صور :: الى ابناء معان و البتراء .. سلمت يمناكم

الوكيل الاخباري - أحمد المبيضين - ما حدث يوم أمس الاربعاء من تدهور لحافلة معتمرين في محافظة معان ، الامر الذي نتج عنه وفاة 16 معتمراً ، واصابة العشرات باصابات بالغة ، لامر مؤسف ومحزن ، جاعلاً في القلب غصة ولوعة ، تاركاً اباءً وامهاتٍ واطفال تركوا ذويهم في فلسطين الحبيبة ، شادين رحالهم الى الديار المقدسة من دون ان يعلموا انهم ذاهبون بلا عودة .


وبعد تدخل كوادر الدفاع المدني ' البواسل ' واخلاء الجثث و اسعاف المصابين الى مستشفيات معان و البتراء ، الا ان اليد وحدها لا تستطيع التصفيق ، فالنداءات التي اعلنت عبر موقع الوكيل الاخباري لابناء الاردن في معان و البتراء يوم أمس وفي وقت متأخر لم تكن كالهباء المنثور ، فما هي الا دقائق ، لتشاهد رؤوسا شامخة ملبية نداء الملهوف والمستغيث لقطرة دم من شريانه .


ابناء معان و البتراء ، ما ان وصلو المستشفيات ليكفوا ملابسهم عن اذرعهم ، متهافتين من يقوم بالتبرع بالدم أولا ً .. هذه هي شيم الرجال الرجال .. شيم رجال ما غمضت لهم عيون وهناك مستغيث يطرق بابهم .. شيم رجال قدمت على مدى السنين الطويلة الماضية الغالي و النفيس في سبيل رفعة المجتمع وحماية الوطن ، وهذا ليس بغريب عليهم فهم جزء من هذا الوطن الكبير .. وطن ابي الحسين .

المئات يوم أمس تهافتوا مع ابنائهم واخوانهم ليتبرعوا بدمائهم لمن اصيب في حادث تدهور حافلة المعتمرين القادمة من فلسطين ' الاخت ' الشقيقة ' للاردن ، هبوا كهبة الرجل الواحد ، مرددين الاستغفار و التسبيح ، داعين الله عز و جل بالرحمة لمن توفي في الحادث و الشفاء العاجل للمصابين ، ولم يكتفي الامر بهم الى هنا ، فبعد تبرعهم بالدماء ، رفضوا مغادرة المستشفى ، ليبقوا جنباً الى جنب المصابين وتلبية حوائجهم وقراءة القرآن الى ما بعد ساعات الفجر لليوم الخميس .

هذا هو الاردن ، وطن النشامى ، وطن اسند الى من حمل شعاره وهويته اغاثة الملهوف ، والفزعة لمن يطلبها ، فلكم يا ابناء معان و البتراء من ابناء الاردن و فلسطين التحية ، وكلمات و جمل معطرة بالفخر و الاعتزاز لكم ، فأبناء الاردن واحد من شماله الى جنوبه اثبتوا على مر السنين انهم على قدر أهل العزم ، سائرين بخطى ثابته ،على خطى أبي الحسين أردنيو الانتماء .. هاشميو الولاء، مناصرين و داعمين دوماً لاشقائنا في فلسطين الغالية على قلب كل اردني .