السبت 2024-12-14 09:05 م
 

طبخات محروقة!

09:15 ص

'الف?د?و' الذي نُشِر لنخبة من الس?اس??ن العلمان??ن في مصر، ?كشف حجم ا?ستقطاب الشد?د من جھة، وخطورة الطرح الس?اسي الحالياضافة اعلان

الذي بدأ ?ُتداول، من جھة أخرى، وعبّر عنھ المشاركون في تلك الجلسة، وھم ?تحدثون عن ضرورة إقصاء الت?ار ا?س?مي من اللعبة
الس?اس?ة تماماً؛ ل?س فقط جماعة ا?خوان المسلم?ن، بل حتى حزب النور السلفي الذي ?تھمھ ا?س?م?ون ا?خرون بالتواطؤ مع العسكر.
ھذه اللغة ا?قصائ?ة بدأت تتجاوز المشھد المصري، لتجتاح أوساطاً س?اس?ة وإع?م?ة وثقاف?ة عرب?ة تدعو إلى إقصاء ت?ار ا?س?م
الس?اسي من اللعبة الس?اس?ة. ولن تكون النت?جة إ? استدامة ل?زمة وتجذ?راً لھا؛ بتصل?ب ھذا الت?ار، ومنحھ مشروع?ة شعب?ة مبن?ة على
تعاطف مجتمعي، وتعز?ز ا?تجاه الراد?كالي والمتطرف على حساب الت?ار المعتدل، والدوران في حلقة مفرغة ما ب?ن الدكتاتور?ة
الناعمة وانتخابات منقوصة. فمن ھو العبقري الذي أعاد 'اكتشاف' النظر?ة الس?اس?ة الجد?دة في أوساط إع?م?ة وأكاد?م?ة وثقاف?ة
عرب?ة؟!
ذلك ?عود بنا -مرّة أخرى- إلى المعضلة الجوھر?ة المتمثلة في قلق أوساط س?اس?ة وثقاف?ة عرب?ة علمان?ة واسعة من 'نوا?ا ا?س?م??ن'،
ومصداق?ة إ?مانھم بالدولة المدن?ة الد?مقراط?ة، والخش?ة من استرات?ج?ة 'ا?خونة' أو 'السلفنة' للمؤسسات المختلفة ولثقافة المجتمع، كما
للتشر?عات والقوان?ن، وا?ستقواء بالعاطفة الد?ن?ة للناس على الت?ارات ا?خرى، ما ?ؤدّي في نھا?ة المطاف إلى الوقوع في فخ
ا?ستبداد?ن الد?ني والس?اسي ھروباً من ا?خ?ر؛ كالمستج?ر من الرمضاء بالنار!
ربما الجد?د في ھذه الوصفات أو الدعوات أنّھا تأتي بعد 'الرب?ع العربي'، وما شھدتھ ا?عوام الث?ثة الماض?ة من انتخابات وسجا?ت،
وما أدّت إل?ھ من حالة عم?قة من ا?ستقطاب الس?اسي الحاد ما ب?ن النخب العلمان?ة وا?س?م?ة في أكثر من دولة عرب?ة، انتھت إلى
المشھد المصري الراھن المرعب!
والسؤال الذي تطرحھ ھذه الجدل?ة ھو ما إذا كان الحل لمواجھة ھذه الھواجس والمخاوف من الت?ار ا?س?مي، إنما ?تمثل في اللجوء إلى
العسكر والدبابة وإقصاء ا?س?م??ن ?قت?ع أسباب ھذه الصداع، أم الحل في طر?ق أخرى أكثر تعق?داً وصعوبة، لكنّھا أكثر نجاعة
وعمقاً في النتائج والمخرجات؛ وتتمثّل في قاعدة أنّ الد?مقراط?ة تصحح طر?قھا بنفسھا، وأنّ م?دان المعركة مع ا?س?م??ن في صناد?ق
ا?قتراع، والتنو?ر والحوار العق?ني اللذ?ن ?عزّزان الت?ارات المعتدلة والبراغمات?ة والوسط?ة، و?طوّران الثقافة المجتمع?ة نفسھا؟
المسار ا?ول تمّت تجربتھ سابقاً، لكن المسار الثاني تمّ سلقھ سر?عاً، بدون أن ?أخذ مدى واسعاً، ثقاف?اً ومجتمع?اً وس?اس?اً، مما كان
س?نعكس في 'صناد?ق ا?قتراع' في المرحلة المقبلة، على المدى القص?ر ول?س البع?د. وربما ھذا ھو ما ?دفع إلى التساؤل عن سبب
إجھاض المسلسل الد?مقراطي؛ ھل ھو -فع?ً- الخوف من ا?س?م??ن لدى قوى س?اس?ة داخل?ة وإقل?م?ة، أم ھو العودة إلى استثمار
'الفزّاعة ا?س?م?ة' ذاتھا للقضاء على الحلم برب?ع د?مقراطي عربي؟!
المسار الثاني س?أتي بتغ??رات عم?قة في المجتمعات العرب?ة والمسلمة، تؤسس لثقافة جد?دة تشمل رافعة للد?مقراط?ة. وربما المشكلة
الكبرى التي عانت منھا العلمان?ة في العالم العربي، واكتسبت من خ?لھا 'سمعة س?ئة'، ھي أنّھا فُرضت من ا?على إلى ا?سفل، وجاءت
بالتحالف مع الدبابة والعسكر، كما ?شرح ذلك بعمق تار?خي وفلسفي وفكري الدكتور نادر الھاشمي في كتابھ 'ا?س?م والعلمان?ة
والد?مقراط?ة الل?برال?ة'.
في حال جرّبنا المسار الثاني واستكملناه عبر صناد?ق ا?قتراع والد?مقراط?ة، فإنّ الضمانة لعدم اختطاف ا?س?م??ن للسلطة والمجتمع،
تكمن أو?ً في صندوق ا?قتراع نفسھ، وثان?اً في الوعي الشعبي الثوري الجد?د، وثالثاً في موقف مؤسسات الدولة ا?خرى التي تمتلك
القوة الحق?ق?ة؛ فالھاجس ا?كبر ? ?تمثل في وجود ا?س?م??ن في حدود الملعب الس?اسي، بل تحتھ!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة