الجمعة 2024-12-13 06:40 ص
 

عندما يطأطئ الحاكم رأسه

02:49 م

في الرواية الشعبية التي لا تقبل النقاش ان معظم الحكام العرب في الجيب الاسرائيلي، وخاصة الذين عصفت بهم رياح التغيير، حيث كان ابرزهم الرئيس المصري المخلوع، الذي كشف الموساد الإسرائيلي بعد عزله بايام علاقته المميزة بهم.اضافة اعلان

يومها قال رئيس الموساد السابق مائير داجان: إن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كان على اتصال لحظة بلحظة بعدد من الضباط الإسرائيليين في جهاز الموساد منذ اندلاع الثورة وحتى تدخّل الجيش، وإن سبب فشل الموساد في توقعه أن الجيش قام بقطع الاتصال بالكامل عن القصر الجمهوري، حيث خيّر مبارك بين ترك الحكم أو الاعتقال الفوري، فاختار التنحي، وخرجت عائلته في دقائق من القصر الجمهوري، ثم قام الجيش بجمعهم في بهو القصر، وخرجوا بالملابس التي يرتدونها.
في إسرائيل يعتبرون الثورات العربية لا تزال في بدايتها، وهي لن تتوقف عند حدود العالم العربي، بل ستؤثر على العالم بأسره، مثلما فعلت الثورة الروسية قبل مئة سنة، والثورة الفرنسية قبل أكثر من مئتي سنة.
حضرتني قصة طريفة وأنا أقرأ تقارير عن إسرائيل والثورات العربية، مفادها أن حاكماً أمر بتجويع 10 كلاب لكي تأكل كل مخطئ، ولسوء حظ أحد الوزراء أنه أخطأ بمسألة ما لا تستحق عقاباً أليماً، فأمر الحاكم برميه للكلاب، فقال له الوزير: أنا خدمتك 10 سنوات وتعمل بي هكذا؟ أرجو أن تمهلني 10 أيام فقط، فقال له الحاكم: لك ذلك.
ذهب الوزير إلى حارس الكلاب، وقال له: أريد أن أعتني بالكلاب فقط لمدة 10 أيام.
فقال له الحارس: وماذا تستفيد؟ فقال الوزير: سوف أخبرك بالأمر مستقبلاً. فقال الحارس: لك ذلك.
قام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامها وتغسيلها وتوفير جميع سبل الراحة لها، وبعد مرور 10 أيام جاء موعد تنفيذ الحكم بالوزير، وزج به الحاكم في القفص مع الكلاب، والحاكم وحاشيته ينظرون إلى الوزير، فاستغربوا من أن الكلاب جاءت إلى الوزير تداعبه وتنام تحت قدميه!
فقال الحاكم: ماذا فعلت بالكلاب؟
قال الوزير: خدمت هذه الكلاب 10 أيام فلم تنسَ خدمتي لها، أما أنت فقد خدمتك 10 سنوات، ونسيت كل ذلك بخطأ صغير!
طأطأ الحاكم رأسه خجلاً، وأمر بالإعفاء عنه.
طبعاً نحن لسنا في ذلك الزمن الحالم من الحكم المكون في أركانه من ملك ووزير وحارس، فمكونات الحكم الآن اختلفت جذرياً، وحتى طريقة عقاب الحاكم لوزرائه أصبحت مختلفة، فقد سمعنا عن وزير في إحدى جاراتنا العربيات منذ سنوات أخطأ، وصحا ضميره فانتحر بست طلقات في الرأس!
أياً تكن علاقة إسرائيل وطيدة بالحكام العرب أم واهية، من فوق الطاولة أم من تحتها، فإن إسرائيل حقيقة هي العقبة الكؤود في طريق هذه الثورات من منطلقين متناقضين؛ الأول: ذلك السيناريو الممجوج الذي تكرر مع كل حاكم قامت في بلاده ثورة لإسقاطه، وهو يلوح لأنصاره بورقة الممانعة، وأنه إن ترك الحكم فسيخلفه عميل لإسرائيل يسلم البلاد لها على طبق من ذهب، وكأنه هو الشريف الوحيد في بلاده والباقون خونة ومندسون. والمنطلق الثاني المعاكس: المخاوف الغربية من تقديم المساعدة للثورة العربية من دون وجود ضمانات حقيقية للخليفة تجاه أمن إسرائيل.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة