الأربعاء 2024-12-11 11:33 م
 

فضيحة في القدس

11:11 ص

يعلن مستشفى المقاصد الاسلامية في القدس على لسان مدير المستشفى الذي جاء الى عمان زائرا ان المستشفى مدين بأكثر من عشرين مليون دينار، وفي مقابلته مع «الدستور» يقول ان المستشفى على وشك الاغلاق بسبب اوضاعه المالية السيئة جدا.اضافة اعلان


المستشفى يخدم اهل القدس، ويعاني من فواتير الادوية والمستلزمات الطبية، وغير ذلك من ديون، والمال الفلسطيني والعربي المكدس بالاف المليارات في مصارف العالم لا يفيد القدس ولا اهلها ولا مؤسساتها بأي شيء، سوى الكلام الجميل والنثر المنثور، ذرا للرماد في العيون.

المستشفى شهير في المدينة المحتلة، وله تاريخ معروف مع القدس، المدينة والقرى، وهو احد معالم الهوية العربية والفلسطينية للمدينة المحتلة، ورغم ذلك، يتم تركه في اسوأ حالاته، فلا تساعده خزائن المال العربي، ولا حسابات الاثرياء الفلسطينيين ولا العرب، ايضا.

مصيبة القدس واهلها، ان العرب يتركونها للاحتلال، ولو كان هناك صدق عربي، لما احتاج مقدسي واحد للهجرة، ولا لبيع محله التجاري تحت وطأة الضرائب الاسرائيلية، ولا تم هدم الاف البيوت بسبب عدم وجود رخص للبناء، من الجانب الاسرائيلي، وما بين الغرامات، وقلة فرص العمل، تمت مساعدة اسرائيل بشكل مباشر في تهويد المدينة.

ملف مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، امام من يهمه الامر، اذا بقي احد في العالم العربي، يهمه الامر حقا، ولعلنا نسأل ايضا الدول العربية عن دورها ازاء هذا المستشفى، ولماذا تتركه لينهار تدريجيا، خصوصا، الدول العربية الثرية، التي بامكانها حل مشكلة المستشفى بجرة قلم، وايضا نسأل اثرياء الفلسطينيين الذين تقدر ثرواتهم بالمليارات في انحاء العالم، عن دورهم ازاء المستشفى، ثم اثرياء العرب الذين عليهم دور وواجب شرعي واخلاقي تجاه القدس، ومؤسساتها، فما بالنا بمستشفى مثل هذا المستشفى الذي يعد من ملامح المدينة الابرز؟!.

يضطر المستشفى الى ان يعلن عن حملة لجمع التبرعات الشهر المقبل في عمان، وتتأثر بشدة، لان يضطر المستشفى الى ان يعلن عن حملة يجمع فيها الدينار والالف والمائة الف، لان كل كلامنا عن دعم القدس المدينة والمؤسسات والناس، يبدو مجرد كلام عاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع.

ملف مستشفى المقاصد في القدس مفرود بين يدي الجميع، لعل هناك من يحل مشكلة المستشفى بقرار واحد، ويساعد بتوفير دعم اضافي له، حتى يبقى ويستمر خلال السنين المقبلة، هذا في الوقت الذي يعاني المستشفى من مشكلته، ينفق عربي على زواج ابنته مائة مليون في حفل واحد، ويتبرع مطرب لمطربة جديدة بمليون دولار، وينفق عربنا ملياراتهم على الخيل والحريم والليل والقصور التي لا تختلف في عتمتها عن عتمة القبور.

فقر المستشفى وديونه، فضيحة ترتسم على وجوهنا، لان القدس لا تستحق هكذا معاملة تمد فيها يدها لعل احدا يتصدق عليها، بدلا من واجب المؤازرة والدعم، دون منة او دعاية، او تناسي الحقيقة الاسوأ التي تقول اننا مهمنا فعلنا للقدس، فهي في يد الاحتلال آخر النهار واوله.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة