السبت 2024-12-14 02:06 م
 

صالونات النميمة

02:01 م

المقصود بصالونات النميمة هو بعض التجمعات لرجال موجودين خارج السلطة بعد ان كانوا داخلها والذين يلتقون أحيانا للحديث في الشؤون العامة لكن معظم الحديث الذي يدور في هذه الصالونات عن الحكومة وتوجيه النقد لهذه الحكومة وتجيير بعض وسائل الإعلام والأقلام لتوجيه النقد الشديد لها ولأدائها أو لبعض رموزها وهذه الصالونات مع الأسف أصبحت ظاهرة في بلدنا وأهداف معظمها ليس مصلحة الوطن بقدر ما هي من أجل المصالح الشخصية.اضافة اعلان


من حق أي شخص أو فئة أن تنتقد أداء أي حكومة وأن تنتقد سياساتها الإقتصادية أو الإجتماعية أو مشاريع القوانين التي تقدمها إلى مجلس النواب لكن هذا النقد يجب أن يكون نقدا موضوعيا هدفه الأول والأخير مصلحة الوطن لا أن تكون وراءه أهداف شخصية محضة من أجل تحقيق أغراض خاصة أو الإنتقام من شخص رئيس الحكومة أو من بعض الوزراء وقد يقول قائل بأن هذا القول فيه بعض التجني على أصحاب الصالونات السياسية لكننا سنثبت لهؤلاء أننا لا نتجنى على أحد وليس هدفنا أشخاص معينون أو فئات معينة.

عندما تشكل أي حكومة جديدة فإن المفروض أن ننتظر بعض الوقت حتى نرى كيف هو أداء هذه الحكومة وما هي الإجراءات التي ستتخذها سواء سياساتها العامة أو السياسات الإقتصادية والإجتماعية وإذا لم تعجبنا هذه السياسات أو اعتقدنا أنها سياسات خاطئة فمن حق أي شخص عند ذلك توجيه النقد لهذه الحكومة كما يشاء لكن بعد أن تتشكل الحكومة بيوم واحد نبدأ بالطخ عليها وبدون أي وجهات نظر مقنعة أو ننتقد سياسات بعينها بل يكون النقد موجها لشخص رئيس الوزراء أو بعض الوزراء ولأسباب شخصية محضة أو أسباب في نفس يعقوب.

أما أطرف ما في مسألة صالونات النميمة أو ما يسميها البعض الصالونات السياسية هو أن بعض أصحاب المراكز العليا في الدولة يكونون مدافعين شرسين عن سياسات الحكومة وعندما يتركون مناصبهم لسبب أو لآخر يبدأون بتوجيه النقد اللاذع لهذه الحكومة ولشخص رئيسها بالتحديد.

قبل سنوات عديدة كنت أعمل رئيسا للتحرير في قسم الأخبار في إذاعة عمان وكان وزير الإعلام قد خرج بعد تعديل وزاري وبعد أسبوع من خروجه طلبت منه تصريحا ليذاع ضمن برنامج شريط الأنباء حول مسألة تتعلق بالسلام مع إسرائيل فرفض الحديث وأصر على عدم إعطاء التصريح فقلت له: لكنك يا معالي الوزير تحدثت كثيرا في هذا الموضوع خلال الأسابيع الماضية فقال بالحرف الواحد: لقد كنت أمارس وظيفتي كوزير للإعلام لكنني اليوم أمارس قناعاتي.

هذا نموذج من بعض المسؤولين الذين يقبلون ممارسة عمل غير مقتنعين به لكنهم يقبلون ذلك من أجل المنصب وهذا ينطبق على بعض رموز المعارضة الذين يتركون معارضتهم وما كانوا يعلنونه من قناعات معينة إذا ما عرض عليهم منصب حكومي.

إن المطلوب من أصحاب الصالونات السياسية الذين نتحدث عنهم أن يتقوا الله في هذا الوطن وأن لا يمارسوا النقد الشخصي فيتجنون على غيرهم ويلصقون بهم التهم أحيانا لا لشيء سوى الانتقام أو إثبات أنهم موجودون.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة