الجمعة 2024-12-13 05:46 ص
 

عقلية البكائية والحزن

11:44 ص

سمعنا من غزة من لا يوافق على نجاح ابن المدينة الفلسطيني محمد عساف هذا النجاح الباهر في الغناء ببرنامج «العرب ايدول» على اعتبار ان «الغناء مش وقته.. ومش ناقصنا» وهذا الكلام نحس فيه بعض الملامح الشيعية التي تحترف الحزن العبثي منذ قرون، وحتى حين يغني الواحد منهم يغني المواويل التي تشبه البكاء «.. وواخ وواخ.. وويلي».اضافة اعلان

نعم لنا قضية كارثية حدثت وتحدث في فلسطين لكن البكائية ليست من طبيعة الشعوب المكافحة.
عبدالناصر، وبعد هزيمة حزيران اهتم باعلام ما بعد الهزيمة، وخاصة الغناء، ويقول في احدى خطبه انه سأل بعد حزيران د.عبدالمنعم القيسوني وزير ماليته، ما الذي فعله الانكليز بعد هزيمة دونكرك، وكان القيسوني يدرس في بريطانيا، هل اعلن الانكليز الحداد؟ هل توقفت الـ B.B.C عن الغناء؟
وكان جواب القيسوني: ابدا كل شيء كان عاديا لم يتوقف الغناء، ولكنهم لم يصنعوا غناء للثأر والحرب فالاهتمام كان بالإعاشة، وبرفع معنويات جيش الداخل، وبالإصرار على الحقيقة فيما تقدمه الاذاعة للقوات في الخارج.
بعد هزيمة حزيران كانت اغنية «عدّى النهار» واغنية «والله زمان يا سلاحي» و»ثوار»، وأغان كثيرة ترافق حرب الاستنزاف وهجرة ثلاثة ملايين من مدن القناة.. وسكنهم في المقابر.
إن غناء محمد عساف حمل الآلاف من سامعيه الى تذكر فلسطين، والهتاف لها، فالرد على الاحتلال وعلى العنف يكون بشعر محمود درويش وسميح القاسم وفكر ادوارد سعيد ووليد الخالدي وهشام شرابي، وايضا غناء محمد عساف، وعظمة فيروز والرحبانيين وقد كانوا فلسطينيين في غنائهم لفلسطين، بهذا كله وبالصراع المسلّح والصراع السلمي جنبا الى جنب.
لا معنى للبكائية، وجعل الحزن مادة العمل الوطني والقومي، فالشعوب تقاتل وتغني وتصنع شعرا وموسيقى.. وتنتصر.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة