صحف الجزائر تبرز موقف الجيش من بوتفليقة

الوكيل - ما أن نشرت وكالة الأنباء الجزائرية أولى صور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الأربعاء للمرة الأولى منذ إصابته بسكتة دماغية قبل أكثر من شهر ونصف، حتى أعادت الصحف المحلية نشر الصورة على صدر صفحاتها الأولى الخميس تحت عناوين بارزة، فيما تعطل موقع الوكالة الرسمي بعض الوقت جراء محاولات الدخول إليه لمتابعة الأنباء والصور والفيديو الخاص بظهور الرئيس.اضافة اعلان


وصبت العناوين الرئيسية في الصحف الجزائرية جلها 'تقريباً' في خانة 'طمأنة' الجزائريين، و'دحض الشكوك' المتعلقة بصحته وقدرته على ممارسة وظائفه.

كما أبرزت تلك الصحف موقف الجيش الجزائري بعدم التدخل في السياسة والتزامه الدستور وإعلان الولاء لبوتفليقة، خصوصاً مع ظهور دعوات وصلت حد 'عزل الرئيس' و'إعلان الفراغ الدستوري'.

الصحف الجزائرية عموماً أجمعت على أن التسجيل التلفزيوني 'الصامت' البالغة مدته نحو 3 دقائق، 'أسكت' المشككين.

وكتبت صحيفة 'النهار' تحت عنوان بارز على صفحتها الأول يقول 'ثلاث دقائق تسكت المتآمرين على بوتفليقة'، وجاءت العناوين الفرعية لتصب في الخانة ذاتها، على نحو 'الجزائريون تنفّسوا الصعداء و’تسمّروا‘ أمام شاشة التلفزيون لرؤية رئيسهم بعد 49 يوما من الغياب' و'رئاسة الجمهورية تنشر تقريرا مفصلا عن مضمون ما قاله الرئيس للوزير الأول' و'بوتفليقة يأمر بإتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013'.

أما صحيفة 'الفجر' فعنونت صفحتها الأولى بـ'أول صور بوتفليقة تضع حدا للإشاعة'، فيما حملت الصفحة الأولى من جريدة 'الشروق' عنواناً يقول 'بوتفليقة بالصوت والصورة' إضافة إلى عنوان فرعي 'الرئيس يظهر لأول مرة بعد قرابة 50 يوما من العلاج في باريس'، بينما عنونت جريدة 'الأيام' صفحتها بـ'الجزائريون يطمئنون بأوّل ظهور للرئيس بوتفليقة'.

بينما أبرزت صحيفة 'الشعب' الخبر والصورة تحت عنوان 'عرض الصور الأولى لرئيس الجمهورية ترفع معنويات الجزائريين'، ورصدت الجريدة 'مظاهر فرح الجزائريين بصحة الرئيس' في خبر بعنوان 'في موكب بهيج جاب شوارع العاصمة.. مئات المواطنين يحتفلون بشفاء الرئيس بوتفليقة'.

من ناحيتها، عنونت جريدة 'البلاد' صفحتها الأولى بـ'بعد 47 يوما من غيابه: بوتفليقة يظهر في أولى الصور بمركز ’ليزانفاليد‘'، كما أوردت خبراً آخر بعنوان 'سارعت لتدارك الوقت الضائع في اللحظات الأخيرة: ظهور بوتفليقة يعيد ترتيب أوراق السلطة'.

وكتبت جريدة 'آخر ساعة' الخبر تحت عنوان فرعي على النحو التالي: 'بعد العديد من التصريحات الرسمية المطمئنة حيال صحة بوتفليقة' 'أخيرا.. ظهرت صور الرئيس'.

أما صحيفة 'الخبر' فكانت أكثر تحفظاً فيما يخص صحة الرئيس الجزائري، فجاء العنوان الرئيسي فيها كالتالي: 'في أول ظهور لبوتفليقة بعد 48 يوما من العلاج.. الصور تكذب التطمينات'، مشيرة إلى أن الفيديو كشف عن 'صعوبة في تأدية بعض الوظائف الحركية قياسا لعدم القدرة على تحريك اليد اليسرى بشكل طبيعي'.

وكانت 'الخبر' هي الصحيفة الوحيدة تقريباً التي تطرقت إلى مسألة تدخل شقيق الرئيس الجزائري، سعيد بوتفليقة، في 'عملية تركيب ’مونتاج‘ دقيقة أشرف عليها مختصون في الصورة والإضاءة' على حد قولها.

الجيش يعلن ولاءه لبوتفليقة

من ناحية ثانية، أبرزت كل الصحف الجزائرية بيان وزارة الدفاع، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، والتزام الجيش بالمهام التي حددها الدستور وعدم التدخل في السياسة.

ويبدو أن البيان جاء لإسكات الدعوات المشككة بصحة عبدالعزيز بوتفليقة، ومن بينها تلك الدعوة التي أطلقها 'المجاهد وعضو مجموعة 22 التاريخية، أحمد مشاطي، الذي طالب الجيش بالتحرك السريع لحل أزمة غيابه بسبب المرض وعزل الرئيس.

وقال بيان لوزارة الدفاع الوطني إن الجيش الوطني الشعبي 'مؤسسة وطنية جمهورية حدد مهامها الدستور'.

وأضاف البيان 'يجدر التوضيح بأن الجيش الوطني الشعبي يبقى دوماً مجنداً لتحمل مهمته النبيلة في ظل الاحترام الصارم للدستور والنصوص القانونية التي تحكم سير مؤسسات الدولة الجزائرية تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني'.

وكان مشاطي نشر رسالة في جريدة 'لوسوار دالجيري' في عددها الثلاثاء دعا فيها صراحة الجيش إلى عزل بوتفليقة، وقال مخاطباً الجيش: إن 'شجاعتكم ووطنيتكم التي لا نشك فيها يجب أن تدفعكم للتحرك سريعاً، لأن ذلك يتعلق ببقاء بلدنا، وسيكون الجزائريون ممتنين لكم'.

وعندما سألت جريدة 'لوسوار دالجيري' مشاطي عما يطلبه من الجيش بدقة، لم يتردد في القول إنه يطلب منه أن 'يعزل الرئيس بوتفليقة من الحكم'، وفقاً لصحيفة الأيام الجزائرية.