أعتقد أن على النائب المحترم والذي نظم مذكرة حجب ثقة عن وزير الشباب د. محمد نوح القضاة ، أن يصرف النظر عن هذه المذكرة التي لم تكلف سوى ورقة حملت « تواقيع الفزعة» كالعادة من بعض أعضاء مجلس النواب الذين يرضخون لطلبات بعضهم البعض دون مناقشة ، لأن كل منهم يظن أنه بحاجة في وقت ما لأي زميل « طالب « فزعة فيما بعد ، وهذا ليس بالأمر الذي يسجل للنواب بقدر ما يسجل عليهم ، وللعلم فالنائب المحترم هو صديق وأعرفه جيدا ، في المقابل فإن الوزير القضاة ليس لي أي معرفة شخصية به ولم ألتقه أبدا ، ولكنني أحس أن هناك هجمة غير بريئة من بعض مواقع « النميمة» ضد الرجل دون مسوغ مقبول لا ندري من وراءها إن كان هناك أحد .
على أعضاء في مجلس النواب أن يتريثوا قليلا قبل أن يطلقوا شتائمهم أو تصريحاتهم التي لا تسمن ولا تغني عن هرف الكلام ، وأن يحترموا « إسم المجلس» إن لم يحترموا أسماءهم ، ولا أقصد هنا النائب الذي تقدم بمذكرة الحجب ، بل بنواب يظنون أن « البعبعة والجعجعة» تعطيهم قيمة وفرض هيبة ، ولا يعلمون أن لا هيبة في شتم الناس أو التهجم عليهم أو النكوص عن أمانة تمثيل فئة من المجتمع مثلّوهم بحق أو بغير حق ، فتلك خيبّة ما بعدها خيبة ، وعليهم أن يخرجوا بأقل قدر من الخسائر فيما تبقى من عمر المجلس والحكومة.
الوزير القضاة ، الذي صرح أن السبب في المذكرة عدم تمكنه من مقابلة النائب لوجوده خارج البلاد ، قد يكون أخطأ في تصريح أو اجتهاد ما ، أو لم يكن مرناً كبقية الوزراء الخدميين الذين يطاردهم النواب بين أروقة المجلس ومكاتب الوزارات لتمرير طلبات لهم ، ولكن ليس من المعقول أن يستهدف الرجل بشكل غير مريح ، فهو وافق على دخول الحكومة ليكون وزيرا للشباب ، وجميعنا نعلم ما هو الدور العظيم الذي نعول على الشباب في القيام به على جميع الصعد ، اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ، فهم ذخيرة المستقبل وعلينا جميعا مساندة أي جهد يستهدفهم لانتشالهم من الطرق الملتوية وقوارع طرق التيه وتردي الأخلاق الى مسالك الخير والعمل والإفتخار بشبابهم وافتخار الوطن بهم .
في عهد مجلس النواب السابق راجع مجموعة من النواب وزير صحة أسبق دون موعد ، وكان الوزير في اجتماع خارج الوزارة ، وبعد انتظار عند « سكرتيرة الوزير» وقبل أن يفرغ الجمع النيابي من شرب القهوة ، اقترح أحدهم المغادرة لأنهم عدّوا انتظارهم إهانة ، وقبل أن يخرج الجميع ، كتب أحدهم ورقة وطلب تسليمها للوزير وكتب فيها مهددا : « سنلتقي في المجلس بعد دعوة الدورة العادية» ، ولكن للأسف لم يلتق الجميع في المجلس ، لأن مجلسهم تم حله بعد أربعة أيام من تلك الزيارة .
أعتقد أن العقلية الإرتجالية ، و عقدة الذات النرجسية ، ومحاولة فرض شخصية « البطل» في مجتمع أصبح ينفر من المزاودات والترهيب والتهديد ، وترديد نشيد « أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا « على خلق الله ، لم يعد مستساغا ولا طريفا في ظل الاحتقان الذي امتلأت به الساحة الاجتماعية والسياسية ، وعلى الجميع أن « يحترم» الآخر ، حتى ولو لم يحبه أو لم يعجبه تصرفه ، بغض النظر عن المنصب أو المكانة الشخصية .
على الجميع أن ينتهوا من مرحلة « كذبة» الشعور بالندية و تصنيف الآخرين على انهم خصوم ، فنحن لسنا طرفا في « حرب النجوم» وسباق التسلح النووي ، ولا أعضاء نادي الشركات المتعددة الجنسيات ولا أعضاء في مجلس الأمن الدولي ، فلنعد الى رشدنا ، ولنعمل لما فيه الخير لهذا الوطن الذي ابتلي بنا ، ولهذا الشعب الذي لا زال يعاني من وطأة الحاجة وضيق ذات اليد ، وتراكم مديونيته الأسرية ، نظرا للغلاء الفاحش الذي بات يعم كافة القطاعات ، وليس هناك من يجلس ليفكر كيف يساعد الناس للتخفيف من معاناتهم ، فلا الحكومات ولا النواب ولا أعضاء السلك الرسمي باتوا يفهمون ما الذي يجري على الساحة أو الحلّ ، والمهم عندهم افتعال المناكفات ورمي المسؤولية، كلٌ على الآخر .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو