحريات في الوطن العربي الذي صدر عن الاجتماع ‘المحاصرة المنظمة لحرية الرأي والتعبير في عدد من البلدان العربية، منها مصر واليمن وسوريا’، و’مصادرة بعض الاعمال الفنية والادبية’، و’اغلاق بعض وسائل الاعلام، مع تكرار محاولة الاعتداء على العاملين والمتعاونين معها’، و’اغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبتها والتجسس عليها وقرصنتها’، و’اطلاق ايدي جماعات تكفيرية متعصبة لتهديد مثقفين ومفكرين’، و’تشجيع الاعتداء على تقاليد ثقافية’، و’مصادرة بعض الصحف’، و’استعمال قوات الأمن للقوة المفرطة، واعتقال متظاهرين سلميين’، و’اعتقال وتصفية ثلاثة من الكتاب والشعراء في سوريا نتيجة لمواقفهم السياسية المعلنة’، و’محاصرة حرية التعبير والابداع للشعب الفلسطيني’.
واكد التقرير رفض ‘ممارسات العدو الصهيوني ضد المبدعين والكتاب والمفكرين الفلسطينيين’، و’رفض تحويل المدنيين الى محاكمات عسكرية’، و’دعم حق التظاهر السلمي، وحق التعبير عن الرأي’، و’مطالبة الحكومات بالغاء التشريعات والقوانين المقيدة للكتابة الابداعية’، و’اهمية الافصاح عن الانتهاكات المتعلقة بالحريات، وفضح القائمين بها، ومقاضاتهم’، و’رفع الرقابة عن حركة الكتب والاصدارات العربية’.
وقام الاتحاد في اجتماعه العام باستعراض للمتغيرات التي يشهدها الوطن العربي وخلص في بيانه الختامي الى ابداء ‘القلق’ من ‘صعود تيارات وجماعات تتبنى خطاباً تكفيرياً واقصائياً’، والى تأكيد ‘ايمان اعضائه بالتعددية والحرية’، حاثاً الدول العربية ‘على تبني قيم العدل والحق والمساواة’، كما أشار البيان الى ‘ما يتعرض له التراث الثقافي الفلسطيني من طمس لآثاره الى جانب نهب وسرقة جزء من العناصر الثقافية المكونة للهوية الوطنية الفلسطينية’، وأكد الاتحاد على ‘ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية’، وعلى ‘حق الشعوب في الوصول الى حقوقها بالوسائل المشروعة، خصوصاً تلك المتصلة باشاعة الديمقراطية، واقرار الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والسياسية، والسعي للحيلولة دون اعادة انتاج الدكتاتورية بأشكال جديدة’، وأدان الاتحاد ‘الفتاوى التي تثير الفتنة والاقتتال وشق صف الأمة’ وأشار في هذا السياق الى ‘فتاوى الشيخ القرضاوي’ واصفا اياها بأنها تدعو ‘الى اباحة الدم، واستدخال القوى الأجنبية للبلاد العربية’، كما شدد الاجتماع على ‘ضرورة مواجهة مخاطر’ تهويد القدس الشريف، وطالب الدول العربية بدعم مقاومة الاحتلال ‘وتوفير كل ما من شأنه اسناد صمود أهلنا في الأرض المحتلة’، كما دعى البيان الى ‘مقاومة التطبيع′ وطالب بعقد مؤتمر سنوي ضد التطبيع ‘تتداول الاتحادات العربية تمويله واستضافته’، واشار البيان الى ‘ما تتعرض له بعض البلدان العربية كفلسطين والعراق من عمليات سرقة لتراثها’ ودعى الى ‘اتخاذ كل ما يلزم لايقاف ذلك’، وأعلن البيان كذلك رفض ‘التدخلات الاجنبية في اي شأن عربي’ وادانة ‘اي وجود عسكري في اية دولة عربية’، وتمنى البيان لما سماها ‘مناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي’، ‘التوصل الى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط’، ودعا الاتحاد الأطراف ‘جميعا’ في سوريا ‘الى تجاوز حالة الاحتراب اليومي، مع التأكيد على حق الشعب السوري في الحياة الديمقراطية الكريمة’.
كما اشار البيان الى الأوضاع في عدد من الدول العربية الأخرى واعلن وقوفه مع السودان ضد التدخلات الاجنبية، وأعلن تضامنه مع دولتي مصر والسودان ضد المشروعات المائية الماسّة بحقوقهما التاريخية في مياه النيل، وتضامنه مع الامارات العربية المتحدة و’حقها المشروع في جزرها’ التي تحتلها ايران، وأدان تصريحات الاخيرة ‘الرامية الى تغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي لهذه الجزر’، ودعم الاتحاد دولة الامارات في ‘جميع ما تتخذه من اجراءات لحفظ أمنها الوطني، وحقوقها المشروعة للتصدي للتيارات الظلامية التي تستهدف الاستقرار والسلام الاجتماعي’، وأدان ‘تدخل ايران في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين’ و’الاستعمار الاسباني لمدينتي سبتة ومليلة المغربيتين’، وأدان ‘الغارات المتكررة من الطائرات الامريكية دون طيار’ على اليمن، وعبر عن ‘وقوفه مع جمهورية الصومال’.
واخيرا طالب البيان بحث ‘الدول الشقيقة’ على الاهتمام باللغة العربية، وطالب الدول العربية ‘التي لم تسمح باقامة كيانات ثقافية تعبر عن الادباء والكتاب فيها الى المبادرة الى ذلك’، وعبر البيان عن امتنان الاتحادات العربية لدولة الامارات على استضافتها للمؤتمر.
هذا وقد كان الموضوع السوري بارزا في كواليس الاجتماع مع غياب اتحاد الكتاب العرب، المؤسسة الرسمية التي يدعمها النظام السوري، كما ان رابطة الكتاب السوريين قامت بتقديم طلب رسمي لقبولها عضوا في الاتحاد، وهو أمر لقي ترحيبا من بعض الوفود.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو