اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل وقراراه نقل السفارة الاميركية اليها ، حدد
العناوين والمحاور والوجهة الرئيسية ، لاستراتجية الرئيس الاميركي للسلام ، بل وبهذه القرارات فان ملامح
صفقة القرن التي طالما تحدث عنها باتت غاية في الوضوح ، بل وتم البدء بتطبيقها قبل الاعلان عنها
لكن هذه المرة التطبيق بطريقة احادية مع الطرف الذي تلبي مصالحه واهدافه مثل هذه الصفقة وهو
الطرف الاسرائيلي اما بقية الاطراف فان العرض واحد هو القبول بالصفقة كما هي او انها ستمضي بلا
اشتراط الموافقة.
الرئيس الاميركي رفض خلال الايام والاسابيع التي اعقبت قراراته بشان القدس رفض الغاء قراراته كما رفض تعديلها ، بل واصر على اصدار الاعلانات المتتالية بتاكيدها عبر الاعلان في اكثر من مناسبة ان القدس باتت خارج التفاوض ، وان المسارعة بنقل السفارة الاميركية الى القدس هو الاتجاه السائد اذ لا يمكن العودة عن مثل هذا القرار ايضا ، بل ان اليمين الاسرائيلي استغل ابشع استغلال ما توفره هذه القرارات من فرصة لمحاولة فرض مزيد من الوقائع على الارض بالاحتلال والغطرسه لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية نهائيا.
ما لم يعلن من صفقة القرن ، لن يكون بكل الاحوال افضل مما تم اعلانه ، بل ان ما سياتي على الارجح خلال اسابيع ، عندما يعلن الرئيس الاميركي ( صفقته ) في خطاب يلقيه لهذه الغاية سيكون انعكاسا يتماهى مع القرارات المتعلقة بالقدس ، وعلى الارجح الذهاب باسرع ما يمكن الى اعلان والمطالبة ب ( يهودية الدولة ) وهو ما يهيء لليمين الاسرائيلي مزيدا من الفرص والاجواء للتهيئة لكافة السيناريوهات التي تعقب انهاء حل الدولتين تماما والذهاب الى سيناريوهات الضم للضفة الغربية والمستوطنات والوصول الى خيار الدولة الواحدة لكن الدولة العنصرية التي تذهب الى مزيد من الغطرسة والعدوان وادامة الاحتلال بكافة مظاهره البغيضة وربما مع
هدية جديدة لاسرائيل باعتراف اميركي لضم اسرائيل الجولان السوري المحتل.
تحاول بعض اطراف الادارة الاميركية وحتى الرئيس الاميركي ، الايحاء بان هناك ما تبقى للحديث حوله عندما يشيرون الى ان الوضع النهائي للقدس وخاصة الحدود لا زال مفتوحا للتفاوض ولم تحدده قرارات الرئيس ترمب بشان القدس ، وهذا امر مجاف للواقع والمنطق ، اذ ان قرارا الاعتراف بالقدس كاملة بشطريها الغربي والشرقي عاصمة لاسرائيل اعطى للحكومة الاسرائيلية القرار والحرية الكاملة للتفاوض لما بعد قرارات الرئيس ترمب بما يعني هل يمكن لاي طرف ان يتفاوض على ( عاصمته ) ؟! انما المقصود هو تمرير صفقة القرن بالذهاب الى احياء خارج القدس الشرقية لاعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية على ما سيتبقى من كانتونات مقطعة الاوصال بممر يصلها بغزة بمعنى ان احتمالية تسمية ذلك دولة فلسطينية انما هو ضرب من الخيال الذي لا يمكن تصوره واقع على الارض.
كما ان المشكلة التي تضاف الى كل ما سبق ان الولايات المتحدة ، وكذلك الحكومة الاسرائيلية التقطت خلال المرحلة الماضية ، انه على الرغم من الرفض والغضب الدولي ، لقرارات الرئيس الاميركي بشان القدس ، فان اي قوة في المجتمع الدولي ثنائية او جماعية لا تريد ان تكون بديلا للولايات المتحدة في رعاية عملية السلام ، كما ان هذه القوى كافة لا تريد الاقتراب من الدور الاميركي الحصري لهذه الرعاية او المشاركة الفاعلة في اطار متعدد لهذه الغاية ، وهو ما يزيد المشهد تعقيدا خلال المرحلة المقبلة ويتطلب مزيداً من تصليب الموقف
العربي والاسلامي في التعاطي مع الواقع الجديد شديد الصعوبة والتعقيد.
خطة الرئيس الاميركي ( صفقة القرن ) هي الان في مراحلها النهائية كما قال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون خلال جولته في الايام الماضية في المنطقة ، بمعنى ان اعلانها قريب ، رغم انه لم يعد صعبا توقع مخرجاتها ، الا بمزيد من المفاجات غير السارة التي يمكن ان تخرج في الخطاب التفصيلي الذي سيلقيه الرئيس الاميركي بحدود اسابيع بشان ال (صفقة ) الغريبة وهي اول صفقة في تاريخ البشرية التي تعد وتنفذ من جانب واحد ولصالح طرف واحد هو الاحتلال الاسرائيلي؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو