لا يستفزني شيء كما يستفزني من يشتم هذا الرجل، تحت دعاوى وحجج فارغة، زاعما أنه يقود حملة لـ «تتريك» العرب، وهو كلام فارغ، وليته يفعل اصلا، فينقلنا إلى ما تعيشه تركيا اليوم، من رفاه وسعادة..
لا يشترط ان تلتقي مع الرجل في كل ما يقول، او يتخذ من مواقف، حتى تقول أنه «بطلي» او «ملهمي» ولكن خذه في مجمله، وقارنه بما يفعل «زملاؤه» من القادة بشعوبهم، كي تعرف أي رجل هو..
في العام 2011 التقى رجب أردوغان بولاة المحافظات التركية وعددهم 81 محافظا. وخلال اللقاء رسم صورة للنموذج الذي ينبغي أن يكون عليه والي المحافظة، فقال: « إن الوالي لدينا ينبغي ألا يجلس في سيارته الرسمية، أو في غرفته بمبنى المحافظة يباشر أعماله ورقيا، بل ينبغي أن يرتدي حذاء العمل عند اللزوم، ويمسك بالفأس والكوريك، ويباشر بنفسه الأعمال ويتابعها. . إن الوالي ليس بعيدا عن الشعب والمدينة ومشكلاتها.. فهو دائما بين الشعب والمواطنين ، يتداخل معهم، ويشعر بمشاكلهم.. هذه هي صفات الوالي الذي نريد أن نراه في وطننا... أريد من الوالي أن يتفقد بيوت مدينته والقرى التابعة لها، فينظر أي مدخنة فيها لا تنطلق منها أدخنة التدفئة في هذا الشتاء القارص، ومن أجل ذلك عليك أن تتجول بنفسك وتتعسس هذه البيوت. أريد أن يتألم الوالي عندما يرى الطفل يخرج في الصباح البارد، وقد ارتدى حذاء ممزقا لا يقي من برد الطريق... أريد منه أن يتفقد بيوت الشيوخ والعجائز فينال بركة دعائهم، وأن يزور بيوت الفقراء ويقدم لكم السكر والشاي وما يلزمهم من مواد غذائية تعينهم على أعباء الحياة، وإذا لم يستطع إعداد الشاي لهم بنفسه، فليذهب والسيدة حرمه إلى أولئك الفقراء ويعدوا الشاي لهم بأنفسهم، ويشربا معا من الشاي ذاته.. إن علينا أن نحطم تلك الأبواب المغلقة بين المواطنين والبيروقراطيين».
تلك كانت نصائحه لعمد مدن تركيا، وتلك هي فلسفته في الحكم، التي يطبقها على نفسه قبل أن يدعو الآخرين للعمل بها، بهذا حكم تركيا، وبهذا نجح هو وحزبه في جميع الانتخابات التي جرت منذ أكثر من عشر سنوات، والتقديرات أن ينجح أيضا في الانتخابات القادمة..
حينما انتقد شيخ الأزهر لوقوفه إلى جانب الانقلاب على الشرعية، خرجت أبواق وأقلام تنهش الرجل، بحجة إهانة الأزهر وشيوخه... رحم الله الأزهر، فما بقي منه غير اسمه منذ اليوم الذي صار فيه شيخ الأزهر موظفا ومعينا من قبل الحكومة، في حين ان من ينتقده، منتخب من قبل الملايين، وقلبه على مصر وأهل مصر، ولو ساير الانقلابيين وأيدهم لكان موقف من نهشه مختلفا تماما، فذلك هو المعيار اليوم، من ليس معهم فهو عدوهم، ومن معهم حتى ولو كان نتنياهو فهو جيد وحسن!
أردوغان بلا اي مبالغة يذكرني بما كان يقوم به الرجال الصالحون من امتنا في العصور الغابرة من «عس» ليلي للاطمئنان على مصالح العباد، ومراعاة حاجاتهم، وبهذا نجح، وبهذا انتزع إعجاب المنصفين، وتمنوا لو كان ثمة «اردوغانات» كثيرة في هذه الأمة، كي يصلح حالها!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو