القتال في العالم العربي لايتوقف، لا في رمضان، ولاغير رمضان، وعرب الجاهلية الاولى كانوا يتوقفون عن القتال في الاشهر الحرم، فيما عرب الجاهلية الثانية، لايتوقفون.
في كل الحالات، لاتعرف في اكثر الحالات لماذا يقتتل العرب هذه الايام، فالدول التي تشهد قتلا وذبحا، دول مدمرة، او في طريقها الى الدمار، وبرغم ذلك يتواصل القتال على الانقاض، والمنتصر اياً كان سيجلس فوق كومة من الانقاض في نهاية المطاف؟!.
في دولة مثل اليمن، فإن الفقر والبطالة والامراض والمديونية، وخراب حياة الناس، لم تمنع احدا من صراع السلطة،اذ يقتتلون يوميا.
لاتعرف ماهو الفرق بين المنتصر والخاسر؛ لأن كليهما يعرف ان قتاله لن يؤدي الى نتيجة، سوى الفوز بدولة خربة،لاماء فيها، ولابينان ولاتعليم ولاصحة، ولامستقبل ايضا؟!.
كنا نعرف ان القتال يجب ان يكون مبررا، والقتال من اجل كنز من ذهب، او نفط، مفهوم، غير ان القتال من اجل حكم بيت مهدم امر مثير حقا.
في السودان القتال -ايضا- اخذ البلد الى سودانين، واحدهما انفجرت فيه الحرب مجددا، وشماله يعاني من اوضاع مأساوية، وبرغم ذلك يتواصل القتال، ويحرق مال الناس، ويبدد مواردهم، في الحروب، بدلا من تعليم الناس وعلاجهم، وتأمينهم بخبز يومهم، ولاتعرف لماذا يتواصل القتال، فعلى اي سودان تقتتلون اليوم؟!.
ذات القصة تراها في سورية، البلد الذي كان غنيا ومكتملا، دون مديونية، وهو اليوم بات دولة محطمة كليا، خرابا في كل مكان، وبحاجة الى مئات المليارات من اجل اعادة البناء، وبرغم ذلك يقتتلون، ولاتعرف اي بلد ستتم وراثته هنا، فالمنتصر سيرث بلدا مدمرا بحاجة الى قرون حتى يعود الى سابق عهده، والخاسر غاضب على خسارته،لاخسارة بلد؟!
في العراق قصة مختلفة قليلا فالبلد الغني جدا، والذي تتجاوز موازنته مائة وخمسين مليار دولار سنويا، يقتتل كل من فيه، ومثله لايجد اهله الكهرباء ولا الماء النظيف ولافرص عمل فيه، ولاحياة آمنة، وبرغم ذلك تهدد مكوناته بعضها البعض، ويحرقون وجوه بعضهم البعض، فلا تعرف على اي عراق يقتتلون، العراق الغني المستقر، ام العراق المقسم الفقير الغارق بالجهل والامية والكراهية والخارب والمفخخ بالموت؟!.
لو ذهبنا بعيدا فإن الصومال انموذج هام، فالقتال فيه حرق الاخضر واليابس، وبلد يعاني من المجاعات والفقر، ولاموارد فيه، ولامنجزات، تجد اهله لديهم القدرة على الاقتتال، ولاتعرف -ايضا- على ماذا يقتتلون، على حكم الخراب والمهدوم، ام على زعامة بلد مفلس ومصاب بالمجاعات والامراض والبلايا؟؟، وصوملة العالم العربي، واضحة في كل مكان.
في كل حروب الدنيا، هناك هدف يستحق الموت لاجله، وهناك خطة لما بعد الحرب، باستثناء دولنا، التي تقتتل لمجرد الاقتتال، وتهدم المهدوم، ولاترى امة في حياتك تقتتل على زعامة المقابر القومية، او لحجز ضريح فيها، مثل امتنا، وهكذا زعامة، يتساوي فيها، من فوق الارض، بمن تحت الارض، ولكل واحد شاهده المنصوب والمزيف.
نفهم ان تقتتل الشعوب والانظمة على دول تستحق ان يتم حكمها، لكننا لانفهم القتال ولا مواصلته ايضا، على دول اصبحت مجرد ذكرى، وباتت مجرد انقاض، لاتستحق ان تمر قربها، لأنْ تحلم بأن تحكمها، او ان تصارع على سلطتها، او ان تبقى لتعيش فيها.
على ماذا يقتتلون؟ والسؤال مفرود لمن يعرف الاجابة عن شعوب لاتجد خبزها ولاكتابها، لامستشفى فيها، ولاشارع،لاجامعة ولامدرسة.
وبرغم ذلك يقتتلون، والكل في جهنم الحمراء، وكل واحد منهم يجد الوقت لقتل الاخر وتقطيع اوصاله وسط الحريق!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو