الخميس 2024-12-12 01:43 ص
 

على شرفة بيت مهدوم !

02:22 م

ينقل الإعلام الإلكتروني مشاهد، وقصصاً إخبارية تشكّل الآن مادة رئيسية لتتبع ما يجري الآن في سوريا.اضافة اعلان

اعجبني مشهد نشرته «الشرق الأوسط» لشيخ يجلس على شرفة مهدمة في بيته المهدم في حمص. في جلسة اعتادها، كما يبدو، ببيجامته المخططة، وطاولة أمامه تتوزع عليها علبة سجائره، وفنجان قهوته الصباحية، وهو يشهد الحي الذي عاش فيه ربما سبعين عاماً، مثل بيته مهدماً بفعل قذائف المدافع والدبابات.
أبو وليم، وهذا اسمه، لا يريد الرحيل إلى مكان آخر «آمن» كما رحلت زوجته. ويصرّ على الجلوس يومياً على الشرفة اياها، يشرب قهوته ويدخن سجائره، ويتحدى الجيوش التي اعطاها من ماله، ومن عشق روحه.. وهي تفعل فعائلها بعد ان تحوّلت مهمة الجيوش من حماية الوطن إلى الفتك بالمواطن!!.
كانت نضال الأشقر المبدعة، تحدثنا عن نسف بيت أسد الأشقر التحفة المعمارية القديمة. إذ جاء أحد المقربين من الكتائب وطلب كذا مليون ليرة، ثمناً للبيت المرشح للنسف. وكان أسد لا يملك مثل هذا المبلغ وتمَّ نسف البيت بمهنية عالية منعت نضال من الجلوس على أحد الشرفات كأبي وليم في حمص..
كانت تقول: ارادوا منعنا من الحقد فساومونا على بيتنا، بحيث لم يكن يهمنا سوى تدبير مبلغ أسطوري في ذلك الوقت!!.
الذين يصدرون أوامر القصف، أو النسف، لا يدركون أن البيت هو إطار الحياة والذكريات، خاصة لشيخ ناهز الثمانين كأبي وليم وأسد الأشقر. فالبيت هو العيال، والذكريات، وانتظار النهاية دون قلق أو تفجع!!. طاولة صغيرة على الشرفة.. وعلبة سجائر وفنجان قهوة، والكثير من التحدي والعناد!!.. نتحدث هنا عن بيت في حمص، أو على مشارف المتن، ولا نتحدث عن مئات آلاف بيوت الفلسطينيين. ذلك أنه من الطبيعي ان يقوم عدو مستوطن بخلع الفلسطيني من جذوره، واقامة مستوطنة على دماره!.
لكن ليس من الطبيعي ان يقوم الجيش الوطني بهذه المهمة!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة