الجمعة 2024-12-13 03:36 م
 

فساد عابر للحدود

07:50 ص




الحديث عن الفساد والفاسدين يشغل الناس في بلادنا العربية وهناك مليارات الدولارات ذهبت الى جيوب الفاسدين ، لكن جديد « وثائق بنما » أنها أشعلت جدلا ساخنا حول هذه الآفة على امتداد العالم ، لأنها كشفت الفساد« العابر للحدود».اضافة اعلان


فور نشر « الوثائق » قفزت نظرية المؤامرة الى الواجهة، وطرحت تساؤلات حول توقيت النشر ، وكانت روسيا أكبر المشككين بتسييس الوثائق ، وانبرى الرئيس بوتين نفسه للدفاع عن أحد أصدقائه ، الموسيقي « سيرغي رولدوغين» الذي ورد اسمه بالوثائق ، نافيا تورط المقربين منه بقضايا فساد ، لكن موقع «ويكيليكس» ذهب أبعد من ذلك ، واعتبر أن تسريب وثائق شركة «موساك فونسيكا» البنمية جاء بتمويل مباشر من الحكومة الأمريكية والملياردير الأمريكي جورج سوروس ، وأن التسريب هجوم موجه ضد روسيا والرئيس بوتين. ومثل هذا التفسير مستوحى من توتر العلاقات الاميركية الروسية خلال السنوات الماضية، بسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا، والأزمة الأوكرانية.

« وثائق بنما» تتعلق بأنشطة مالية ،عبر نحو 214 ألف شركة خارجية «الأوف شور» عابرة للحدود ، تعود الى أشخاص في أكثر من 200 بلد.. سياسيين ومسؤولين ورجال أعمال ونجوم ومشاهير وأفراد عائلاتهم، وشركاءهم، بينهم « 33 » تضعهم أمريكا في اللائحة السوداء.وهي ليست الاولى التي تحدث هزات سياسية على امتداد العالم، فقد سبقتها بسنوات تسريبات موقع « ويكيليكيس» والعميل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية « سنودن» ، لكن لأن عالم السياسية والأعمال متشابك ، ومليء بالغموض والمؤامرات والفساد ، غالبا ما تحاط مثل هذه التسريبات المفاجئة بالشكوك والتساؤلات ، حول وجود جهات خفية تقف خلفها ،تهدف لتحقيق أجندة خاصة.

في نوفمبر 2010 نشر « ويكيليكيس « ، نحو ربع مليون برقية دبلوماسية سرية ، كشفت الكثير من الاتصالات، المتعلقة بالعديد من ملفات السياسية الخارجية الاميركية ، مثل القضايا الفلسطينية و»النووي الايراني» والحرب على الارهاب، وقد أصابت شظايا «ويكيليكس « عشرات الدول والسياسيين من أصدقاء واشنطن. وسببت حرجا كبيرا للإدارة الاميركية.

أما «سنودن « فقد ملأ الدنيا وشغل الناس ،منذ كشفه عام 2013 برنامجا تجسسيا سريا للحكومة الأميركية، لمراقبة اتصالات الهواتف والإنترنت، وتم وضعه على لائحة «فاضحي أسرار أميركا»، حيث زعزعت الوثائق التي سربها لصحيفتي الغارديان البريطانية وواشنطن بوست الأميركية، ثقة الشعب الأميركي بإدارة الرئيس أوباما وأثارت عاصفة من ردود الفعل الداخلية. وأصبح مصير» سنودن» بؤرة صراع دولي بين الولايات المتحدة وروسيا بعد سفره الى موسكو وطلبه اللجوء السياسي.

نشر» وثائق بنما » إنجاز صحفي مهم ، لكن الأمر لا يخلو من غموض كانت نقطة البدء من الصحيفة الألمانية « زود دويتشه تسايتونج» ، حيث قام «هاكرز» مجهول بتسليمها قبل عامٍ ، كما هائلا من البيانات « 11.5 « مليون ملف سري ،من سجلات شركة « موساك فونسيكا « المتخصصة بتسجيل شركات «الأوف شور» حول العالم.

الصحيفة الالمانية قررت الاستعانة بالاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (icij) ، وحوالي «400» صحافي من «107 « مؤسسات صحافية في «78» دولةً لتحليل البيانات، ويلفت الانتباه أن العديد من الصحفيين المغمورين شاركوا بالتحقيق الاستقصائي ، ويعملون في مؤسسات اعلامية تتلقى تمويلا من جهات أجنبية.

البعض يرى في «وثائق بنما « دليلا على شبهات فساد ، وآخرون يعتقدون أنها أداة للتوظيف السياسي ضد الخصوم ، وهي في كل الاحوال قابلة للاستخدام المزدوج ، انطلاقا من كون شركات «الأوف شور» ، يمكن تسجيلها قانونيا عبر الإنترنت وبأي رأس مال ، وتتيح القوانين ب «الملاذات الضريبية الآمنة «، مثل بنما أو جزر العذراء البريطانية، لمؤسسي هذه الشركات إخفاء هوياتهم الحقيقية، وحتى اجتماع الهيئة العامة لها يكفي أن يحصل على الهاتف.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة