الجمعة 2024-12-13 11:54 ص
 

عجبا للواقع !

02:12 م

مهند هشام محمود الغرايبة - كل ما تقدمنا في العمر يصبح الواقع أكثر عجبا , يصبح مضحكا تارةً ويصبح مبكيا تارةً أُخرى , أصبح الإنسان في حيرةٍ من أمره أيضحك أم يبكي على واقعنا , هل تغيّر الواقع حقٌ للمجتمع , أم هل أنّ الواقع الذي يتغير تغيّره ايجابي ؟ , لماذا نتهرب من الإجابة , لماذا لا نقف وقفةً تأمليّة ونرى ما الذي قد حصل بين شبابنا وشاباتنا في مثل هذه الأيام , لما مشاكل الشباب في ازدياد ؟ , مع أنّه وحسب الواقع المفترض , ستقل مشاكل جيل الشباب مع التقدم العلمي والتكنولوجي , ومع عصر الانفتاح الذي طغى على عقولنا وقلوبنا في كل لحظةٍ وأخرى . اضافة اعلان


أتعجب من واقعٍ أصبح الشاب يتقلّد فيه دورَ الفتاة , وأصبحت الفتاةُ ممثلا بارعا بقيامها بدور الشباب , حتى ربما يمكنني القول أنّ بعض الفتيات بتمثيلهن قد تفوقن بالرجولة على كثيرٍ من الشبان , لما اتجه الشباب للاهتمام بمظاهرهم الخارجيّة أكثر من الفتيات , لما أصبح الشاب يهتم بنعومة وجهه وطراوة ملمسه وبجمال يديه وحتى بتسريحة شعره ! , لما أصبحت الفتاة تقوم بدور الشباب في القيادة وفي التحدث وفي الكلام , لما أصبح لبسُ الفتاة تقليدا للشباب , آهٍ لزماننا كم أصبح فيه خلطٌ بين الرجولة والتشبه بالنساء وبين الأنوثة والاسترجال .

لم يقف الحال هنا فقط , حتى مواقع التواصل الاجتماعي قد قلبت كيان الشباب , فأصبح الشاب يدخل باسم فتاة على تلك المواقع , ليعيش حياة الفتاة ويكتشف ما بها من غموض , يتقمص شخصيّة باسمٍ مستعار , أيعقل أنّهُ قد سأم من كونهِ رجلا ؟ , وحتى الفتيات أصبحن كذلك إلا ما رحم ربي , هل وصل بنا الواقع أن يكره الرجل رجولته وأن تكره المرأة أنوثتها لدرجة أصبح كلٌ منهما يتمنى أن يكون كالآخر .

برأيي الذنب ليسَ ذنب الشباب , ولا ذنب الفتيات , ولا ذنب المجتمع , الذنب هو ذنب الأسرة , التي لم تعطي لكلِ فردٍ من أفرادها حقّه من الرعاية والاهتمام وتحمل المسؤولية , فتجد شابا قوامهُ قد غلب أباه وما زال لا يستطيع أن يتحدث في مجالس الرجال , أو تجد تلك الفتاة التي لم يبقى على خطبتها إلا قفزةٌ صغيرة , لا تجيد أي شيءٍ من عمل المنزل ؟ , نعم الإهمال هو سبب المشاكل كلها , فلو جعلنا الشاب يحس برجولته وأهميتها لما حصل ذلك , ولو قدمنّا للفتاة الرعاية والاهتمام لم حصل لها ما حصل , لكن وبكل صراحةٍ وصلنا إلى طريقٍ مسدود , أصبح الاهتمام نادرا جدّا , وكلنا يحبُ الاهتمام , لكن إذا ما فقدناه اختلّ توازن الحياة , وانقلب الواقع , وصار كلٌّ من الجنسين يكره حياته الخاصة ويعتقد أنّ حياة غيره هي الأجمل , هذا ومن دون أن نذكر ما اتجه له شبابنا في هذه الأيام فتكاد لا تجد بيتا يخلوا ساكنوه من الحب الذي يستنكره المجتمع , فلا حقّ للمجتمع أن يستنكر شيئا هو قد فعله , أهملوا أبنائهم , وهم بحاجة للاهتمام , فجاء من يهتم بهم من خارج العائلة فنشأت علاقة الحب , ألا نصنف نحن ضمن البشر ؟ , بلا والله نصنف ,

رسالتي التي أوجهها لكل شاب وفتاة ولكل أبٍ وأم ولكل من هو في موقع مسئول عن الأسرة , لا تحرموا أنفسكم من الاهتمام , اقتربوا من أنفسكم ومن ثم اقتربوا ممكن حولكم , وليسأل كل واحدٍ منّا متى آخر مرة سألت فيها ابني أو ابنتي عن الأحوال , أو حتى عن الصحة , أو حتى عن الحياة , لماذا لا نسألهم عن الحياة , لماذا لا نرى احتياجاتهم , لماذا ولماذا ؟ ,, ما أحوجنا لأن نعيد ترتيب أفكارنا وعقولنا لنصل إلى برِّ الأمان في مجتمع يبقى فيه الرجل رجلاً يعتمد عليه , وتبقى الأنثى أنثى يعتمد عليها في تربية جيلٍ يتصف بالعقلانية , الفرج قريب , فلنبدأ بالتغيير ,,,,,,,,


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة