فرط التعرق: الأسباب والعلاج

الوكيل - يحدث فرط التعرق Hyperhidrosis عندما يتصبب عرق الشخص بغزارة شديدة وقد تصل شدة تصبب العرق لدى البعض لدرجة أنه لا يكاد يتوقف عن أن يقطر من أيديهم، كما أنه يبلل ثيابهم الملامسة للمنطقة المصابة.اضافة اعلان


وتحدث هذه الحالة على شكل نوبات قد تصيب الشخص لمرة واحدة أسبوعيا على الأقل ومن دون سبب واضح، وفق ما ذكر موقعا www.mayoclinic.com و www.nlm.nih.gov اللذان أضافا أن هذه الحالة، والتي تنجم عن النشاط الزائد في الغدد العرقية، عادة ما تصيب باطن اليدين والقدمين وتحت الإبط. ويذكر أنها قد تسبب للبعض الإحراج والقلق الاجتماعي، كما وأنها قد تعيقهم عن ممارسة نشاطاتهم اليومية.
وإضافة إلى المضاعفات النفسية، فإن هذه الحالة قد تسبب أيضا مضاعفات عضوية عديدة، منها التهابات جلدية وأمراض جلدية أخرى عديدة، منها الطفح الجلدي والإكزيما، كما وأنها تزيد بعض الأمراض الجلدية الموجودة أصلا سوءا.
وبالرغم من أن للعرق فوائد جمة، أهمها الحفاظ على درجة حرارة الجسم، إلا أن التعرق الذي يحدث من دون سبب يعد حالة طبية تتطلب العلاج. وتتضمن أسباب فرط التعرق، علاوة على ارتفاع درجات الحرارة وممارسة النشاطات المجهدة، الشعور بالغضب والإحراج والعصبية والخوف والتوتر والضغوطات النفسية.
ويذكر أنه عندما تصيب هذه الحالة اليدين والقدمين وتحت الإبطين، فهي عندها تعرف بفرط التعرق الأولي، وغالبا ما ? يوجد لها سبب، إلا أنها تعد وراثية.
أما فرط التعرق الثانوي، والذي قد يصيب الجسم كاملا أو يصيب منطقة واحدة منه، فهو يشخص إن كان ناجما عن سبب آخر. وتشمل الأسباب التي قد ينجم عنها ما يلي:
- اضطرابات القلق.
- انقطاع الحيض.
- انخفاض مستويات السكر بالدم.
- بعض الأدوية وسوء استخدام الأدوية.
- السكتات الدماغية.
- أمراض القلب.
- السل وغيره من الالتهابات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- بعض أنواع السرطان.
أما عن العلاج، فهو يختلف من حالة إلى أخرى بناء على شدتها والسبب المؤدي إليها، فعادة ما يعالج فرط التعرق الثانوي بالسيطرة على ما أفضى إليه.
وتعد مضادات التعرق التي ? تباع من دون وصفة طبية وتوضع تحت الإبط الخيار الأول في علاج هذه الحالة في المنطقة المذكورة، وذلك كونها تقوم بإغلاق الغدد العرقية. وتعد المستحضرات التي تحتوي على 10-20 % من هيكسوهيدرات كلوريد الألمينيوم الخيار الأفضل، وذلك للاستخدام الليلي. وبما أن هذه المستحضرات تكون قوية، فهي قد تسبب أعراضا جانبية، منها تهيج الجلد. كما وقد تتلف الملابس إن كانت نسبة تركيز هيكسوهيدرات كلوريد الأليمينيوم عالية. وهذان الأمران يوجبان غسل تحت الإبط بشكل جيد كل صباح بعد وضع هذا المستحضر بأي تركيز كانت. أما في حالة حدوث التهيج، فإن الطبيب قد يصف مستحضرا من الهيدروكورتيزون للاستخدام السطحي. وعادة ما يسمح الطبيب للمصاب باستخدام مضادات التعرق التي تباع من دون وصفة طبية أثناء النهار.
أسلوب آخر لعلاج هذه الحالة هو استخدام العقاقير المعروفة بمضادُّات الكُولينِيَّات
Anticholinergics drugs، والتي تعمل على حصر الكيماويات التي تسمح لأعصاب معينة للتواصل معا.
ويذكر أنه قد أجري اختبار بعض أدوية هذه المجموعة وليس كلها. وعلى الرغم من أن العقاقير التي أجريت دراستها تقلل من التعرق لدى بعض المصابين، إلا أنها أيضا قد تسبب جفافا في الفم وتغيما في الرؤية ومشاكل في المثانة.
ويذكر أيضا أن حقن توكسين البوتولينيوم من النوع (A ) Botulinum toxin type A injections تعمل على حصر الأعصاب التي تحث الغدد العرقية، غير أن مفعولها ينتهي بعد مدة قصيرة ? تتجاوز عدة أشهر.
وتعد جلسات العلاج بالرَّحَلانِ الأَيُوْنِي أسلوبا آخر لعلاج هذه الحالة. ويعمل هذا الأسلوب العلاجي عبر استخدام أداة تقوم بإيصال تيار كهربائي بسيط لليدين والقدمين، وأحيانا لتحت الإبطين أيضا، حيث تكون المنطقة المراد علاجها مغمورة بالماء. وعادة ما تجرى جلسات هذا العلاج لمرة واحدة أسبوعيا، لكنها تقل مع الوقت.
وفي الحالات التي يتصبب فيها العرق بغزارة من تحت الإبطين فقط، فإن الطبيب قد يلجأ إلى استصال الغدد العرقية.
أما في الحالات الشديدة من هذا المرض، فإن الطبيب قد يلجأ إلى قطع الأعصاب التي تتحكم بتعرق اليدين عبر إجراء عملية جراحية، إلا أن هذا قد يزيد من غزارة العرق في المناطق الأخرى المصابة.
وأخيرا، فينصح المصاب بالقيام ببعض الإجراءات للتقليل من تصبب العرق وما ينجم عنه من رائحة كريهة. وتتضمن هذه الإجراءات الاستحمام اليومي؛ وتجفيف القدمين تماما بعد غسلهما؛ واستخدام المساحيق الخاصة بما يفرزانه من عرق؛ وعدم القيام بارتداء نفس الحذاء ليومين متتاليين، ذلك بأنه يحتاج لوقت يزيد عن ذلك ليجف تماما؛ وتغيير الجوارب بشكل متكرر؛ وتجفيف القدمين بشكل كامل بعد إزالة الجوارب مباشرة؛ وتهوية القدمين؛ وارتداء الملابس القطنية كونها تمتص ما على الجسم من عرق.

ليما علي عبد
مساعدة صيد?ني/ وكاتبة تقارير طبية