السبت 2024-12-14 02:48 م
 

طائرة بلا طيار .. قصة نجاح حقيقية

02:28 م

الدكتور خالد الخلفات - في سماء جامعة الطفيلة التقنية، حلقت هذه الطائرة لتلتقط صوراً جميلة لهذه الجامعة ولهذا الجزء الغالي من الوطن، حمل هذا الإبداع وصنع هذا الابتكار أستاذ جامعي وطلبة من الجامعة، حرصوا كل الحرص أن ينقلوا صورة جميلة للأردنيين والعالم عن جامعتهم في الوقت الذي تلطخت ساحات بعض جامعاتنا بالدم، فسقط شهداء للعلم من طلاب وعاملين وقد خطط بليلٍ مظلم لتدمير جامعاتنا وتعليمنا وهو الثروة الحقيقية لهذا الوطن، حين كنا وما زلنا نطوف العالم لنحمل أعلى الشهادات من أرقى جامعات العالم لنعود للتدريس هنا ولنحمل أمانة العلم ، وقد طلب منا من أبناء جلدتنا لنذهب إلى أقصى الجنوب، حيث بحر العرب وإلى أقصى الغرب حيث جبل طارق لندرس هناك والطلب ما زال مستمراً على عقولنا رغم أنف المتآمرين علينا من الطابور الخامس أو السادس وحتى السابع. اضافة اعلان


وستبقى هذه الجامعات ساحة للعلم والفكر والإبداع ولن تكون ساحة للعنف والفتن والمؤامرات والعشائرية والقبلية بإذن الله، والدليل أنه في كل جامعة من جامعاتنا مبدعون ومبتكرون يعملون بصمت دون( تطبيل أو تزمير) لتقديم انجازات عظيمة.

أما هذه الأصوات التي يسمعها المجاورون للجامعات فهي مسدسات صوت يحملها الفاشلون الذين أوصلتهم وزارة التربية والتعليم بامتحانها العقيم وحمايتها للغشاشين وهم فئة قليلة ليصلوا إلى الجامعات برقم قد حصّلوه بطرقهم التي تعرفون.

جامعة الطفيلة كانت في آخر قائمة الجامعات من حيث العنف فلم يسجل فيها ما يسمى بالعنف، وأملنا بالله كبير أن يحفظ هذه الجامعة التي أبدع طلابها وحتى وهم معتصمون العام الماضي لم يمارس أحدهم أي شكل من أشكال العنف لم يُعتدى على أحد ولم يعتدى على طالبة ولم يحطم زجاج مركبة لمدرس أو موظف أو مسؤول ولم ولم ولم . وكل ذلك بفضل وعي هؤلاء الطلاب وحرصهم على جامعتهم لأنهم كانوا يطالبون وأنا معهم بصفتي عميداً لشؤون الطلبة بمطالب مشروعة قدّمنا بعضها لهم ولم يقدم الكثير إلى الآن لهم رغم وعود وزارة التعليم العالي يوم ذاك . ولأننا باختصار جامعة منسيّة على أرض هذا الوطن قررنا أن نحلّق فحلقنا في السماء لعلهم يروننا من أبراجهم المصنوعة من العاج ويلتفتون إلى مبدعينا من أساتذة وطلبة ولعلّ الطائرة التي حلقت في السماء تكون غداً طائرة بطيار لنكون السباقين في هذا العالم ، لا تخافوا سأطلب من الدكتور عبد الآله الشباطات وهو تلميذي في المدرسة قبل أن أنتقل إلى الجامعة ومن طلابه ممدوح عبيدات وضحى بني سعيد وندا داود أن تكون طائرة تجارية مدنية فليس لدينا نوايا للحرب على الأقل في الوقت الحاضر لا بين تغلب و لا بكر ولن نحمل فكر حرب البسوس وداحس والغبرا
ء في زمن عقيم وجهّت فيه أسلحتنا وذخيرتنا إلى أبناء عمومتنا وتجار السلاح من الصهاينة والأميركان ومن الشرق والغرب وهم الرابحون الحقيقيون وأوطاننا تّدمر وأطفالنا تسرق منهم طفولتهم .

الجميل في إبداع طلابنا في هذه الطائرة هي الفكرة الثانية التي طارت بها الطائرة الثانية حيث طيرانها لا يعتمد على جهاز التحكم عن بعد(الريموت كنترول) بل باستخدام الإشارة الصادرة من الدفاع في التحكم بالطائرة، حيث يتم إرسال هذه الإشارة لا سلكياً إلى الحاسوب ومن ثم إلى الطائرة، وهذا هو الجديد في إبداعنا، أما ما نراه من تعليقات على أخبارنا فنحن نعلم أن العاب الأطفال فيها طائرة على الريموت كنترول، اتركوا ابتكار الإشارات العصبية الدماغية فهو لجامعتنا وصمموا طائرة بلا طيار باستخدام الريموت كنترول.

نقطة أخيرة نحن بحاجة إلى من يلتفت إلى هذه الإبداعات في هذه الجامعة، لهذا الأستاذ المبدع ولهؤلاء الطلبة، فقد صمم هذا الأستاذ أجهزة أخرى سبق أن عرضها التلفزيون الأردني منها جهاز ريبوت يستخدم للبحث عن المفقودين الأحياء في الكوارث ووظائف أخرى له، وعصا للمكفوفين ذات وظائف متعددة تخدم هذه الفئة من الناس ، تلتقي هذه الإبداعات كلها لتخدم الإنسان أي إنسان وليست من باب الترف والتسلية.


الدكتور خالد الخلفات
عميد شؤون الطلبة - جامعة الطفيلة التقنية
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة