الجمعة 2024-12-13 04:05 م
 

فيديو ::مصابو التحسس القمحي في الاردن .. بين مطرقة الالم وسندان وزارة الصحة

07:25 م

الوكيل الاخباري - أحمد المبيضين - يعتبر مرض حساسية القمح من الامراض النادرة و المزمنة ذاتية المناعة (أي أن الجسم يقوم بإنتاج مواد تقوم بمهاجمة عضو أو نسيج معين في الجسم نفسه وتدميره) والمندرج تحت الاسم الطبي 'مرض سيلياك' .

ويعد مرض تحسس القمح عند الاطباء كنوع من انواع الحساسية الخطيرة فهو عبارة عن تفاعل تحسسي ينشأ لدى المصاب بسبب حساسية لبروتين الجلوتين الموجود في القمح ومشتقاته؛ كالبرغل والمعكرونة والسميد والبسكويت وغيره من المواد الغذائية التي تحتوي على القمح ، والذي يكون ظهوره غالباً بكثرة لدى الأطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام عوضاً عن الرضاعة الطبيعية ، وايضا في مرحلة المراهقة المبكرة ، وان كانت هناك حالات اصابة في أعمار مختلفة بعد ذلك فبعض الحالات قد تصاب في سن الثلاثين وأخرى في سن السبعين.

ونظراً لاهمية هذا المرض في الاردن ، كان لا بد لموقع الوكيل الاخباري من تسليط الضوء عليه اكثر فأكثر ، والنظر اليه من قرب ، والاطلاع على معاناة واحتياجات مصابي هذا المرض ، وما هو دور وزارة الصحة في هذا الشأن في ظل وجود عدد لا يستهان به من مصابين حساسية القمح في الاردن .

الدكتور بشير القصير - مدير الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة - اكد اثناء حديثه لموقع الوكيل الاخباري ان السبب الكامن وراء الإصابة بهذا المرض يعود الى الجينات الوراثية والتي تلعب دوراً مهماً للإصابة به ، والمدلل على ذلك انتشار المرض في بعض العائلات بنسب أعلى من غيرها.

اضافة اعلان

وبين الدكتور القصير ان تناول المصاب لمادة القمح أو أحد مشتقاته من البرغل والمعكرونة والسميد والبسكويت وغيره من المواد الغذائية كما ذكر سابقاً ، والتي تحتوي على القمح يزيد من معناة المصاب المرضية ، والتي تتمثل في إنتاج أجسام مضادة تقوم بتدمير الأهداب المبطنة للأمعاء الدقيقة فتمنع امتصاص المواد الغذائية الضرورية وتوصيله الى الدم حتى يستفيد الجسم منها ، الامر الذي يعرض المريض لنقص في الفيتامينات والمعادن والاصابة بمرض سرطان المعدة .

واوضح الدكتور القصير ان المصاب بمرض التحسس القمحي يعاني من اعراض محدودة تنحصر في الانفعال الزائد و زيادة في الغازات و انتفاخ البطن جراء نقص الحديد (الأنيميا) و نقص امتصاص فيتامين k ، مما يسبب زيادة نسبة تميع الدم في الجسم و تأخر النمو والبلوغ و ضعف العظام وتكسرها بالاضافة الى الإمساك والإسهال المزمن ، الا ان بعض المصابين قد تظهر عليهم أعراض أخرى مثل الطفح الجلدي المتزامن مع حكة .

وفي بيان لدور وزارة الصحة في مساعدة و تلبية احتياجات مصابي مرض تحسس القمح ، نوه الدكتور قصير الى ان اي مولود جديد يُنجب في مستشفيات المملكة ، تؤخذ منه عينة من الدم ، لفحصها ومعرفة ما الذي يحمله المولود من امراض وراثية ، لتسجل ضمن مركز الامراض الوراثية التابع للوزارة ، مشيراً الى ان مرض تحسس القمح يعد بسيطا وغير مقلق وذلك لامكانية تحكم المصاب به من خلال امتناعه عن تناول الاطعمة المكونة من مادة القمح ومستقاته .

واضاف الدكتور قصير ان الوزارة تقوم على تقديم الدعم لمصابي مرض نقص البروتين وهو الذي يعتبر النصف الاخر لمرض التحسس القمحي ، وهو ما تقوم عليه الوزارة من تقديم مادتي الطحين و الحليب لمصابي مرض نقص البروتين وليس لمرضى التحسس القمحي .

واشار الدكتور قصير الى ان عدد المصابين والمسجلين لدى مركز الامراض الوراثية لمرض نقص البروتين قد بلغ عددهم ( 184 ) شخص ومن مختلف الاعمار ، اما مرضى التحسس القمحي فلا يوجد لهم اي سجل وطني يذكر .

السيدة هند والتي بينت ان طفلها البالغ من العمر ' 4 ' سنوات يعاني من هذا المرض ، مواجهة غلاء اسعار المواد التموينية الخاصة و الخالية من مادة القمح ، والتي غالباً ما تساهم في تخفيف معاناة طفلها من نقص في النمو والاسهال المستمر ، مشيرة الى ان اغلب ما يريد تناوله من أطعمة ومواد غذائية والتي تكون من المفضلة لكثير من الاطفال قد حُرم منها ، الامر الذي تسبب في وجود العنف الدائم لديه وتحطيم لرغباته والتي لا يدرك انه من الممنوع تناولها .

واضافت سمارة ان هذه المواد الغذائية الخاصة لا تتوافر في كافة المحال التجارية ، وان توافرت فانها تكون باهظة الثمن ولا يمكن شرائها دائما ً .

وأوضحت سمارة ان هناك جمعية تُعنى بمصابي هذا المرض الا انها لا تقوم على دعمهم و الوقوف الى جانبهم ، والتي يجب عليها ان تكون السند القوي للمصابين ، وخاصة في ظل الغياب الواضح لوزارة الصحة في تأمين ما يحتاجه المصاب من خبز خالي من القمح ومعكرونة وغيرها من المواد الاساسية و الضرورية لاستمراية حياة المصاب .

وقالت سمارة ان الزيارات المتكررة لوزارة الصحة لم تساهم في انهاء معاناة طفلها ، ولا حتى في تأمين ما يحتاجه طفلها او غيره من المصابين بالمرض ، فكما اوردت سابقاً ان تكلفة شراء هذه المواد تكون باهظة الثمن ، الامر الذي يحول دون شرائها باستمرار مقارنة مع الدخل الشهري لرب الاسرة.

مصابة اخرى بهذا المرض - فضلت عدم ذكر اسمها - والبالغة من العمر 33 عاماً ، اكدت لموقع الوكيل الاخباري ان المرض يمنعها من تناول الكثير من المواد الغذائية و المكونة من مادة ' الجلوتين ' والمتواجدة في كثير جميع المنتجات المعلبة .

وقالت المواطنة المصابة ان لديها 3 أطفال قد اصيبوا بذات المرض ، الامر الذي تسبب في تأخر نموهم ، وهشاشة في عظامهم ، وضعف لذاكرتهم .

وابدت المواطنة تخوفها من تحول خلايا المعدة الى خلايا سرطانية في المستقبل ، وذلك بسبب تلف الياف المعدة جراء نقص الحديد والفيتامينات الاخرى .

وطالبت المواطنة وزارة الصحة في الاهتمام بهم من خلال توفير الحليب و الطحين الخالي من القمح بالاضافة الى توفير الدواء الخالي من الجلاتين .

كما طالبت وزارة الصناعة و التجارة في التعميم على الشركات الغذائية في وضع علامة على المواد الغذائية المصنعة والتي تؤكد خلو المنتج من مادة ' الجلاتين ' .

تصوير : ليث الحنيني


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة