فيسبوك تخطط سرا لغزو الفضاء

كشفت وثيقة مقدمة إلى هيئة الاتصالات الاتحادية الأمريكية الأسبوع الماضي عن أن فيسبوك ربما تخطط سرا لبناء منظومة أقمار إنترنت اصطناعية لبدء خدمة إنترنت سريع خاصة بها.

وتصف الوثيقة قمرا اصطناعيا تجريبيا تبلغ تكلفته عدة ملايين من الدولارات، يحمل اسم 'أثنيا'، طورته شركة 'بوينت فيو تيك'، وسيقدم سرعة اتصال تزيد عشر مرات على سرعة ساتلايت الإنترنت ستارلينك لشركة 'سبيس إكس'، الذي أطلقته في شباط الماضي.

ويرى موقع سبكتروم المعني بشؤون التقنية، الذي اطلع على نسخة من الوثيقة، أن شركة بوينت فيو ربما تتواجد على الورق فقط، وأنها ربما تكون فرعا جديدا لشركة فيسبوك تشكلت العام الماضي للحفاظ على سرية خطط شركة التواصل العملاقة لدخول سوق خدمات إنترنت الفضاء.

• نصائح للحفاظ على الخصوصية في فيسبوك

ويستدل الموقع على ذلك بأن سجلات الشركة في ولاية ديلوير الأمريكية تكشف عن أنها تأسست هناك في نيسان 2017، ولم تصدر عنها أي تقارير سنوية، كما لا تملك أي مجلس إدارة أو حملة أسهم، وإنما مجموعة من الوثائق التي تقود إلى فيسبوك في كاليفورنيا.

ويضيف أن بوينت فيو تستخدم الوكيل ذاته في ديلوير الذي تستخدمه الشركات الأخرى التابعة لفيسبوك، وأنها استخدمت في تقديم الطلب إلى هيئة الاتصالات الاتحادية مكتب المحاماة، وحتى المحامي ذاته، الذي تستخدمه فيسبوك في تقديم الطلبات إلى تلك هيئة.

وعلاوة على ذلك حددت الوثيقة ثلاث محطات أرضية ستتولى إرسال البيانات إلى 'أثينا' في المدار واستقبالها، تتواجد محطة منها في منطقة بنورثبريدج بكاليفورنيا التي وردت تقارير أن فيسبوك استأجرتها في تشرين الأول الماضي.

• واتساب وفيسبوك .. 'خاصية التشفير' في عين العاصفة

كما أن فيسبوك فتحت مؤخرا باب التقدم لثلاث وظائف جديدة لمكتبها في نورثبريدج تتعلق جميعها بالاتصالات والربط، مثل وظيفة 'مدير منتجات خارج الأرض' التي تتطلب 'خبرة في نقل أنظمة الاتصالات/الفضاء من مرحلة التطوير الأولي إلى مرحلة الإنتاج'، وتستدعي 'معرفة تقنية عميقة في أنظمة اتصالات الستالايت من أنظمة الاتصالات الراديوية، والميكروية، والأمواج الملميترية، والليزرية'.

وتعتقد العديد من شركات التقنية بأن مستقبل الإنترنت هو في مدار الأرض، حيث إن نحو نصف سكان الكوكب يفتقرون إلى اتصالات الإنترنت السريعة، خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية والدول النامية.

وتسعى شركة 'سبيس إكس' إلى وضع نحو 12 ألف قمر 'ستارلينك' في مدار الأرض الأدنى لتوفير خدمة إنترنت بسرعة غيغابت/الثانية لمعظم سكان الأرض، وتملك شركة 'ون ويب' المنافسة، التي تمولها مجموعة شركات، خططا مشابهة لتغطية الأرض باستخدام نحو 2500 قمرا اصطناعيا.

والقمر الاصطناعي 'أثينا' الذي تستخدمه بوينت فيو في نفس حجم ووزن القمر الصناعي لشركة سبيس إكس أو 'ون ويب' (150 كيلوغراما)، لكن 'أثينا' سيستخدم إشارات موجات راديو ذات ترددات عالية، وهي التقنية ذاتها التي تستخدمها شركات عديدة في الصناعة لبناء شبكات اتصالات الجيل الخامس (5 جي)، وتعد بمعدل سرعة نقل بيانات تصل إلى عشر غيغابيتات/الثانية.

وتأمل بوينت فيو إطلاق القمر الصناعي التجريبي مطلع عام 2019، لكن الشركة لم تذكر شيئا عن هدفها النهائي، وما إن كانت تخطط لإطلاق حزمة أو أكثر من 'أثينا'، وهل تنوي تغطية الكرة الأرضية بأكملها أم مناطق معينة فقط؟