الأربعاء 2024-12-11 05:33 م
 

فيتامين 'واو'

01:33 م

فيتامين 'واو' هو فيتامين يختلف في تركيبة وفي جوهره وفي معناه عن غيره من الفيتامينات ففي الآونة الأخيرة انتشر انتشارا واسعا بين فئات المجتمع المختلفة ابتداء من الفئة الفقيرة وانتهاء بالفئة الغنية , تأثيره قوي وفعال في شتى المجالات , أصبح المسهل لجميع العمليات المعقدة وأصبح سر النجاح والتفوق , أصبح في الطليعة بكل قوة وإرادة نعم انه فيتامين 'واو' وان سألتني عن تكوين هذا الفيتامين فسأخبرك أنه يتكون من خمس مكونات رئيسية ألا وهي اضافة اعلان


'و' , ' ا ' , 'سـ' , 'ـط' , 'ـة'

نعم انه فيتامين واسطة !!!

لاحظت في الفترة الأخيرة وحينما انخرطت بالمجتمع الذي حولي وحينما كثرة معاملاتي أنه إذا لم يكن لديك هذا الفيتامين فسوف تتعذب في الحياة وسوف تضيع وقتا ثمينا من وقتك إذا لم ترغب باستخدامه فتركيبته الفعالة تؤثر على سرعة العمل وتجعله ينتهي بأوقات أقل من المعتاد فتوفر على نفسك وقتا وعناء لم يستطع غيرك توفيره أو لم يكن لديه في الحياة ما يؤهله إلى أن ينال هذا الفيتامين

هذا الفيتامين لديه من الفوائد كما لديه من المضار كما أي شيء في الدنيا لكن فوائده ظاهرية تخص شخصا برمته وليس شعبا بأكمله فسرعة العمل وتوفير الوقت والجهد وفي بعض الأحيان توفير النقود كانت هي الفوائد الشخصية لهذا الفيتامين

أما عن سلبياته ومضاره فلا يمكن حصرها من كثرتها ولكن اذكر بايجاز منها :-

هي اشد أمراض المجتمع وتحدث تفرقه بين عناصره فهي تقدم أشخاص على أشخاص أبناء الذوات والسادة على عامة الشعب وهذا الظلم بعينه فكم من خريج مجتهد وناجح بامتياز قدم عليه أشخاص وحصلوا على الوظائف بل استحلوها وسرقوها وهم لا يستحقونها ولا هم بنفس التحصيل العلمي والخبرات لذلك الخريج ذو العائلة البسيطة

تفشي الحقد والغيرة والبغضاء بين نفوس المسلمين في المجتمع، خصوصا مع شعور الإنسان بالظلم لان هناك شخص أخذ منه شي يستحقه هو ،

فيكفينا أننا بالواسطة ندمر مجتمعنا،

إضافة إلى أن الواسطة في أحيان كثيرة تجعل الشخص في غير مكانه، مما تسبب الكثير من المشاكل داخل العمل.

هل أصبحت جزءا من تعاملاتنا اليومية أم أصبحنا نحن جزءا لا يتجزأ منها..

ربما أصبحت الواسطة أسرع الحلول وأكثرها نفعا..
بدل الوقوف لساعات طويلة في انتظار ما تستطيع إتمامه في دقائق معدودة..

وربما كان أرحم من رشوة مجبر على دفعها حتى تأخذ حقك..
وتنهي مصالحك..

فهل هي حجج نحن اخترعناها ..
أم هي فروض أصبح واجب علينا تأديتها حتى تسير بنا عجلة الحياة ؟؟

الشواهد والمؤهلات..المميزات والكفاءات..
أضحى وجودها كعدمه..
فالأبواب جميعها مسكرة ولسنا جميعا نملك المفتاح..

كم من مرة تردد على مسامعنا عبارة..
ارجع غدا..
وكم من مرة توقفت مصالحنا على ورقة واحدة..
ولم ينفع معه رجاء أو استعطاف..
كأن الأمر هو المستحيل بعينه..
وأصبح هو البساطة بعينه بمجرد مكالمة بسيطة..

حقوق تأخذ بالواسطة..وحقوق تسلب بالواسطة..



مهند الغرايبة


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة