الوكيل - بعد ان تغيرت سلوكيات احمد البالغ من العمر 14 عاما من زيادة في عدد ساعات النوم وقلة تركيز وتوتر دائم اكتشفت اسرته بعد عرضه على احد الاطباء الذي قام باجراء فحوصات مخبرية بانه يتعاطى الحبوب المهدئة منذ فترة زمنية تركت اثارا واضحة على سلوكه.
احمد واحد من طلاب المدارس الذين يتعرضون لمخاطر بدءا من الاعتياد على التدخين ومرورا بتعاطي الحبوب المهدئة الى سلوكيات اخرى تعترض حياة الفتيات اللواتي يقعن فريسة علاقات غير شرعية ناتجة عن غياب دور الاسرة التوجيهي والرقابي.
ويؤكد اخصائيون اجتماعيون ان هناك ظواهر اجتماعية وسلوكية جديدة اصبحت اكثر انتشارا بين طلاب المدارس والفتيات دون سن الثامنة عشرة تستدعي التصدي لها بشكل جاد بداية من قبل الاسرة التي تعتبر النواة الاولى في التنشئة السليمة.
ويشهد مركز دار رعاية الفتيات بالرصيفة الذي يستقبل الفتيات دون سن الثامنة عشرة ويوفر لهن الرعاية والحماية بسبب ظروف اسرية وحوادث تعرضن اليها على حالات لفتيات لم يبلغن الثامنة عشرة اقمن علاقات غير شرعية نتج عنها الحمل دون معرفة الاسرة او اكتشافها الا بعد مرور شهور على الحمل.
احدى فتيات الدار بعد ان تعرضت لاعتداء من قبل شقيقها ووقوع الحمل لمدة سبعة شهور اكتشفت الام انها حامل كانت تعتقد ان ابنتها تزداد بدانة فقط.
وفتاة اخرى تم الاعتداء عليها من قبل احد اقارب الاسرة ولم تعلم الاسرة بذلك الا حين ظهرت عوارض الحمل على الفتاة في حين لم تضع الاسرة ضوابط على طبيعة العلاقات التي تجمع الفتيات ايضا بالاقارب لتكون الفتاة ضحية نفوس مريضة تستغلها في ظل غياب الحوار والصراحة بين الفتاة واسرتها وخوفها من الافصاح عما تعرضت اليه.
هذه السلوكيات التي باتت تهدد حياة ابناء وفتيات لايزالون على مقاعد الدراسة بالمدارس تشكل تحديا كبيرا للاسرة وتضعها امام مسؤولياتها ليس في الرقابة فحسب بل بتوعية ابنائها والابقاء على التواصل والحوار معهم لاكتشاف كل ما يمكنه ان يؤثر على حياتهم ومستقبلهم.
الاخصائية الاجتماعية روان الضامن اشارت الى اهمية هذه القضية غير المعلن عنها كثيرا والتي لا يتم تداولها على اعتبار ان جميع الطلاب والابناء بالمدارس وباسرهم يعيشون في بيئة امنة مستقرة.
واضافت ان عددا من الطلاب بالمدارس يتعرضون للاستغلال بسبب سوء اختيار الاصدقاء ونقل ما يسمى بالعدوى السلوكية بحيث يتم تداول العادات السلبية بين الطلاب اما بهدف التجربة والاكتشاف او بسبب الرغبة باشراك الاخرين بكل ما هو سلبي من عادات مؤذية تترك اثارا واضحة على حياتهم.
واشارت الى ان هذا الامر ينطبق على الفتيات اللواتي يقعن فريسة استغلال علاقات غير شرعية اما داخل الاسرة او خارجها دون ان تعلم الاسرة بذلك الا بعد ان تظهر علامات الحمل على الفتاة لافتة الى ان تغيرات الحياة والانفتاح الفكري لمن هم بمرحلة المراهقة والحرية الزائدة غير المسؤولة التي يعيشها الابناء تسهم جميعها بتعريضهم لمخاطر كبيرة قد يصعب امامها انقاذهم او اعادتهم الى ما كانوا عليه.
واكدت الضامن اهمية دور الاسرة خاصة في ظل تباين البيئات التي يتعرض لها الابناء والبنات بالمدارس او خارجها ويتاثرون بها بشكل واضح مشيرة الى ان دور الاسرة لا يقتصر فقط على الرقابة بل على مجاراة الزمن بتغيراته والقدرة على الوصول الى عقول ابنائهم وبناتهم بطرق غير تقليدية من خلال الحوار والثقة المتبادلة بينهم بحيث يشعر الابناء بانهم قادرون على اشراك امهاتهم وابائهم بكل ما يتعرضون له دون خوف او شعور بالعقاب الذي ينتظرهم.
واكدت ان استخدام اساليب الترهيب وبث الخوف بنفوس الابناء بشكل مستمر يدفعهم الى الكذب والاستمرار بالسلوكيات السلبية.
وتعد تجربة احدى الامهات مع ابنتها البالغة من العمر 12 عاما دليلا على سهولة استغلال الفتيات ان لم يكن هناك ثقة متبادلة بينهم وبين اسرهم ورقابة مستمرة ،تقول ام يزيد -موظفة- ابنتي تقضي وقتا على الفيس بوك في غرفتها وعند سؤالي لها تقول انها مع صديقاتها بالمدرسة لاكتشف بعد فترة بانها على علاقة مع شاب يبلغ من العمر 18 عاما طلب منها الخروج بصحبته الى احدى المولات.
وتضيف: لم اعلمها باكتشافي الامر بل اصطحبتها كما طلبت مني لاحدى المولات لمشاهدة فيلم برفقة صديقاتها اللواتي كن ينتظرنها وقمت بدخول السينما دون معرفتهم لاكتشف بان جميع صديقاتها كن برفقة شباب مشيرة الى ان الامر لم يقتصر على هذا فحسب بل عند اصطحاب ابنتي علمت بان هؤلاء الشباب يقومون بترويج حبوب مهدئة لتعتاد الفتيات عليها ويصبحن غير قادرات على ايقاف مثل هذه العلاقات.
الام التي تحدثت عن تجربتها التي تعتبرها الاخطر بحياتها من اللحظة التي اصبحت بها اما اكدت ان ما تتعرض له الفتيات من استغلال يبدا بمواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح لهن التعرف على الاخرين الذين يستغلون طفولتهن ويقودهن الى سلوكيات مدمرة.
واشارت الى اهمية ابقاء الرقابة على الابناء والبنات وعدم تركهم بمفردهم يستخدمون هذه المواقع لافتة الى ان مواقع التواصل الاجتماعي لمن هم في اعمار صغيرة باتت تشكل خطرا عليهم في حال عدم وجود رقابة وان كانت الفتاة تعيش في اسرة سليمة توفر لها الثقة المتبادلة خاصة في ظل قدرة الاخرين والصديقات على التاثير السلبي بشكل واضح.
ويؤكد اخصائيون اجتماعيون اهمية استعادة دور الاسرة الحقيقي وعدم انشغال الامهات والاباء عن ابنائهم وادراك المتغيرات الاجتماعية والتطورات في المجتمع والتي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم في حال عدم قدرة الاسرة على ادارتها والتعامل معها بالقدر الذي يجنب ابناءهم سلبياتها..
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو