الجمعة 2024-12-13 06:01 ص
 

صفقة أميركية إيرانية من يربح ومن يخسر

01:30 م

من الناحية النظرية يجب أن تكون المفاوضات في لوزان بين إيران ومجموعة خمسة + واحد حول مشروع إيران النووي في منتهى السهولة ، ذلك إن إيران تؤكد وتحلف بأغلظ الأيمان أن مشروعها مقرر حصرياً للأغراض السلمية ، ويؤكد مرشدها العام بأن الأخلاق الإسلامية لا تسمح بصنع واقتناء سلاح نووي!! في الوقت ذاته فإن المجموعة التي تفاوض إيران ليس لديها مانع من مشروع نووي إيراني سلمي لتوليد الكهرباء وتدريب المهندسين على التكنولوجيا النووية!.اضافة اعلان

الطرفان متفقان في الشكل فلماذا تتعثر المفاوضات في الموضوع وتستمر شهوراً وسنوات ، ويضطر كل منهما لتقديم تنازلات تعتبر كلها بديهية ، لو صح أن المشروع سلمي.
الحقيقة خلاف ذلك تماماً ، فهناك قناعة تامة بان إيران تريد أن تصنع قنابل ذرية وإلا لما تحملت كل هذه العقوبات الاقتصادية ومليارات الدولارات من تكاليف المشروع لمجرد توليد الكهرباء في بلد لا ينقصه البترول والغاز.
هناك مع ذلك رغبة مؤكدة لدى الطرفين في التوصل إلى اتفاق. إيران تريد الاتفاق لرفع العقوبات الاقتصادية الخانقة وفي مقابل ذلك فإنها على استعداد لإبطاء تقدم المشروع النووي وليس وقفه. وأميركا تريد الاتفاق لأسباب سياسية واستراتيجية ، لأنها تخطط للتحالف مع إيران كقوة إقليمية بازغة ووكيل لحماية مصالحها في الشرق الاوسط ، فضلاً عن حماية إسرائيل من الردع النووي المتبادل. ويرى الرئيس الأميركي أوباما أن الاتفاق مع إيران يشكل فتحاً شخصياً له ، ويسجل إنجازاً له كرئيس.
أخيراً تصاعد الدخان الأبيض وأعلن الجانبان عن التوصل إلى اتفاق إطار يتحول إلى اتفاقية تفصيلية كاملة خلال ثلاثة أشهر خلاصته تخفيض سرعة المشروع الإيراني مقابل تخفيف العقوبات تمهيداً لرفعها.
الخاسر المحتمل في هذه الصفقة هو الجانب العربي (الخليجي) الذي سيصبح تحت رحمة شرطي الشرق الأوسط ، لتقوم إيران الفقيه بما كانت تقوم به إيران الشاه.
التفاهم الأميركي الإيراني قد يفتح الباب لحلحلة الأوضاع في العراق ولبنان واليمن ، وإجبار دول الخليج العربي باللجوء إلى الحضن الأميركي بحثاً عن الأمن المهدد.
عاد الوفدان الإيراني والأميركي إلى بلادهما لإعلان الانتصار ، وبات الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر في فراش واحد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة