الأربعاء 2024-12-11 12:29 م
 

طرح الثقة بالوزير القضاة

12:58 ص

أعتقد أن على النائب المحترم والذي نظم مذكرة حجب ثقة عن وزير الشباب د. محمد نوح القضاة ، أن يصرف النظر عن هذه المذكرة التي لم تكلف سوى ورقة حملت « تواقيع الفزعة» كالعادة من بعض أعضاء مجلس النواب الذين يرضخون لطلبات بعضهم البعض دون مناقشة ، لأن كل منهم يظن أنه بحاجة في وقت ما لأي زميل « طالب « فزعة فيما بعد ، وهذا ليس بالأمر الذي يسجل للنواب بقدر ما يسجل عليهم ، وللعلم فالنائب المحترم هو صديق وأعرفه جيدا ، في المقابل فإن الوزير القضاة ليس لي أي معرفة شخصية به ولم ألتقه أبدا ، ولكنني أحس أن هناك هجمة غير بريئة من بعض مواقع « النميمة» ضد الرجل دون مسوغ مقبول لا ندري من وراءها إن كان هناك أحد .اضافة اعلان

على أعضاء في مجلس النواب أن يتريثوا قليلا قبل أن يطلقوا شتائمهم أو تصريحاتهم التي لا تسمن ولا تغني عن هرف الكلام ، وأن يحترموا « إسم المجلس» إن لم يحترموا أسماءهم ، ولا أقصد هنا النائب الذي تقدم بمذكرة الحجب ، بل بنواب يظنون أن « البعبعة والجعجعة» تعطيهم قيمة وفرض هيبة ، ولا يعلمون أن لا هيبة في شتم الناس أو التهجم عليهم أو النكوص عن أمانة تمثيل فئة من المجتمع مثلّوهم بحق أو بغير حق ، فتلك خيبّة ما بعدها خيبة ، وعليهم أن يخرجوا بأقل قدر من الخسائر فيما تبقى من عمر المجلس والحكومة.
الوزير القضاة ، الذي صرح أن السبب في المذكرة عدم تمكنه من مقابلة النائب لوجوده خارج البلاد ، قد يكون أخطأ في تصريح أو اجتهاد ما ، أو لم يكن مرناً كبقية الوزراء الخدميين الذين يطاردهم النواب بين أروقة المجلس ومكاتب الوزارات لتمرير طلبات لهم ، ولكن ليس من المعقول أن يستهدف الرجل بشكل غير مريح ، فهو وافق على دخول الحكومة ليكون وزيرا للشباب ، وجميعنا نعلم ما هو الدور العظيم الذي نعول على الشباب في القيام به على جميع الصعد ، اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ، فهم ذخيرة المستقبل وعلينا جميعا مساندة أي جهد يستهدفهم لانتشالهم من الطرق الملتوية وقوارع طرق التيه وتردي الأخلاق الى مسالك الخير والعمل والإفتخار بشبابهم وافتخار الوطن بهم .
في عهد مجلس النواب السابق راجع مجموعة من النواب وزير صحة أسبق دون موعد ، وكان الوزير في اجتماع خارج الوزارة ، وبعد انتظار عند « سكرتيرة الوزير» وقبل أن يفرغ الجمع النيابي من شرب القهوة ، اقترح أحدهم المغادرة لأنهم عدّوا انتظارهم إهانة ، وقبل أن يخرج الجميع ، كتب أحدهم ورقة وطلب تسليمها للوزير وكتب فيها مهددا : « سنلتقي في المجلس بعد دعوة الدورة العادية» ، ولكن للأسف لم يلتق الجميع في المجلس ، لأن مجلسهم تم حله بعد أربعة أيام من تلك الزيارة .
أعتقد أن العقلية الإرتجالية ، و عقدة الذات النرجسية ، ومحاولة فرض شخصية « البطل» في مجتمع أصبح ينفر من المزاودات والترهيب والتهديد ، وترديد نشيد « أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا « على خلق الله ، لم يعد مستساغا ولا طريفا في ظل الاحتقان الذي امتلأت به الساحة الاجتماعية والسياسية ، وعلى الجميع أن « يحترم» الآخر ، حتى ولو لم يحبه أو لم يعجبه تصرفه ، بغض النظر عن المنصب أو المكانة الشخصية .
على الجميع أن ينتهوا من مرحلة « كذبة» الشعور بالندية و تصنيف الآخرين على انهم خصوم ، فنحن لسنا طرفا في « حرب النجوم» وسباق التسلح النووي ، ولا أعضاء نادي الشركات المتعددة الجنسيات ولا أعضاء في مجلس الأمن الدولي ، فلنعد الى رشدنا ، ولنعمل لما فيه الخير لهذا الوطن الذي ابتلي بنا ، ولهذا الشعب الذي لا زال يعاني من وطأة الحاجة وضيق ذات اليد ، وتراكم مديونيته الأسرية ، نظرا للغلاء الفاحش الذي بات يعم كافة القطاعات ، وليس هناك من يجلس ليفكر كيف يساعد الناس للتخفيف من معاناتهم ، فلا الحكومات ولا النواب ولا أعضاء السلك الرسمي باتوا يفهمون ما الذي يجري على الساحة أو الحلّ ، والمهم عندهم افتعال المناكفات ورمي المسؤولية، كلٌ على الآخر .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة