الثابت حتى الآن ان حكام دمشق وطهران, يضحكون على الغبي الاميركي. فقد أفلت الاسد من جدّية الضغوط الاميركية حين سلّم اسلحة الدمار الشامل الكيماوية دون قيد او شرط, ثم تسلل الى قناعاتها بان المشكل السوري هو مشكل المنظمات الارهابية.. بحيث اوقفت واشنطن دعمها للمعارضة, واعلنت انها لن تسمح بتسليحها «خشية وقوع هذه الاسلحة بيد الارهابيين» وحتى يُثبت الاسد, مرة اخرى, انه يمسك بالزمام اوعز الى جماعته في تنظيم داعش بالهجوم على مخازن اسلحة الجيش الحر.. ونهبها بالكامل!!
وبخطوط متوازية استطاع نظام الملالي في ايران الضحك على الاميركيين 5 + باتفاق جنيف, بحيث تتعهد طهران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%, وتفتح مراكز التخصيب للتفتيش, وتتراجع واشنطن بالمقابل عن جزء من العقوبات الاقتصادية (تحتجز 100 مليار دولار ايراني) وها هي اميركا واوروبا تكتشفان ان السلاح النووي لا يقتصر انتاجه على تخصيب اليورانيوم الى اكثر من 20% والحقيقة, ان امتلاك ايران للسلاح النووي لا يهدد اميركا او اوروبا او مصالحهما, ولا يهدد اسرائيل. لان هؤلاء يملكون السلاح المشابه, وبكميات اكثر كثيرا من القنابل, وتكنولوجيا عالية في تدمير الصواريخ او الطائرات التي يمكن ان توصل القنبلة النووية الى مستقرها.
إن خشية القوى الدولية او الاقليمية من امتلاك ايران للساح النووي, يعود الى خطأ التقدير في التطرف المذهبي وشعوره بالقوة للاندفاع الى مزيد من التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة. فالعلويون لمن يعرف داخليتهم في سوريا هم ليسوا شيعة, ولا توجد في كل جبال العلويين حسينية واحدة, وفيها جامع واحد اقامه حافظ الاسد على قبر والدته!! لكن التحالف السياسي حوّل قضية العلويين الى تحالف عضوي تطلبه الاقليات حين تشعر بالخطر.. ومثل ذلك الحوثيون في اليمن, فالزيدية ليست شيعية اثنى عشرية لكنها تصبح كذلك اذا شعر الزيديون بان سيطرتهم الامامية القديمة يمكن استعادتها من الدولة الحديثة!!
وحين نتحدث عن التحالف العلوي مع ايران الخمينية, فإننا لا نستطيع ان نغض النظر عن وجود اكثر من 10% من الاتراك العلويين. ولا شيء يمنع ايران من مد يدها الى الداخل التركي.. فالاتراك مقابل الكرد والعلويين والعرب ليسوا اكثرية عرقية!!
اكتشف الاميركيون الآن ان بشار الاسد الذي استسلم في القبول بالتخلي عن السلاح الكيماوي بسهولة, يلعب الان لعبة كسب الوقت.. فلم يتم تسليم اكثر من 5% من هذا السلاح, ويبدو انه يعد لمسرحية اخرى غير مسرحية جنيف. ولهذا بدأ التهديد الاميركي يعود الى المشهد, الى جانب اتهام المخابرات الاميركية بوجود اسلحة جرثومية في ترسانة نظام الاسد. لكن الجميع يعرف ان واشنطن لم تعد تفكر جديا بضربات عسكرية في سوريا او في أي مكان آخر.
واكتشف الاميركيون والاوروبيون ان هناك ثغرات في اتفاقهم مع ايران.. ولذلك عادوا الى جنيف.. او سيعودون هذا الشهر!!
القوة الاميركية كانت دائما قوة مادية.. لكنها لم تكن قوة ذكية!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو