الأربعاء 2024-12-11 05:38 م
 

فضائية البسوس !

04:26 م





يكفي لحدث واحد سواء كان انقلابا فاشلا او ثورة هي مجرد اضافة تاء مربوطة للثور ان تقيس الضغط السياسي والسّكر الاقتصادي وما تبقى من خلايا بيضاء في هذه الدورة القومية للعرب المعصورين حتى آخر دمعة ونقطة دم وقطرة نفط والدين نقطق عليهم صفة المعاصرين من باب المجاز او تيمنا بمن سبقوهم الف عام .اضافة اعلان


ولو اخذنا عيّنات عشوائية من الاعلام العربي الفضائي لوجدنا ان الشاشات التي ترفع شعارات من طراز الحقيقة والموضوعية والحياد والتنوير تتحول في اقل من دقيقة الى غرف عمليات، ويصبح المذيع جنرالا وتحاول المذيعة التي تم اختيارها لاسباب لا علاقة لها بالاعلام تقليده لكن المكياج المبالغ فيه يحول دون ذلك !

انه اعلام داحس والغبراء، لكن بعد ان خلع العباءة والخنجر وارتدى الجينز وصبغ صوته، كي يتصابى في ذروة ما بلغه من شيخوخة سياسية واسباب حرب داحس والغبراء لا تختلف كثيرا عن اسباب الحروب البينية العربية في الألفية الثالثة، فالسباق الان ليس بين حصان وفرس بل هو بين من يكذب على نفسه وبين من يكذب على نفسه والناس معا !

وسواء اطلقنا على هذا الاعلام اسم الثنائي الجاهلي داحس والغبراء او البسوس فإن المحصلة واحدة وهي هذه اللغة التي بلغ سوس الهجاء نُخاعها، ولم تعد تصلح الا لسرد قائمة بمثالب العرب، ومثالب العرب لمن يسمع به هو كتاب حشد فيه مؤلفه الاعجمي كل الرذائل ليقول بأنها من الصفات الأبدية للعربي، فلا حاجة الآن لأي عدو للعرب ان يتولى مهمة اصدار موسوعة تضم مثالبهم لأنهم يفعلون ذلك بأنفسهم، والدليل ان حروبهم مع غزاتهم لم تستمر الا اياما قليلة او ساعات وغالبا ما انتهت الى هزائم وموجات لا آخر لها من اللاجئين . لكن حروبهم مع بعضهم تدوم عقودا ومن قتل منهم بأيديهم عشرات بل مئات الاضعاف لمن قتله اعدائهم منهم خلال قرن على الاقل .

قد يكون داحس تحوّل الى دبابة والغبراء الى طائرة اف 16 ، لكن الجوهر لم يتغير، وبالرغم من ذلك فإن هناك بيننا من قرروا تحنيط أدمغتهم واطلاق العنان لألسنتهم لأنهم يعيشون حقبة ما قبل الدولة وما قبل القومية وما قبل الانسان !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة