فرقة نايا الموسيقية النسائية تحـــتــفـــل بيــــوم الفـــن العالمـــي

الوكيل - تناغم مدهش بين اللون الفيروزي، واللؤلؤي الموشى بالقصب، وجمال الحرف العربي يرخي ظلاله على جمال الامسية، التي قدمتها فرقة نسائية، لأردنيات مبدعات، اقتحمن عالم الموسيقى والغناء بجسارة من يحمل الموهبة والمعرفة والمسؤولية، وجمهور ذواق، هارب من التلوث السمعي والبصري الذي طغى على المشهد العربي العام لسوق الكاسيت، وماتضخه فضائيات اخذت على عاتقها ترويج ماهو رديء. المناسبة هي الاحتفال بيوم الفن العالمي، والمكان هو المركز الثقافي الملكي، والراعي للمناسبة هي وزارة الثقافة. وعروس الاحتفال هي فرقة نايا الموسيقية النسائية؛ حيث قائدتها وعازفة القانون فيها، د.رولا جرادات، وندين قبعين على الايقاع، والاء تكروري ايقاع وفلوت، ومي حجارة على جيتار بيس، وديما سويدان، ايقاع وعود، وعبيدة عامر ماضي على الكمان، وهيفاء كمال وغادة عباسي مطربتي الفرقة؛ حيث تشارك عباسي للمرة الاولى في الاردن، وسبق لها ان شاركت الفرقة بامسية في دار الاوبرا بالقاهرة، وهي تعتبر الفرقة باقة ورد تعزف موسيقى.
امين عام وزارة الثقافة، مأمون التلهوني راعي الحفل القى كلمة قال فيها: 'نحرص في وزارة الثقافة على نشر الوعي الثقافي، وتنمية الثقافة الوطنية، واقامة المهرجانات والمواسم الثقافية، والتظاهرات الفنية التي تنعكس اثارها الايجابية على الوجه الحضاري للاردن'.
واضاف: ' ونحن نحتفل بيوم الفن العالمي، نبارك لكل فنان يحمل رسالة الفن والجمال والابداع، في مجالاته المتنوعة، فالفن مكون مهم من مكونات الحضارة الانسانية، يقرب بين الشعوب، ويلغي الحدود والمسافات'.
الامسية بدأت باغنية جديدة، للفنان هيثم عامر، وكلمات مهدي الشيخ، وباداء جماعي للفرقة، ورغم ان اللحن يبدو مسموعا، الا ان المتلقي لا يستطيع تحديد اللحن الذي يبدو انه ينتمي الى الغناء المغربي بجماله وشفافيته، والشاعر لعب على تركيب المفردات، باستعارة مطالع قدود وموشحات، مما اعطى الاغنية دهشة وجمالا، الى جانب الغناء الرقيق للفرقة المفعم بشحنات عالية من الاحساس. هيفاء كمال واحدة من اللواتي ظهرن بالفرقة منذ التأسيس، قدمت رائعة فيروز 'احكيلي عن بلدي'، وهي نمط من الغناء تعودت عليه هيفاء، سواء من خلال فرقة بلدنا، او اغانيها الخاصة، او مع نايا.
آلاء التكروري في مداخلة لها على، الفلوت، استهلت دخول الفنانة غادة عباسي، التي منذ لحظة ظهورها كان واضحا عليها التجلي بالاداء، الى جانب حضورها على المسرح، وامكاناتها الصوتية، فقدمت من اللون العراقي اغنية 'يا خي'، لتعود هيفاء كمال الى احد اصول الغناء العربية الاصيلة، وهو الموشح لتقدم موشح، ياعذيب، وتعطيه من احساسها ما اضاف رقة وعذوبة للموشح.
غادة عباسي، تعود الى تراث ام كلثوم، وتقدم مقاطع من اغنية انت عمري، التي ادتها بامكانات صوتها، وباسلوبها، واحساسها ليتجاوب معها الجمهور بشكل كبير في واحدة من الاغاني الطربية الصعبة.
ومن تراث فنان كان له حضوره وسط جيل الزمن الجميل، وهو كارم محمود قدمت هيفاء كمال اغنية، عيني بترف، التي تعتبر من الاغاني التي تمثل تجديدا في الجملة اللحنية، وبعدها تذهب غادة عباسي الى اللون الخليجي، وتختار واحدة من ألحان يوسف المهنا، وهي اغنية يا منيتي ، لتتجلى وترتجل بها، وسط اعجاب الجمهور.في سابقة هي الاولى بتاريخ الفرقة، يشارك فنان معها؛ حيث دخل كمال خليل يحمل عوده، ويشارك ابنته وتلميذته هيفاء في اغنية من ألحانه، وهي اغنية خاصة من ألبومها، بعنوان 'عصب عيونك' وكانت الفنانة رولا جرادات قدمت عزفا مدهشا على القانون استهلالا للاغنية.
العازفة عبيدة ماضي قدمت صولو على الكمان، لتظهر غادة عباسي، وتغني من القدود الحلبية، ابعثلي جواب، لتختم الامسية باداء جماعي، بدا بمداخلة على الفلوت للعازفة الاء التكروري يحمل كثيرا من الشجن، ذلك ان الفرقة في همسة وفاء قدمت اغنية، يا طير يا طاير، للفنان الكبير الراحل اسماعيل خضر.
لتنتهي احتفالية جميلة حضرها جمهور كبير، وبمشاركة نقيب الفنانين الاستاذ ساري الاسعد، وعدد من الفنانين.
قائدة الفرقة، د.رولا جرادات في حديث للعرب اليوم، قدمت الشكر لوزارة الثقافة، التي دائما تقدم الدعم للفنانين الاردنيين، وقالت نحن فخورون بان نكون اختيار الوزارة للاحتفال باليوم العالمي للفن، وان فرقة نايا تدين بوجودها واستمرارها الى وزارة الثقافة.
الفنانة غادة عباسي قالت للعرب اليوم' انا سعيدة بهذه الامسية مع مبدعات، وفي مناسبة عالمية، ومايميز هذه الامسية هو الصدق والعفوية، والاحساس العالي، الذي انعكس على الجمهور، فبقي متواصلا معنا طوال الوقت'. هيفاء كمال قالت، هذه امسية استثنائية، انا عضو مؤسس، يجمعنا الحب والشغف بالموسيقى، والرغبة بتقديم ما هو اصيل، واختياري للاغنية الخاصة بي لانها من ضمن نفس الاجواء التي تعودت عليها الفرقة من طابع غنائي طربي اصيل.

العرب اليوم