اذا كان ختام دورة البرلمان غير العادية إطلاق رصاص في المجلس فإن بواكير دورته العادية الاولى كانت مفارقة من طراز خاص , حين اقدم نائب على مسح نتائج انتخابات لجنة الشؤون الخارجية في سابقة لم نعهدها في البرلمان الاردني على مدار تاريخه ولم نسمع عنها في برلمانات العالم القريب والبعيد , وان كنا قد مارسناها ابان كتابة الاسماء على لوح الصف من العريف , او في لعبة “ اكس , او “ .
السلوك النيابي المتطرف يحتاج الى مراجعات عميقة من علماء الاجتماع , بعد ان دخل طورا عجائبيا من اللكمات والشتائم ثم انتقل الى اشهار المسدسات وختمها بإطلاق صليات الرصاص , قبل ان يتطور المشهد الى سلوك نزق بشطب النتائج ولا نعرف النهايات لهذا التطرف العجيب , فهو مثل نهايات الافلام السينمائية المفتوحة على كل الاحتمالات .
الخطوة في كل الاوقات مدانة ومستهجنة فكيف بها اذا جاءت عُقب إلقاء النواب ردهم على خطاب العرش السامي الذي بارك النظام الداخلي للمجلس ووصفه بالخطوة الايجابية , وهذا يُضاعف من مسؤولية الرئيس الجديد بتطبيق النظام الداخلي على المُسيئ للمجلس ولهيبته وسمعته امام جمهور عريض , بات يتململ من وجود هذا المجلس بعد مسلكيات غريبة من اعضائه , وبات يحرج انصار اكمال المجلس لعمره الدستوري وللمؤمنين بأن وجود المجلس على سلبياته افضل من غيابه وانا منهم .
المجتمعات المتقدمة والمتأخرة على حد سواء تعاني من وجود التطرف او السلوك المتطرف والفرق بين المُجتمعين الضوابط القانونية للسلوك المتطرف والافعال المتطرفة , وبالتالي لا يُعيبنا وجود هكذا مسلكيات بقدر ما يُعيبنا الصمت عليها وعدم وضع ضوابط رادعة لكل سلوك لا ينحاز للمهنية ويميل نحو التطرف والعنف , والمحاسبة تشتد كلما ارتقى الفرد في المسؤولية , وبات مثالا او قدوة , وقد رأينا كيف يتفاعل المجتمع المتقدم مع المسلكيات المتطرفة لنخبته او قياداته السياسية وفعالياته العامة , فمجرد علاقة لمرشح رئاسي “ غاري هارت “ مع سيدة أخرجته من سباق الرئاسة , رغم ان هذه العلاقات منتشرة في المجتمع الامريكي .
سلوك التطرف والعنف بات سمة عامة في مجتمعنا وسط تراخٍ مقلق من الجهات المعنية كل حسب سلطته ونفوذه , وبات يستشعر المواطن انه غير امين على هيبته او حياته من سائق غاضب او عابر طريق او بائع في متجر , فالكل على أهبة العنف والطلقة في بيت النار ولا تدري متى ستخرج الى جسده , لسبب اقل ما يوصف انه صغير ومحدود .
صورتنا كمجتمع لا تهتز لمجرد وقوع تطرف او سلوك عنيف بل تتكسر تماما اذا صمتنا عن مواجهة العُنف والتطرف المجتمعي , وسكتنا على تجاوزات الافراد سواء حملوا صفة الشخصية العامة او بقوا في تراتبيتهم العادية , بل الأولى ان يكون عقاب الشخصية العامة اضعاف الفرد العادي , وصورتنا تصبح غرائبية اكثر واكثر طالما تكررت المسلكيات العنيفة والهجينة على مجتمعنا او على مؤسساتنا الوطنية لأن الهيبة لا تتجزأ .
تفعيل النظام الداخلي لمجلس النواب ضرورة لحفظ هيبة المجلس وسمعته , ولا يتحججن احد بقانون الانتخاب فقط لتخليق شماعة الاخطاء , بل عدم الحسم والامتثال الى قول رسول الله عليه افضل الصلوات “ والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها “ هو السبب فلا يجوز ان ننحاز الى جاهلية تمنع العقاب على الموسر والشخصية العامة وتقوم بتطبيقه على الافراد .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو