الجمعة 2024-12-13 08:41 م
 

فيلم سينمائي باللحم البشري!

11:34 ص

هو فيلم سينمائي، ومسلسل تليفزيوني ولكن أبطاله بشر حقيقيون، يموتون ويجرحون ويعتقلون، ويغيبون وراء الشمس، البعض يستمتع بمتابعة المشاهد «الأكشن» المتتالية، وآخرون ملوا رؤية الدم، بعد غياب «المفاجآت» لأنهم يبحثون «تسلية» متجددة، ونفر رابع يذكي النار كلما خف أوارها، وفي المشهد الخلفي، يطل كوفي عنان، والإبراهيمي، ولافروف، وحمد، وزيد وعمرو، للايحاء بأن ثمة «جهودا» نشطة لوقف «التصوير» وتقفز إلى الذهن فورا مسلسل لا يقل دراماتيكية، مع تغيير في أدوار البطولة، وهو مسلسل «المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية» أو فيلم «مسيرة السلام» الذي يجب أن يبقى في دور العرض، حتى ولو لم يخف إلى مشاهدته أحد، لأن الهدف هنا هو استمرار ما يسمى التنسيق الأمني، وهو الاسم الحركي المستحدث للتواطؤ، وتصفية الشعب وقضيته!اضافة اعلان


جرب عنان حظه وفشل، وجاء الإبراهيمي وهو موقن بفشله، لكنه – مع كامل الاحترام لشخصه الكريم- ربما ينظر إلى المهمة التي كلف بها كوظيفة يشغل نفسه بها، بدلا من الجلوس في البيت، ومطالعة الصحف ، وهي وظيفة لها راتب مجز، وبدل مواصلات سمين، وشمات هوا مدفوعة الأجر، واستضافات في أفخم الفنادق، ولو خلا الرجل لنفسه لحظة، لعرف أن ما يأخذه من مال مقابل عمله مشبع بالدم السوري!

وخلف المشهد الخلفي إياه، ثمة خلف آخر، فالحمل المبشر الذي تكون في رحم الأمة، وولد ثورات وحريات، يراد له الآن أن يبدو وكأنه حمل كاذب، أو حتى ورم سرطاني، يجب «اسقاطه» واستئصاله، بل يطيب للبعض أن يصوره بكونه حملا سفاحا، يتعين التخلص من الجنين، غسلا للعار وحتى لا يرى «ابن الحرام» النور، فلا يُبقي على أحد من أولاد الحرام الحقيقيين!

ولو عدنا إلى ما يحاول الإبراهيمي «البناء» عليه، وهو بيان جنيف، لعلمنا أن الرجل يتحرك على المسرح لمجرد التحرك، وللإيهام أن ثمة «حركة» قد تأتي ببركة (مستحيلة طبعا) ولكن الحركة بحد ذاتها هي المقصود، لأن أحدا من القادرين على صناعة القرار عربا وعجما، لا يريد للفيلم ان ينتهي، خوفا من اليوم التالي لانتهائه، دون نظر إلى شلال الدم السوري المتدفق بغزارة!

وللتذكير فقط، حكومة الأسد رحبت بخطة جنيف في حينها، وتحديدا يوم الأربعاء 4/7/2012، ولاسيما النقاط «الجوهرية!» التي تحدثت عن الالتزام بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، ووضع حدّ للعنف(!) ونزع سلاح المجموعات المسلحة (هنا بيت القصيد!) وعدم عسكرة الوضع في سورية، وإطلاق عملية سياسية يقودها السوريون ويشارك فيها جميع من في سورية، إنه كلام يخلو من أي نبض حي، قابل للبناء عليه!

كل الأطراف يعلمون ان الأسد انتهى، وخلصت صلاحيته، وكلهم يعلمون انه لو أتيح للجيش الحر أن يتحرك دون «تخريب» متعمد لحركته من هنا وهناك، فهو قادر على حسم المعركة، مع نزر يسير من المعونة، التي قد تكون الامتناع عن عمل أي شيء يخرب أداءه، مع العلم أن دعمه واجب مقدس، فقد قام لحماية شعب تعرض للذبح، ونادى بسلمية الثورة، حتى اذا فشل هذا الخيار الذي استمر سبعة أشهر كاملة، كان لا بد من حمل السلاح، وواجب المجال الحيوي الإقليمي الذي يتحرك في فضائه الجيش الحر، توفير الدعم اللازم له، ولو من باب اتقاء خيار الفوضى والخراب، إن لم يكن لدواع وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية!

ومع كل هذا الغموض، والسواد، والعبث الدولي والإقليمي، أنا على ثقة ان سوريا لن تتقسم، ولن تسودها الفوضى، وان ثورتها ستنتصر بإذن الله، لأنها قامت من أجل هدف سام، وطريق الثوار الأحرار هو باتجاه واحد!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة