من الذي قتل شكري بلعيد ؟... هو ضحية صراع بين تيار يريد دولة مدنية ديمقراطية وتيار اخر يريد (أسلمة) المجتمع التونسي ...بين تيار يسعى بكل ما أوتي من قوة لفرض هيمنته على المجتمع والسياسة وبين تيار يريد تونس دولة تقبل تعدد الاراء وتنوعها .
تقول الصحافة التونسية , إن دعوات التحريض على (بلعيد) كانت تنطلق من المساجد وتقول أيضا أن الحكومة الإسلامية هناك كانت تعلم ذلك وتغض الطرف ...ورفاق بلعيد أنفسهم حملوا حزب النهضة مسؤولية دمه ...والسؤال الذي لم يجرؤ أحد على طرقه هو , لماذا تعاملت الدكتاتوريات العربية مع المعارضين بالنفي والسجن بالمقابل تعاملت الأحزاب الإسلامية بالتحريض والقتل حين وصلت السلطة .
نفس المشهد تكرر في مصر ..حين قامت جماعة الأخوان المسلمين بالإعتداء على المتظاهرين وتسليمهم الى مراكز الأمن ...ومن ضمن الشهادات التي أعطاها بعضهم أن كوادر الإخوان هي التي نفذت الإعتقالات وسلمت شباب الثورة إلى المراكز الأمنية ...بعد قرار مرسي بإقالة النائب العام .
نفس المشهد تكرر في ليبيا حين تم استهداف السفير الأمريكي وقتله (وسحله) ومن ثم تصفية فلول النظام السابق ....
سؤالي المحدد ما هو مفهوم الدولة المدنية لدى الأحزاب الإسلامية وهل تقبل هذه الأحزاب بالقوى اليسارية في المجتمع ؟ ...يبدو أن تونس مثلما أشعلت الربيع العربي هاهي الان تدق جرس الإنذار مبشرة بأن تبعات الربيع العربي ستكون دموية ...والأخوان لا يتعاملون مع المجتمع بالصورة التعددية الديمقراطية بقدر ما يسعون إلى إلغاء الاخر تماما استنادا الى نهجهم وطريقتهم في الحكم .
مصر الان مرتبكة والأزمة التي فيها سببها الأخوان المسلمون ورفضهم القبول بالاخر وتونس دخلت طريق الدم والتصفية ...وليبيا قلقه حائرة تحاول أن تنتقل من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة بخطى متثاقلة ...وسوريا وإن اتفقنا أو اختلفنا مع النظام إلا أن مدا إسلاميا جهاديا موجودا على أرضها ....إذا ما هي فائدة الربيع العربي بمجمله إذا كان سيخلع دكتاتورية ويأتي بديكتاتورية أخرى ؟ إغتيال شكري بلعيد لا يقرأ في إطار تصفية معارض ولكنه يقرأ في إطار فشل الأحزاب الإسلامية في استيعاب الاخر وقبوله ...وقد فشل النموذج في تونس فهذه الدولة لم تستقر للان وهي غارقة في تحديد هوية المجتمع ...هل هو إسلامي أم علماني ام مجتمع ديمقراطي مدني وشكري بلعيد كان يريد لتونس مجتمعا ديمقراطيا مدنيا ...وقد قتل لأنه أول من تنبه إلى محاولات أسلمة المجتمع في إطار إخواني تنظيمي وليس في إطار مدني ديمقراطي ...
أمضيت يومي أمس وأنا اراجع تاريخ (بلعيد) وحياته ولقاءاته المتلفزة ...وللأسف العالم العربي للان لم يفهم سر اغتيال (بلعيد) لم يفهم أن الرجل لم يكن حزبيا معارضا فقط بل كان مفكرا ومصلحا إجتماعيا , كل أحاديثه كانت عن الدولة وعن هوية المجتمع ...وهو أول من التقط سلوك الحكومة التونسية الساعي الى حشد الشارع من أجل خدمة تنظيم وليس خدمة دوله ...ربما هذا ما يحدث في مصر أيضا فالذين يتظاهرون تأييدا لمحمد مرسي يخرجون هناك من أجل تيار الأخوان وليس من أجل مصر .
والجماعة الإسلامية في الأردن ليست بريئة من المشهد فهي تقدم التنظيم على الدولة ...
كيف يقرأ الحراك في الأردن إغتيال (بلعيد) وكيف يقرأ المتحالفون مع الأخوان المشهد وكيف قرأت النخب هذا الأمر ...نحتاج هنا أن نتعلم من تجربة تونس ومصر ...فالربيع العربي يبدو ان لونه احمر وليس أخضر كما وعدنا من ثاروا على الأنظمة المستبدة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو