الأربعاء 2024-12-11 10:28 م
 

«غزوة عبدون» واللّعب مع الأسد

08:36 ص

بعيدًا عن تفاصيل العملية 'الإرهابية' التي كان تنظيم القاعدة يخطط لها وتم الكشف عنها، وعن تفاصيلها وأهدافها، وبعيدًا عن كل التخرصات التي شككت في الرواية الرسمية، وتصريحات قيادات سلفية، فإن المقدمات التي حدثت في الفترة الماضية تنبئ عن نتائج بهذا الشكل.اضافة اعلان

منذ اشهر ووسائل الاعلام تحفل بتصريحات من قيادات التيار السلفي الجهادي، وهما يعلنان عن قوافل الاستشهاديين إلى سورية، وبأرقام متفاوتة، فماذا ننتظر بعد ذلك؟.
أبو سيّاف كرر أكثر من مرة وجود 100 من التيار السلفي يقاتلون في سورية، وأبو محمد الطحاوي يحتفل بعرس شهيد قتل في سورية، وتقام الاحتفالات لـ 'عاشق الحوريات'، ويتوعدون النظام السوري، حتى يصل الأمر بالطحاوي أن يعلن أن 'الخلافة لا تعود الا بالأشلاء والدماء'.
على المستوى الرسمي، هناك تيار من السلفيين يحظى بحضن دافئ من الدولة، ويتم الاستعانة بمنظره في اللحظات السياسية الحرجة، ويقدم الفتاوى بالمجان، وهناك تيار يتم التعامل الفظ مع عناصره، وقدم محامي الدفاع المتخصص بالجماعات الاسلامية (حسب اللغة المحببة للفضائيات) موسى العبداللات عشرات الشكاوى حول ما تتعرض له عناصرهم في السجون.
كل هذا وغيره يعطي الملامح لأي مخطط إرهابي قد يقع في البلاد، وللأسف هذه أيضا بعض إفرازات الثورات العربية في معظم الدول التي وقعت فيها تغييرات.
فبدلاً من أن تتقدم قوى الإصلاح والتغيير في العالم العربي لتقطف ثمرة الإنجاز الشعبي في الثورات والاحتجاجات في عديد العواصم والمدن العربية، تشهد تيارات السلفية على تصنيفاتها كافة نشاطاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة على مستوى المنطقة العربية ككل،خاصة في كل من مصر وتونس وسورية والأردن. وقد انتعش السلفيون في حقبة الثورات العربية بشكل مفاجئ، واندفعوا إلى قلب العمل السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، رغم أن الخطاب السلفي الذي كان يحض أتباعه على الابتعاد عن السياسة على اعتبار أن 'من السياسة ترك السياسة' تخلى عن كل ذلك، وأصبح من الواضح أن التوجه الجديد هو 'من السياسة خوض السياسة'.
السلفيون لم يشاركوا في هذه الثورات، ووقفوا إما ضدها أو على الحياد، لكنهم الآن يريدون سرقتها والقفز على منجزاتها. ففي مصر وتونس هناك سيل من الفتاوى السلفية من عدم جواز ترؤس قبطي أو امرأة الحكم، إلى فرض ارتداء النقاب في الشارع، وهدم الأضرحة والقبور، وقطع أذن أحد الأقباط، وإهانة غير المحجبات، ودفعهن للعودة إلى البيوت والحجاب.
حتى الآن لا احد يعرف بصورة محددة لماذا قرر السلفيون تجريب حظهم في الحراك السياسي وتنظيم الاعتصامات، او لماذا يظهرون الخشونة، في خطاباتهم، واعتصاماتهم، حتى عادوا إلى حمل السيوف في 'معركة الزرقاء'، وأقاموا حَدَّ السرقة في مخيم البقعة!.
لا توجد نظرية سياسية متماسكة تقدر الاعتبارات التي حركت السلفية الجهادية ودفعتها لاستعراضات سياسية على طريقة الاحزاب الشرعية مع انها لا تعترف اصلا بالنظام وتشريعاته.
لكن ما يتسرب من منظري وقادة الجماعة يشير الى ذرائع محددة يستخدمها السلفيون لتبرير الخروج سياسيا أبرزها سلسلة طويلة من الإهانات والمعاملة القاسية عند الاستجواب وداخل السجون، وحرمانهم من زيارات السجن العائلية، ومنع دمج أحكامهم ومطاردة حتى التبرعات التي يرسلها بعضهم لأطفالهم وزوجاتهم.
'غزوة عبدون' تم ضبط عناصرها وتفكيك شبكتها، لكن مَن يضمن المقبل من الايام، اذا استمر اللعب مع الدب او الاسد بهذا الشكل؟.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة