الجمعة 2024-12-13 01:09 م
 

عدوانية الطلاب لا تقتصر على مرحلة عمرية ..

01:07 ص

الوكيل - لم تعد تقتصر العدوانية في السلوك على الطلاب في مرحلة المراهقة او الاكبر سنا لكنها بدات تنتشر بين الطلاب الصغار سواء كانوا بالروضات او بالصفوف الابتدائية الاولى. اضافة اعلان


فالعدوانية في السلوك سواء كانت داخل الغرف الصفية او بساحات المدارس قضية تؤثر على سير العملية التعليمية كون المعلمة تخصص جزءا من وقتها لضبط هؤلاء الطلاب وتعديل سلوكهم، لأنها مسؤولة عن سلامة الطلاب.

تقول المعلمة في مدرسة خاصة ريم عوني إن هذه «الظاهرة اصبحت مقلقة وتحتاج للوقوف على اسبابها خصوصا وان هناك اعدادا من الطلاب يمارسون هذه السلوكات داخل الصف واثناء فترة اللعب بالساحات المدرسية».

وتضيف:» داخل الصف كثيرا ما نشاهد طلاب يقومون بضرب زملائهم او ازعاجهم بشكل واضح ونقوم نحن بدورنا بتنبيههم مرات ومرات وهذا الامر ينطبق عليهم وهم يلعبون لانهم لا يمارسون سوى السلوك العدواني فيضربون الاخرين ويسببون لهم الاذى الجسدي والنفسي».

لكنه تؤكد أن هذه القضية «لا يمكن الحد منها الا بتعاون الاسرة مع المدرسة، فالمدارس التي تواجه هذا الامر تقوم باستدعاء اسرة الطالب وتطلعه على سلوكات ابنه وتحاول اكتشاف الاسباب التي تقف وراءها»، لافتة الى ان»بعض الاهل يبدون تعاونا مع ادارة المدارس والبعض الاخر لا يبالي ولا يساعد في حل المشكلة».

وتؤكد معلمة في احدى الروضات، فضلت عدم نشر اسمها، أن « اطفالا في عمر الاربع والخمس سنوات ينتهجون سلوكات عدوانية مع زملائهم ويقومون بضربهم واظهار قوتهم الجسدية عليهم».

وتقول:» كيف يمكن لطفل في مثل هذا العمر ان ينتهج مثل هذا السلوك لو لم يعتد عليه في اسرته وينقله بدوره الى زملائه ؟».

وشددت على أن السلوك العدواني أمر مرفوض، فالاطفال لا يذهبون الى الروضات او المدارس لتلقي المعلومات الاكاديميية فقط انما هناك مسؤولية في تعديل سلوكاتهم الخاطئة والسكوت عليها او التغاضي عنها سوف يؤثر عليهم سلبا وعلى الاطفال الاخرين، مؤكدة ان هذه السلوكات «خطرة وعلى الاسرة ان توليها اهتماما كبير وتبدأ بعلاجها وتعديلها».

وتشكل هذه القضية مصدرازعاج لدى كثير من الاسر التي على اثرها تقوم بتغيير المدرسة ونقل ابنائهم الى مدرسة اخرى ان فشلت في اصلاح المشكلة.

تقول ام احمد – ابنها في مدرسة خاصة بالصف الثاني ابتدائي – «مشكلتي بدات من العام الماضي عندما كان ابني بالصف الاول حيث كان هناك مجموعة من الطلاب بصفه سلوكاتهم عدوانية ويشكلون ازعاجا واضحا للطلاب الاخرين اضافة الى ايذائهم لابني اثناء فترة اللعب».

تضيف: «وقد تكرر هذا الامر في هذا العام ايضا فقد عاد ابني الاسبوع الماضي من المدرسة وهو يبكي بسبب تعرضه للضرب على بطنه من احد الطلاب بصفه الامر الذي دفعني لمراجعة ادارة المدرسة والتي أبدت تعاونا واضحا ووعدت بحل المشكلة وايقاف مثل هذا التصرف التي يجب ان لا تحدث في الوقت الذي يكون هناك مراقبة من قبل المعلمات».

ولكن (أم رنيم) لم تتمكن من حل مشكلة طفلتها التي كانت تتعرض للضرب من قبل عدد من الاطفال العام الماضي وهي بالصف الثاني ابتدائي بالرغم من شكواها المستمرة لادارة المدرسة «فقامت بتغيير المدرسة ونقل طفلتها الى مدرسة اخرى بعد ان جاء ردة فعل المدرسة غير ايجابية حيث طالبوها بتعليم ابنتها رياضة التايكوندا لتتمكن من الدفاع عن نفسها»، بحسبها.

تؤكد اخصائية تربية طفل ميسون القادري على انه إذا لم تعالج هذه السلوكات او يتم تعديلها سوف ترافق الاطفال بجميع مراحل عمرهم لانها تصبح عادة لا يستطيعون التخلص منها مبينة ان الطفل الذي يمارس مثل هذا السلوك تجاه زملائه يمارسه نفسه داخل اسرته سواء اتجاه اشقائه او والديه.

واشارت الى ان السلوكات غير السوية لا تقف عند حدود الايذاء الجسدي لاخرين فحسب بل هي حلقة متصلة من الفعل والقول فهناك طلاب يرددون كلمات نابية لا تليق بهم ولا بوجودهم بالمدارس وهم بدورهم ينقلونها لدى الطلاب الاخرين وهي جمعيها علامات انذار لتحول المدارس الى امكان لنقل السلوكات الخاطئة لدى الطلاب وهي كالمرض المعدي الذي ينتقل من طالب الى اخر.

واكدت القادري ان الاسرة هي الاساس فالاطفال الذين يتم ضبط سلوكاتهم داخلها وعدم التهاون مع اي سلوك خاطىء كضرب الاشقاء لبعضهم وايذائهم او استقواء الاخ على شقيقته او التلفظ بالفاظ نابية لا يمكنهم ان يمارسوها في المدارس او الروضات في الوقت الذي ان كانت به الاسرة تسمح بذلك ولا تعمل على تعديل سلوكات ابنائها فانهم سيمارسونه اينما ذهبوا.

لكنها شددت على ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المدارس والروضات بالحد من هذه القضية وعدم التهاون بها باتخاذها لاجراءات حاسمة بمراقبة الطالب وابلاغ الاسرة بضرورة تعديل سلوكات ابنائهم الى الارشاد النفسي والاجتماعي، مشيرة في حال عدم التمكن من تعديل السلوك والبقاء على العدوانية المؤذية للأخرين فان ابقاء الطالب بالمدرسة اجراء خاطىء سيسهم في الحاق الاذى بالاخرين من الطلاب.
ورغم التحذيرات من مخاطر هذه السلوكات، لانها مقلقة ، ستظل الاسرة والمدرسة في حالة من التحفز لتطويق مخاطر هذه الظاهرة التي لا يقتصر تأثيرها على مرحلة عمرية واحدة.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة