الأحد 2024-12-15 01:34 ص
 

غاب أحمد والصمت غاب ..

09:23 ص

كنا صغارا حينها ,مثل حبات الكرز وأشهى ..وعلى بوابة المعسكر في الزرقاء كانت تمر (الروفر) العسكرية , ويترجل منها الباشا (أحمد علاء الدين) كي يسلم على مرتبات الشرطة العسكرية الذين يحرسون بوابات المعسكر .اضافة اعلان

وكانت أيديهم تهتز , حين يقومون بأداء التحية العسكرية للباشا ...وهو للعلم لم تهتز البندقية في يده ولا المسدس , وظل مواظبا على رمي الرصاص ...وعلم ثلة من شبابنا في الجيش العربي , فنون القوات الخاصة ..وعلمهم ضروب الإقتحام وكيف يكون الموت نديا وشهيا وطيبا حين يتعلق الأمر بالرجولة وحدها وبالبلد وحدها.
من المهم أن نكتب عن تاريخنا , فنحن لم نقم ببناء هذا البلد من شبابيك الفنادق ولا من تفاصيل الثراء , هذا وطن بني بالدم والحرب التي تتلوها حرب ...والباشا أحمد علاء الدين كان واحدا من فتيتنا ..الذين انخرطوا في درب الدم والشوك , وظل على غرامه الأردني الشيشاني العسكري ..ولم يتبدل , حين تبدل البعض ..ولم يغادر عمان حين غادرها البعض ...ولم يخذل الرتبة أو تاريخه العسكري أو رفاق السلاح ...هو إختصار ( للبورز) أي :- الذئب ...رمز الشعب الشيشاني , والذئب يقاتل منفردا , ويحب الموت منفردا ...ومن المستحيل أن يطوع ..
فيا أحمد الباشا ..ويا أحمد الأردني الشيشاني , ويا أحمد الصابر الجبار ..أعرف أن رفاق السلاح سيودعونك القبر , وسيقرأون عليك الفاتحة ..وسيذكرون لك في القلب وصفحات الكتب , أنك كنت بطلا ...في لحظات مفصلية من تاريخ البلد , وكنت مؤسسا ومؤتمنا على قوات النخبة , خيرة شبابنا في الجيش ..والأهم أنك كنت عسكريا ..يهاب الزناد إصبعه ....والسبابة في يدك , هي بين حالتين في العمر الذي قضيته , لقد إرتفعت في التشهد تارة وانحت لحظة إطلاق الرصاص ...وهذا هو عمرك وقدرك , بين التشهد والزناد ....
سيكتب تاريخ العسكرية الأردنية اسمك , في أول سطر من سطوره ...وسيقتفي فتية من شبابنا الجدد دربك , فأنت ملهم لهم ...وسنقول للجيل القادم عنك أنك كنت بطلا لإحدى أعقد وأشرس العمليات الخاصة التي خاضها جيشنا العربي , واستطعت في لحظة صبر وذكاء منقطع النظير ..أن تحرر رهائنا , وأن تحمي وطنا ..وأن تقدم للجيوش في العالم درسا مهما , في أصول العمل العسكري ..ومهام القوات الخاصة درسا سيبقى محفوظا , في كتب تاريخ قوات النخبة ..وفي ملحمة الثبات خلف البندقية .
رحمك الله ...فأنت واحد من نجباء هذا الجيش , وسيد ..وشهم , وكبير ..ومن واجب الحرف الأردني أن يكتب عنك , لأنك مسك هذا البلد ...ولأنك من ترابها ومن زيتونها ..من صليات رصاصها ...ولأنك أحمد الباشا , والبطل ..والرجل الذي خاف الزناد من إصبعه ...رحمك الله ...فقد غبت وغاب الصمت معك .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة