"صوتنا واحد" مبادرة إذاعية تؤكد تكاتف الأردنيين والتفافهم حول القيادة الهاشمية

اثنتا عشرة إذاعة أردنية تتوحد في بثها وفاء للشهيد الكساسبةاضافة اعلان



الوكيل - بانت العزائم .. شحذت الهمم .. توحدت الأرواح .. رؤوسنا في القمم وفاء للشهيد معاذ الكساسبة.. كلمات بثت عبر أثير اثنتي عشرة إذاعة أردنية وحدت بثها في رسالة واضحة إلى توحيد موقف الأردنيين من إعدام الطيار الكساسبة البطل على أيد وحشية من قبل تنظيم “داعش” الأسبوع الماضي.

حناجر إعلاميين أردنيين وعرب صدحت في وقت واحد وبث واحد بمبادرة هي الأولى من نوعها حيث انطلقت صباح أول من أمس واستمرت حتى مساء اليوم نفسه في استوديو مفتوح تحت عنوان “صوتنا واحد”، تعبيرا عن تضامن الإعلام الإذاعي ووقوفه خلف الوطن والقيادة الهاشمية إثر استشهاد الكساسبة.

الإذاعات الأردنية أعلنت حدادها على الكساسبة، لكنه حداد مختلف فرغم الألم والوجع إلا أنها زفت الشهيد بعرس وطني، وعبر الإعلاميون عن فخرهم بشجاعة معاذ وبسالته، مؤكدين أن صوت الأردنيين وموقفهم واحد في وجه “داعش”.

البث المشترك الذي انتشر عنوانه عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #صوتنا-واحد، شاركت فيه عدد من الإذاعات الأردنية وهي: مزاج اف ام، فرح الناس، راديو هلا، jbc، نشامى، صوت الغد، عمان اف ام، اذاعة الرشيد، ميلودي اف ام، اذاعة حسنى، اذاعة الجامعة الأردنية، غلوبال، اضافة إلى إذاعتين عربيتين هما المجد السعودية وصوت النقب الفلسطينية.

وتظهر هذه المبادرة ومن خلال رسالتها التي تقدمها تكاتف وتعاضد الأردنيين جميعا من مختلف توجهاتهم وأصولهم في وجه الارهاب والتطرف، كما تؤكد رفض الأردن للأعمال الإرهابية التي تشوه صورة الدين الحنيف، مشددة على دعم الأردنيين ومساندتهم للقوات المسلحة والجيش العربي.

فكرة المبادرة كانت وليدة اللحظة، وفق المنسق المسؤول للمبادرة مدير مواقع التواصل الاجتماعي في راديو مزاج ابراهيم سكجها ومدير المحتويات في راديو هلا ايمن شقير، اللذين أكدا انهما استطاعا وكافة الزملاء في الإذاعات المشاركة أن يخلقوا “حدثا مهما على قدر فاجعة الوطن”.

ويلفت شقير إلى التعاون الكبير بين جميع المشاركين في المبادرة، منوها إلى أنهم ألقوا وراء ظهورهم كل مشاعر التنافس وخرجوا على الهواء بصورة متناسقة ومنسجمة وموحدة، مشددا على تكاتف الجهود بين الاذاعات كاملة التي كانت ترفده بالأنباء العاجلة أولا بأول.

ويثمن شقير رغبة الإذاعات العربية في مشاركتها زميلتها الأردنية في هذا الحدث؛ حيث تلقى اتصالا من إذاعة المجد السعودية وصوت النقب الفلسطينية لتعلنا المشاركة في “صوتنا واحد”.

ويجد سكجها ان اجتماع اربع عشرة إذاعة كان “تحديا كبيرا”، خصوصا وانه لم يحدث أي خلل في البث على أي تردد، مفتخرا بتلك الفكرة التي كانت صغيرة فأصبحت “حدثا وحد الأردنيين”.

ردود الأفعال الايجابية من قبل الناس على هاشتاغ صوتنا واحد عبر مواقع التواصل الاجتماعي “دليل على نجاح هذه المبادرة”، بحسب سكجها، متمنيا أن تتكرر مرة أخرى “على مستوى أكبر وبمناسبة أفضل تجمع الأردنيين على محبة وفرح”.

بدوره يعتبر مذيع استوديو الاخبار في راديو هلا احمد مزيان أن مبادرة صوتنا واحد “دليل عملي على وحدة الصف بين ابناء الشعب الأردني الذين لن ينسوا معاذ وسيبقون مخلدين ذكراه العطرة وبطولته”، مؤكدا وقوف الإذاعات إلى جانب الشهيد ودعمه منذ اللحظات الأولى ?سره.

ويضيف مزيان أن تجمع الإذاعات حول قضية واحدة “لم يترك أي مجال للتنافس بينها، على العكس فقد انصهرت جميعها ليبقى أثير “صوتنا واحد” إعلاما واحدا وصوتا واحدا”، مشددا على أن شهادة معاذ وحدت جميع الإذاعات على كلمة واحدة تتجلى في “أننا كلنا معاذ، وكلنا ضد الإرهاب والتطرف، وكلنا خلف القيادة الهاشمية الحكيمة”.

المذيع هيثم الوكيل من راديو نشامى، يرى أن هذه المبادرة استطاعت ان “تخلق جوا من التشاركية والتعاون بين معدي ومذيعي الإذاعات الأخرى”، الأمر الذي يعتبره “تحديا كبيرا على الرغم من بعض القلق الذي كان ينتاب الجميع باعتبارها التجربة الأولى من نوعها”.

ويتابع الوكيل أن “الجو كان عائليا وكل شيء تم على ما يرام”، لافتا إلى أن “الحدث الموجع لكثير من الأردنيين استطاع أن يوحد الإعلاميين ليبثوا رسالة صادقة موحدة تصل لقلوب الأردنيين وتحدث تغييرا حقيقيا”، ودعوى مفادها “أننا معا في وجه التطرف والوحشية”، متأملا أن تكون هذه المبادرة بمثابة “خطوة أولى نحو الوحدة التي نتوق لها نحن الأردنيين والعرب جميعا”.

من جانبه أكد المذيع في إذاعة مزاج، رامي سلخم أن “صوتنا واحد” تدل على “صلابة وأصالة معدن الإعلامي الأردني المنتمي لوطنه وقيادته”.
وجاءت هذه المبادرة، وفق سلخم، “ردا على التنظيم الإرهابي الذي كان يعتقد انه سيزرع الفتنة والرهبة في قلوب المواطنين الأردنيين”، مستدركا “الا أن هذه العصابات لم يكن في حسبانها انها ستواجه صفوفا من الرجال لا يهزّها مجموعة من المتلثمين الجبناء الذين لا يقوون حتى عن كشف وجوههم أو هويتهم”.

وبفخر، يقول سلخم، إن الشهيد الطيار الكساسبة “انتزع النور من عتمة الظلام وانتفض من تحت الرماد وحلق كطائر الفينيق، ليحول الألم إلى أمل بل إلى حدث ستتحدث عنه البشرية عبر العصور”، مترحما على البطل مؤكدا “أننا نموت ولن نركع”.

بدورها تصف المذيعة، في إذاعة مزاج، روز الدسوقي تجربة مشاركتها في مبادرة “صوتنا واحد” بـ “الرائعة”، لافتة الى انها سمحت لكل اعلامي ان يعبر عن رأيه واحساسه بالوجع لفقدان الشهيد والفخر باستشهاد البطل.

وتضيف أنها كمذيعة لم تكن تتكلم بلسان إذاعتها فحسب، وإنما كانت تتكلم بلسان كل أردني يقف “ضد الارهاب والتطرف وضد أي جهة تحاول ان تزعزع وحدة الأردنيين وتماسكهم”.
أحمد ابو جعفر معد برامج في إذاعة “صوت الغد” يؤكد انه “فخور جدا” بتوحد مجموعة من الإذاعات الأردنية بهدف إيصال رسالة أن “الأردنيين صف واحد ويتصدون لأعدائهم ويثبتون أن صوتهم واحد عندما يتطلب الموقف ذلك”، مترحما على روح الشهيد الكساسبة الذي استطاع أن يوحد الأردنيين.

المذيعة، في إذاعة مزاج، حلا يغمور تنوه إلى أن إطلاق هذه المبادرة جاء كرسالة إعلامية موحدة “أننا في الأردن صف واحد خلف القيادة الهاشمية، وضد كل الأيدي التي تريد أن تخرب البلد أو تؤذي الأردنيين”.

معد البرامج في راديو jbc مجد عيد يقول انه على “الرغم من العمر القصير نسبيا” للإذاعات في الأردن، الا انه وعند أول فرصة سجل الجميع موقفا في هذا التوحد التاريخي، متناسين المنافسة الشديدة التي يلاحظها الجميع حتى المستمعين بين البرامج المختلفة، متابعا “استطعنا ان نثبت لأنفسنا اننا قادرون على توحيد رسالاتنا مضمونا، مهما اختلفت طريقة الطرح أو شكله”.

ويضيف أن هذا الاختبار كان “جديدا من نوعه ولكنه جعل الجميع يكتشف أن التنافس يختفي عندما يحتاج الوطن أن تتكاتف جهودنا ونتوحد صوب نقطة واحدة هي الوقوف إلى جانب وطننا وجيشنا”.
ويوافقه الرأي غسان سمارة، مدير برامج في jbc الذي أكد أن الذي حصل أول من أمس زاد قدرتهم على ايصال المعلومة بشكل ايجابي للناس وبصورة مختلفة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة قربتهم كإعلاميين من بعضهم البعض وهذا سينعكس على تعاونهم معا مستقبلا”.

وثمن شقير جهود جميع العاملين في الإذاعات المشاركة سواء على صعيد الإعداد وتحضير المواد والتقديم والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن كل الجهود كان هدفها “خدمة للوطن في هذا الوقت العصيب، وتحقيقا لرسالة الإعلام التي تسعى دائما إلى توحيد الأردنيين والتفافهم حول القيادة الهاشمية”، مبينا أن ردود الأفعال الايجابية أنساهم التعب وساعات العمل الطويلة.

من جانبه يشيد سكجها باتحاد الإذاعات في هذه المبادرة بشتى برامجها ومذيعيها، بغض النظر عن توجه أي اذاعة أو أي تنافس بينها، موحدين الرسالة وهي الوفاء للشهيد الأردني معاذ الكساسبة.