قادت الصدفة الشاب محمد عبد العال الذي ظل يبحث عن عمل على مدى 12 عاما، ليعمل مع صديقه بائع الخضار المتجول أحمد ابو طعيمة ليزرع في نفسه ثقافة العمل، رغم وضعه الصحي الذي يفرض عليه أعمالًا معينة.
عبد العال الذي يسكن في منطقة القويسمة في عمان، يعاني من مشكلات في النطق، واضطراب في حركة جسده لاختلاف في أطوال ساقيه، تعرف على صديقه بائع الخضار المتجول في المسجد، ولم يبح له برغبته في العمل معه، إلا بعد سنوات من المشقة والانتظار من أجل أن يكسب قوت يومه، ويؤسس لبناء أسرة كغيره من الشباب.
يقول أبو طعيمة: 'كنت أشعر أن صديقي بحاجة إلى العمل، ولكن الوضع الصحي يقيده كثيرا، حتى جاء اليوم لأعرض عليه الرغبة في العمل معي في بيع الخضار والفواكه، ويرافقني في تجوالي في مختلف المناطق'.
ويتابع وهو يشعر بالنشوة لوجود صديقه معه في العمل: 'منذ أن عمل عبد العال معي، رزقني الله كثيرا، رغم انه لم يكن يعرف أن يعد النقود، أو يتعامل مع الوزن والميزان، وكان يهاب الآخرين، ويهرب إذا ما رأى سيدة تقترب لشراء الخضار والفواكه، الا أن هذه الحالة سرعان ما اختفت؛ نتيجة الاحتكاك الزائد مع المشترين من الجنسين'.
ويبدي ابو طعيمة سعادته بالعمل منذ أن بدأ بأولى خطواته منذ كان في الثانية عشر من عمره، إلى جانب دراسته بالصف السابع، حيث عمل بجر عربات الخضار في السوق المركزي، اضافة الى حمل الخضار للزبائن الى سياراتهم مقابل اجر يومي .
يتحمل ابو طعيمة (25 سنة) دفع اجرة منزل عائلته البالغة 170 دينارا، ويساهم كذلك في مصروف عائلته المكونة بالإضافة الى الوالدين من 11 من الاخوة.
ويقول إن العمل أهم شيء يقوم به الانسان الطبيعي، مستغربا وجود شباب أشداء يتلقون مصروفهم من والديهم، قائلًا: 'ان العمل موجود لمن يبحث عنه، وان الدراسة لا تمنع العمل'.
ويؤكد ان مساعدته رفيقه عبد العال لم تزده الا اصرارا على العمل مهما كان نوعه، معتبرا أن استقلال الشباب ماليا بداية الاعتماد على الذات لبناء عائلة يكون عمادها العمل .
عبد العال (30 عاما) الذي يثني على دافع صديقه للعمل، يبين أنه ترك المدرسة منذ كان في الصف السادس؛ نتيجة مضايقات كان تعرض لها من بعض رفاقه في المدرسة؛ نظرا لحركته، وعدم قدرته على النطق السليم للأحرف، فكان يقضي جل وقته في المسجد عاكفا على حفظ القرآن الكريم، حتى استطاع حفظ أجزاء كثيرة منه، وتعلق بالصلاة مع الجماعة في المسجد في كل اوقات الصلاة .
ويؤكد أن وضعه الصحي لم يقف عائقا في طريقه من أجل العمل، طالبا من الشباب ان يتجهوا الى العمل حتى لا يظلوا جالسين في صفوف البطالة.
ويرنو عبد العال الذي يعمل برفقة صديقه أحمد في بيع الخضار والفواكه مقابل ستة دنانير في اليوم، لتأسيس بيت، راغبا في تحقيق امنيته بالزواج ليكون له دخل متواصل ولو كان متواضعًا يعيل به أسرته!
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو