عند الطبيب

...حتى الغزل
أنا أتابع محطة الحدث , وأظن أنها محطة إخبارية جيدة , والمهم أن مذيعات العربية (الحدث) هن الأجمل , من بين كل المحطات ...والأمر اصبح عادة فهذه القنوات تركز على جمال الوجه ,وحسن الصوت .اضافة اعلان

ولكني كلما فتحت على هذه المحطة كي أستمع للأخبار , أجد أن أفواه الجميلات لا تتحدث إلا عن الدم :- مقتل عشرين شخصا في قصف على دوما , فقدان (221) راكبا في تحطم طائرة روسية ...., (داعش) تعدم خبير اثار سوري ..مقتل أطفال في قصف , شنته فصائل المقاومة على الريف الجنوبي ...
هناك خلل في المشهد , وجه جميل وفاتن لا يتحدث إلا عن القتل والدم والدمار ...نحن حتى الإعلام , غيرنا شكله ...وحتى الجمال هو الاخر وظفناه كي ينقل أخبار الدم والدمار ...
أنا حين أشاهد وجها جميلا , اصاب بالسرور...وأريد أن أستمع من أفواه الجميلات إلى شيء , يبعث الفرح في خاطري ...مثلا ماالذي يمنع نجوى قاسم أن تبث خبرا عن علاج يقضي على الكوليسترول نهائيا , أو خبرا يؤكد ..أن عبدالهادي راجي ( نشمي) ...صدقوني أنني أستحق , أن تقول نجوى قاسم عني هذا الأمر , وتدعوني للقاء في فترتها ...وتغازلني على الهواء مباشرة .
أمس إنتهت الفترة الإخبارية لمذيعة شقراء وجميلة لا أذكر إسمها , وقد أحصيت حجم القتلي في أخبارها ...وأجزم أن الرقم تجاوز الألف قتيل , يا ترى بعد كل هذا الحجم من الضحايا ...هل ستتناول هذه المذيعة العشاء ؟ ..هل ستنام بهدوء مثلنا ؟ هل ستأكل سندويشة (سنيورة) بشهية مفتوحة مثلنا ؟ ...
إني حزين على عالمنا العربي ..وحزين أنني عربي , فقد وظفنا المال من أجل القتل ..وظفنا السياسة , وظفنا الدين ..وظفنا المباديء , كل شيء وظفناه لأجل القتل ...حتى جمال المذيعات الرباني هو الاخر صار وسيلة لنقل أخبار الموت ..نحن أمة إغتالت كل شيء ....
حتى الغزل تم إغتياله ....