الوكيل - النظافة الشخصية
يؤسفني أن أخبرك أن اعتقادك ان هؤلاء القوم كانوا يبدون شديدي الاناقة والنُبل هو اعتقاد خاطئ تماماً .. ، بغض النظر عن كونهم جميعاً تقريباً كانوا يرتدون هذه ( الباروكة ) العجيبة من الشعر الصناعي الملفوف ، باعتبار أنها وسيلة العصر لإظهار أنهم من النُبلاء..
إلا ان الواقع كان بائساً فعلاً
فى هذا القرن ، كان من الممكن – بل والشائع ! – أن يولد الإنسان ويعيش طوال حياته دون أن يستحم او يغتسل ولو لمرة واحدة ! ..وليس فقط الفقراء بل عادة اجتماعية كانت سائدة ، حتى بين علية القوم.
السبب أنه كان هناك شبه اعتقاد وإيمان كامل من أغلب الناس أن الاستحمام ،أو وضع الجسم فى حوض من الماء ؛ هو أمر خطير جداً ويعرض صحة الإنسان لخطر مُهلك لا نجاة منه .. خصوصاً إذا كان هذا الماء دافئاً!
حتى لو أصابك الجنون وقررت أن تضحي بحياتك وتغتسل ، فالمعتاد أن تغتسل وانت نصف عاري .. وفي حالة اغتسلت وأنت عاري تماماً ، فهذا يعني بالنسبة لعقول العامة وقتها أنك أصبحت فعلاً فى عداد الاموات ، وأنك لن تعيش اكثر من شهر!!
رواسب الغباء والتخلف الذي كان مُسيطراً علي الأوروبيين فى العصور الوسطى كانت لاتزال تأخذ حيزاً كبيراً من عقولهم .. حتى بعد انطلاق الثورة الصناعية!
مزيلات العرق
لم يكن هذا الترفيه متوافراً وقتها طبعاً ، لذلك فقد كان الجميع مُعتاداًً متآلفاً مع روائح بعضهم البعض بسعة صدر يُحسدون عليها فى الواقع .. أضف إلى ذلك أيضاً المعلومة السابقة بأنهم نادراً ماكانوا يستحمون .تسنتج فوراً مدى روعة الحياة وقتها ، وأنها كانت رومانسية ومليئة بالنبلاء..
مزيلات العرق لم تظهر فى اوروبا إلا فى فترة 1880 تقريباً .. اي فى اواخر القرن التاسع عشر .. وكان الاغنياء يحاولون الهروب من هذه المأساة باستخدام كميات كبيرة من العطور ( الرديئة ) بدون فائدة طبعاً والجميل أن العرب والمسلمين عرفوا فكرة مزيلات العرق منذ القرن التاسع الميلادي تقريباً ، وانتقلت إلى أوروبا مع قدوم الفنان التاريخي الاسطوري ( زرياب ) إلى الاندلس .. ومع ذلك لم يتم تصنيعها إلا فى أواخر القرن التاسع عشر.
ماذا عن النساء ؟
أن أدوات إزالة الشعر من الجسد انتشرت فعلياً بين النساء فى العشرينات من القرن الماضي فماذا كانت تفعل النساء قبل ذلك ؟
دورات المياه
المقلاة عتيقة لتحضير الأومليت أو طبخ الوجبات .. هذا ” الشيئ ” الصغير كان هو المرادف لدورة المياه فى منزلك اليوم! فى القرن الثامن عشر لم يكن هناك طبعاً بنية تحتية ومواسير للصرف الصحي كانت الحياة جميلة رومانسية بسيطة ، لدرجة قضاء الحاجة فى هذا الشيئ .. ثم إلقاءها ببساطة من النافذة لتسقط على رأس المارة ، والذين كانوا حتما يتجاوبون مع هذا الأمر بروح معنوية ، باعتباره شيئاً اعتيادياً ومتوقعاً جداً!!
أما عن السؤال الآخر المنطقي ، حول ما يُمكن فعله بعد الانتهاء من العملية البيولوجية .. فالحقيقة ان ورق الحمام تم اختراعه فى القرن التاسع عشر إلا أن الأغنياء كان لديهم الترفيه والارستقراطية الطبقية الكافية ، التى تدفعهم لإستخدام خيوط من ورق الكتان لآداء هذه المهمة.. ..
حشرات الفراش
كانت حشرات الفراش أمراَ طبيعياً فى هذه الفترة ، بعد كل الكوارث التى ذكرناها فى الأعلى ولكن هذا الأمر تحديداً ، كان سببا رئيسياً فى انتشار الامراض إلى حد هائل بين الناس ، خصوصاً الأمراض الخطيرة المميتة ، والتى كان يذهب ضحيتها الآلاف سنوياً. فكان الحل الوحيد للتغلب على هذه التعاسة ، هو أن تقوم ربات البيوت بإلقاء الكيروسين على الأسرّة والفُرش .. والاستلقاء عليها مُضطرين لتحمل الرائحة الخانقة..
نظافة الأسنان
كانت عملية تنظيف الأسنان سهلة جداً وبعيدة عن التعقيد .. تناول أي قطعة قماش بجانبك ، وقم بوضعها فى فمك وتمريرها على أسنانك ولثتك!! ان تسوس الأسنان وسقوطها كانت أمراً شائعاً لدي النساء أكثر من الرجال .. والسبب طبعاً هو النقص الحاد في نسبة الفيتامينات التى كانت تمر به النساء من فترات الحمل.. كان هذا هو الامر الوحيد الذي نجا منه علية القوم والنبلاء فعلاً .. الذين كانوا يعتمدون على معجون الأسنان الذي كانت تنتجه الشركة الإيطالية 'مارفيز' في اوائل القرن الثامن عشر .. إلا أن الفقراء طبعاً لم يكن من اولوياتهم الحصول على معجون أسنان ، بدلاً من قطعة لحم تُشبعهم..
الشوارع و الطرقات
فى أكبر المدن الاوروبية وأعرقها التى يمكن ان نقول عنها المدن العملاقة وقتها .. كان مرورك فى أي شارع أو منطقة ( حتى التى تعيش فيها الأسر الحاكمة ) مُرفقاً دائماً برائحة فضلات الحيوانات والبشر ، فضلاً عن النباتات المتعفنة..
نذكر وقتها أنه لم يكن هناك على الإطلاق شيئ اسمه صرف صحي ! .. لذلك ،عندما تمشى فى الطرقات المليئة بالمياه ، وتمر بجانبك عربة خيول لأحد النبلاء ، فتندثر المياه الغير نظيفة على وجهك وملابسك .. مايُمكنك أن تفعله ، كأحد نبلاء هذا العصر هو أن تبدي امتعاضك وضيقك ، وانت تحاول مسح المياه من على وجهك ، مع جملة اعتراضية أو شتيمة!!
الاكتشاف السحري
فى القرن الثامن عشر ، سقطت أوروبا كلها فى عشق الزئبق!! فتصوروا ان هذا العنصر يضمن الحل الكامل لكل مشاكلهم ! .. استخدموه لمكافحة حشرات الفراش وحشرات الجسم ، وكانوا يضعونه على اجسادهم لتطريبها ، بل كانوا ياكلونه أيضا.. النتيجة : آلاف الوفيات طبعا ولكنه كان على الأقل يقدم نتائج ناجحة فيما يخص تنظيف اجسادهم من الحشرات .. حتى وإن أدى إلى مقتلهم فى النهاية..
بعد أن قرأت هذه الوقائع والحقائق عن طريقة الحياة فى عصر النبلاء فى اوروبا في بداية عصور النهضة .. هل مازلت تريد حقاً ان تعيش فى ذلك الزمن؟؟.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو