السبت 2024-12-14 12:13 م
 

صيف هذا العام عنيف مائيا .. وربما يكون الأصعب منذ ثلاثة عقود!

02:07 ص

الوكيل- «صيف عنيف مائيا، وربما يكون الأصعب منذ ثلاثة عقود».. هكذا يصف مسؤولو المياه الوضع المائي خلال الصيف الحالي رغم انه الفصل الاخير الذي يسبق وصول مياه الديسي الى عمان منتصف العام المقبل على أبعد تقدير.اضافة اعلان


من جهته، حذر وزير المياه والري المهندس محمد النجار من أن الصيف الحالي لن يكون سهلا ولا أفضل من الاعوام السابقة، داعيا الجميع الى التعاون وتفهم الوضع المائي والى ترشيد الاستهلاك وتضافر الجهود من اجل مواجهة التحديات المائية.

وبين النجار أن العجز المائي البالغ حوالي 500 مليون متر مكعب سنويا يزداد مع زيادة الطلب على المياه بواقع 6% سنويا بفعل الزيادة الطبيعية في اعداد السكان والتوسع والتطور العمراني والصناعي والسكاني.

واضاف النجار ان الوزارة اتخذت اجراءات وتدابير مختلفة على صعيد البحث عن مصادر مائية جديدة وتطوير وتأهيل المصادر الموجودة وانشاء الخطوط الناقلة وحفر الابار المائية وتأهيل وربط العديد من هذه الابار على الخطوط الناقلة.

هناك ثلاثة أسباب، إضافة الى شح المياه، جعلت وزارة المياه والري وشركة مياه الأردن «مياهنا» تعلن الاستنفار وحالة التأهب في صفوف كوادرها مبكرا استعدادا للتعامل مع أربعة أشهر قادمة «عجاف مائيا» ومواجهة لا مفر منها مع تحديات الصيف المائية، الاول موجات النزوح المتتالية من الشقيقة سوريا الى المملكة وتركزها في المحافظات التي تعاني نقصا شديدا في المياه، والثاني عودة المغتربين وتوقع حركة سياحية نشطة واكثر كثافة من الاعوام السابقة نحو المملكة هذا الصيف، والثالث حلول شهر رمضان المبارك في الثلث الاخير من شهر تموز المقبل، أي في ذروة ارتفاع الطلب على المياه.

أمام التسليم باختلال المعادلة المائية الواضح بين الاحتياجات والطلب على المياه من جهة، والمتاح منها من جهة اخرى لصالح الاحتياجات، فان كميات المياه المتاحة وعدد ساعات الضخ سوف تشكل المعادلة الاساسية لعملية التزويد المائي هذا الصيف، بمعنى أن الكمية المتوفرة هي التي تحدد عدد ساعات الضخ للمواطن وليس العكس.

وفي ظل هذا الواقع المائي المرير الذي بدد التفاؤل العام بفضل جودة الموسم المطري الماضي وتصريحات بعض المسؤولين بأن «الاردن تجاوز الخط الأحمر مائيا»، تظل كفاءة إدارة الطلب على المياه هي الوسيلة الأكثر قوة للتعامل مع التحديات الانية مع توفر الاصرار والعزيمة على مواجهة الوضع الصعب وتجاوز الازمة بأقل الخسائر.

على مستوى المملكة، هناك إجراءات سريعة اتخذتها الوزارة وتقوم باتخاذها من أجل تخفيف حدة الازمة ونتائجها، فقد أنجزت حفر وتأهيل عشرات الابار الارتوازية في مختلف المحافظات، وخاصة شمال المملكة، وقامت بتمديد خطوط ناقلة جديدة وأخرى معززة لرفع كفاءة التزويد المائي للمواطنين، الى جانب اتخاذ إجراءات واستعدادات لوجستية أخرى للتعامل مع الوضع القائم.

أما شركة مياهنا، فقد حصلت على الموازنة المائية التي طلبتها هذا الصيف من سلطة وادي الاردن دون عراقيل، وتقدر بما بين 77-78 مليون متر مكعب، لكن مسؤولا كبيرا في الشركة قال لـ «الدستور»: اننا ننتظر صيفا صعبا وقاسيا مائيا.

وفي رده على سؤال حول ما يمكن فعله فيما اذا احتاجت العاصمة لاكثر من 430 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب كما هو معتاد خلال أشهر الذروة (تموز وآب وأيلول)، أجاب المسؤول ذاته «بما ان الاولوية لمياه الشرب فسوف نكمل النقص من المياه المخصصة لاغراض الري، وهي المصدر الوحيد المتاح لنا».

ويؤكد المسؤولون أن وصول معدلات تدفق المياه في نهر اليرموك الى أدنى المستويات وما نجم عنها من ضعف التحزين في سد الوحدة، ونقص معدلات التخزين في السدود التي تستخدم مخزوناتها لاغراض الشرب، وهي وادي العرب والموجب والوالة الى جانب الوحدة بحوالي سبعة ملايين متر مكعب عن العام الماضي، ساهم الى حد كبير في تفاقم الازمة المائية على مستوى المملكة.

الدستور


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة