الجمعة 2024-12-13 04:40 ص
 

صبايا في السفارة الأمريكية في عمان

03:31 ص

الوكيل - ماهر ابو طير- في السفارة الأمريكية في عمان، تقف عشرات السيدات والصبايا والرجال من اجل الحصول على تأشيرة سفر الى الولايات المتحدة الامريكية، لزيارة او عمل، او لأي سبب كان.اضافة اعلان


اللافت للانتباه في السفارة الامريكية، وفي اغلب السفارات الاوروبية ايضا، ان الذين يذهبون للحصول على تأشيرة، يلبسون الذي على الحبل كما يقال في العامية، فالصبايا يبالغن في اللباس وابداء الزينة، وكأنهن ذاهبات الى حفلة مسائية.

العقل الباطني للصبية يقول ان عليها ان تتجمل وتلبس الغالي والرخيص من اكسسوارات، لإقناع القنصل الامريكي انها غربية المواصفات، وصالحة للدخول للجنة الامريكية، ورسالة الثقافة تنعكس عبر اللباس والمظهر وفقا لهذا الاعتقاد.

الامرينطبق على الشباب ايضا.جل على الشعر.بنطال ساحل.سنسال في العنق، ولا بأس من بضع اساور فضية اوربطات معقودة من الصوف الاحمراوالاسود على الرسغ، وخلط للكلمات العربية والانجليزية على لسان واحد.

الهدف ايضا افهام السفارة الامريكية انه ليس ارهابيا، وانه مطابق لمواصفات الحياة الامريكية، وانه ينبذ التطرف، ومحب للحياة.

هذا في اغلب الحالات، فعقدة «الأمركة» تطفوعلى الوجدان، والذين يذهبون للحصول على تأشيرة يعتقدون ان الامريكيين والغربيين يأخذون قراراتهم على اساس الانطباعات الشكلية، وهذا بالمناسبة غير صحيح، لأنهم لو كانوا مثلنا يتصرفون على اساس الانطباعات لانهاروا منذ زمن بعيد.

هذا لايفيد، فكثيرا ما تم منح التأشيرة لامرأة منقبة او بمنديل، او تلبس لباسا عاقلا عاديا، وكثيرا ما تم رفضها لمن جاءت وقد تبدت كل زينتها، وارتدت الجديد، ولربما اشترت ملابس خصيصا لساعة التقدم لتأشيرة، او كشفت قليلا من لحمها المر، والأمر ذاته يمتد الى الشباب والرجال، فمنح التأشيرة لايعتمد على تقديرات العين بالدرجة الاولى.

الاصل ان الانسان عليه ان يتصرف بشكل موزون وطبيعي جدا، فيكون مرتبا انيقا، في كل ايامه، ولايبالغ في ذاك اليوم الذي يذهب فيه الى السفارة الامريكية للحصول على تأشيرة عبر القول من خلال ايحاءات اللباس والكلام والتبسم المبالغ فيه انه متأمرك ويعرف مواصفات الحياة الغربية ومنغمس فيها وجاهز لامتطاء صهوتها حتى في عمان، قبيل السفر.

يوم الذهاب للسفارة الامريكية للحصول على تأشيرة يوم طوارئ، لاينام المتقدم ليلتها، لأنه يخشى الرفض، ويتأنق ذكرا كان او انثى، والذي يذهب للحصول على تأشيرة يرى بأم عينه ان الاغلب جاءوا بأجمل ملابسهم، ونثروا لمسات من الحياة الغربية على تصرفاتهم، والغاية الحصول على الايزو الامريكي.

تتذكرالذين يذهبون لصلاة الجمعة عندنا، اذ ان العادة ان اغلب الناس يذهبون بدشداشة نصف مكوية، اودشداشة شفافة تكشف الجغرافيا الكامنة تحتها، وآخرون يأتون بملابس الرياضة، وثالث يأتيك دون ان يحلق ذقنه، فهنا الصلاة لله، ولا شيء مهما، فيما يوم السفارة الامريكية لابد من التأنق على كل المستويات وزيارة الكوافيراوالكوافيرة.

مصيبتنا الكبرى في كل العالم العربي هي انفصام الشخصية، فكل واحد فينا فيه سبع شخصيات على الاقل: واحدة للمسجد، وثانية للسفارة، وثالثة للعمل، ورابعة ناعمة للتعامل مع زميلة العمل، وخامسة خشنة للتعامل مع الزوجة، وسادسة شرسة لطلب الحقوق، وسابعة كسولة في تقديم الواجبات، وكل شخصية تتسم بسمات تختلف عن الاخرى، ويتم تغييرالشخصيات مثل القميص كل صباح، بحسب الحاجة والموقف.

لله درالمعتزلين في الجبال.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة