السبت 2024-12-14 10:26 م
 

فيصل ..

01:50 ص

في المعارضه ثمة جمعة لمعتقلي الرأي، وجمعة أخرى لرفض الإصلاحات وهناك جمعة لرفض رفع الأسعار...وجمعة للزحف المقدس ....ألا يوجد جمعه لفيصل السعيدات ؟اضافة اعلان

كان ملازما في قوات الدرك ..وفتى يافعا مثل القمح في أوج اخضراره إذا نبت على سهول الجنوب، وكان مثلما قال تيسير السبول عن أهله :- (بدويا خطت الصحراء لاجدوى خطاه ).....وهو يشبه ترانيم الراحل حبيب الزيودي أيضا :- ( فتى به سمرة تغوي البنات إذا ما سرج المهرة الشهباء أو ركبا ) .....والسؤال الذي يجرح القلب من قتله ولماذا قتل ؟
أنا شخصيا لا أرثي الملازم فيصل السعيدات الذي ووري جثمانه الثرى في الطيبه أمس ولكني أرثي مرحلة تفيض بالأسئلة وللأسف لا إجابات ..
وأرثي زمنا يفتح الإعلام كل منافذه وتفتح الجزيرة كل دقائق بثها لفتى أعتقل بالخطأ ....وحين تم اكتشاف أنه حدث أفرج عنه بالمقابل لا أحد يسأل عن ملازم في قوات الدرك يُغتال بغتة وغدراً ....
على كل حال ...أنت يا فيصل منذور لهذه البلد دما وجسدا ..أنت وأهلك الذين فاضوا حنانا على الوطن وما بخلوا بالدم أو الدمع ...وتبقى شهادتك العظيمة هذه سؤالا يطرح في ..مسميات الجمع ومسيرات الرفض ومايكرفون زكي بني ارشيد وتصريحات سالم الفلاحات ..ومقابلات حمزة منصور يبقة السؤال موجعا مؤلما ... من يتحمل دمك؟ ومن المسؤول وهل من الممكن أيها الفارس المغوار أن تحظى بجمعة في دفاترهم كما حظي الرفض وكما حظيت الأسعار وكما حظي الدستور ؟
أنت أكبر من الدفاتر ..أكبر من العابثين الذين جاءوا لبرنا كي يشعلوه ..أنت يا رفيق الخطوات المتعبة المتجهة صوب الجنوب ....أكبر من أبجدياتهم ..ذاك أن الجندي من سمرته وبسالته تشتق الفصحى أبلغ القصائد وهم ..أتركهم للعويل وللكلام (الركيك) ....
إني اراك الان على حصانك الأبيض تطوف على الجنوب بيتا بيتا وقرية قرية ..وتنعم بالرضى ...ولاتلوم وطنك أو جيشك ذاك أن الوطن لم يخذلك أبدا ..ونحن لن نخذلك يا فيصل وتلك الحروف لانكتبها بل نشعلها على مساحات هذا البر كي تتشرف باسمك ورسمك ....وترثيك شهيدا أردنيا صادقا قابل الرصاصات الغادره بصدره وهذا (ديدننا) يا فيصل ..وصفي التل هو الاخر قابل الرصاصة بصدره ...في حين أن بعض من احترفوا مايسمى بالرفض الكاذب ...قابلوا سفير بريطانيا بالقُبل والأشواق في بيوت (عبدون) الفارهة وتركوا لك الرصاص ....في حين أن من بكوا على الوطن وقالوا إنه مجرد مساحات من الجغرافيا تتعرض للنهب ...نهبوا منا الشوارع ونهبوا سلمنا الأهلي ...وخسئوا أن ينهبوا دمك ...فقد سال على تراب الجنوب -الذي أنت منه - نديا ..وسال راضيا بالقدر ...وعلى الأقل سيكتب في دفتر الايام أنك فيصل ...الملازم فيصل الذي قاتل الموت أياما طوالا ولكنه في النهاية قرر أن يمنح الوطن شهادة من فارس إحترف فن الجندية ..واحترف أكثر ما احترف ..الجنوب ..والجنوب يافيصل لم يكن يوما جغرافيا ضائعه بل هو هوية وامتداد ودم.
شكرا لكم جميعا على صمتكم ....فيصل لا يحتاج لجمعة باسمه كونه أكبر من جمعة ...وأكبر من شهر ..هو عمر من الحزن وعمر من الشهادة ..وفيصل استشهد غيلة وغدرا ..استشهد مظلوما ذاك أن القاتل كان غادرا ولم يقابله وجها لوجه ....وفيصل لايحتاج لبيان منكم أو استنكار فالفارس يكتب في بطن القصائد ويحفظ في القلب واسمه وذكره منذور للبطولة وشاهد عليها ....
رحمك الله يا فتى (الطيبة ....والسلام عليك حين تبعث الى الجنة شبلا أردنيا ...عاش بين الرصاص والرصاص ..وقابل المنية بصدره العاري ..وتأكد أن الشهداء يا فيصل مثلك ...درس في الشجاعة والشهامه وأنت سيدها بأقتدار ...رحمك الله .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة