انتهت اليوم المسيرة التي أعدت لها الحركات التي تسمي نفسها 'حركات إصلاحية' وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين منذ أكثر من ثلاثة أشهر ليحشدوا أكبر عدد ممكن من المعارضين الذين قد يكونون مغيبين عن الحقيقة والنوايا التي تختبئ في أدمغة المنظمين لتلك المظاهرات . وقد أكدت غالبية التقارير الإعلامية المحلية والعربية والدولية أن هذه المسيرة قد فشلت فشلاً ذريعاً بقياس عدد المشاركين فيها والذين لم يتجاوز عددهم 20 الف على أعلى أعلى أعلى تقدير بحسب المخطط الجغرافي للمنطقة التي تواجد فيها المتظاهرون والتي لم تتجاوز 3500 م2 .
وهنا لن أركز على فشل هذه المسيرة من ناحية العدد وإنما سأركز على الشعارات المرفوعة في هذه المسيرة والتي دلت بكل وضوح على نوايا هذه الحركات المشبوهة وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين .
إن غالبية الشعارات التي رفعت في هذه المسيرة نادت بإصلاح النظام ومحاربة الفساد ... الخ من الشعارات الورقية التي داسها المنظمون أنفسهم بالأقدام حين انتهت تلك المسيرة .. وأصبحت هذه الشعارات كلها عبارة عن أكوام نفايات احتاجت أكثر من 200 عامل وطن لتنظيفها .
لكن ما لفت نظري في حقيقة الأمر نقطتين يجب أن اركز عليهما في مقالي هذا على أمل أن تصل الرسالة واضحة لكل من هو مغيب ذهنياً عن حقيقة هؤلاء القوم الذين لا هم لهم سوى السلطة .
النقطة الأولى : لم نسمع أو نشاهد أي يافطات أو شعارات هتفت ضد العدو الصهيوني والذي يعتبر العدو الأول للشعوب العربية , والتي من المفترض أن رافعي تلك الشعارات هم من أبناء حركات المعارضة التي خرجت من رحم تلك الشعوب التي ساءها ضعف مواقف حكوماتها ضد جرائم الكيان الصهيوني , علماً أن غالبية الحركات التي خرجت في هذه المسيرة هي حركات سياسية إقليمية وليست محلية , وهي مرتبطة بالقضية الفلسطينية مثلها مثل بقية الشعوب العربية الحرة التي لا هم لها سوى إنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني ليعم السلام في المنطقة كلها .
إن تجاهل القائمين على هذه المسيرة ارسال ولو رسالة للعدو الصهيوني هي دليل على عدم وطنية هذه التحركات , مما يجعلنا نشك بنزاهتها ونزاهة القائمين عليها , فغالبية الشعارات التي رفعت هي ضد النظام وضد الحكومة , وكأنه اعتراف مبطن من تلك الحركات ان عدوهم الأول ليس العدو الصهيوني وإنما النظام بحد ذاته للوصول الى السلطة ومن ثم إبقاء الاتفاقيات والمعاهدات مع العدو الصهيوني كما هي وتطويرها بشكل يليق بطبيعة العلاقة بين الطرفين كما يحدث الآن في جمهورية مصر .
وأنا أعتقد أن أية سلطة لا ترتبط ارتباطاُ مباشراً بالقضية الفلسطينية هي سلطة مناصب وليست سلطة تحرير شعوب او مكافحة فساد او سلطة إصلاحات , ويجب أن نعترف أن القضية الفلسطينية هي صمام أمان لكل الحركات الوطنية في الجغرافيا العربية , وكل من يسقط القضية الفلسطينية من حساباته فهو مشبوه . وهذا ما لمسناه في حركة الإخوان المسلمين التي لم ترفع شعاراً واحداً ضد العدو الصهيوني او شعاراً لنصرة الشعب الفلسطيني أو لافتةً للمسجد الأقصى الذي تم إقتحامه في نفس الوقت التي كانت المسيرة تهتف ضد النظام !!! .
النقطة الثانية : لقد قام المنظمون لهذه المسيرة بإحراق صورة الإعلامي محمد الوكيل , بينما لم نرى العلم الصهيوني يحرق أو يداس من أي طرف من الأطراف المشاركة في هذه المسيرة , وكأن محمد الوكيل بات أكثر خطراً على هذه الجماعات من العدو الصهيوني .
وهذا التخوف من محمد الوكيل تخوف منطقي , لأن حركة الإخوان المسلمين لا عداء لهم مع الكيان الصهيوني وهنالك تقارير تتحدث أن العدو الصهيوني هو من انشأ تلك الحركة , لذلك لا نجد أي صورة واضحة للعداء بين الطرفين والطرفين يعيشون في حالة سلام حقيقي , بينما محمد الوكيل لا يخجل من إعلان مواقفه واضحة وضوح الشمس, بأنه مع الوطن وضد صناع الفتن , وهنا يكمن خطر محمد الوكيل على مثل هذه الجماعات التي تخشى من كلمة الحق أكثر مما تخشى الله , وأنا اؤيد الوكيل في كل عبارة قالها مزيفة او كما هي فهي في حقيقة الأمر عبارة يرددها كل من لم يخرج في هذه المسيرة والتي ستكون نسبتهم على اقل تقدير 90% من أبناء هذا الوطن .
وأقول للأخ محمد الوكيل إن إحراق صورتك في مسيرة كهذه المسيرة هي شهادة تقدير وشرف لمواطن شكل على هذه الحركات تهديداً أكثر من العدو الصهيوني .
إن البعض يظن بما أننا ضد هذه التحركات فنحن مع الفساد ومع الحكومات ومع النظام , لكننا عكس هذا كله , لأننا مع رأس النظام ضد الفساد والمفسدين , ونحن مع إصلاح النظام , ونحن ضد الحكومات التي تضيق الخناق على المواطن المختنق اصلاً , ونحن مع كل عمليات الإصلاح التي تؤدي إلى رفع الضيم عن المواطن الذي هو أغلى ما يملك النظام وأغلى ما يملك الوطن , وبالتالي نحن من الشعب ومع الشعب , ونحن نعاني كما يعاني , ونتألم كما يتألم , ونعاني من رفع الأسعار كما يعاني البقية , ونعاني من شح الموارد كما يعاني , ونحن غير مستفيدون من الفساد ولا المفسدين , وقد نكون أكثر تضرراً ممن خرجوا في هذه المسيرات . وحركة الإخوان المسلمين إذا ارادات الإصلاح ومحاربة الفساد , فعليها أن تبدأ بإصلاح نفسها وأن تكشف عن الفاسدين في هذه الحركة الذين امتلأت بطونهم من التبرعات التي صبت غالبيتها في جيوبهم .
وفي الختام لا بد أن نؤكد على وعي الشعب الأردني وحرصه على هذا الوطن , وإفشال كل المخططات الرامية لتدمير هذا الوطن الذي سيلفظ بهمة أبناءه كل المدسوسين الذين لا هم لهم سوى تدمير الاردن وتدمير الوطن العربي بشعارات زائفة لا يقرأها سوى المغيبين عن الحقيقة والذين يحاولون بغبائهم أن يغطوا الشمس بغربال .
جمال قبها
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو