الصفقة التي جاء بها كيري لعمّان، ليست صفقة. فالمسجد الأقصى هو مكان إسلامي مقدس منذ أربعة عشر قرناً. ولهذا فهو لصلاة المسلمين وحدهم. أما قيمته كأثر تاريخي جميل فلزيارة الجميع مسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس. شرط عدم الصلاة فيه. فالله يتعامل مع المصلين فيه باللغة العربية فقط .
مارس بنيامين نتنياهو كل الاحابيل الطوطمية التي يعرفها ليقسّم المسجد الأقصى زمنياً في ساعات محددة بين المسلمين واليهود، أو في مكان خاص بالمسلمين ومكان خاص باليهود. ورفضنا هذه الأحابيل: فمقدس نتنياهو المدعو حائط المبكى.. والساحة التي أمامه هما الحائط الغربي للحرم، وحي المغاربة الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية لتجعل منه: .. مكاناً مقدساً .
في حدود قدرتنا، حافظنا على حقنا في القدس: الرعاية الهاشمية. وبيدنا القدرة على العراك. وعند هذا الحد نعترف أننا غير قادرين على تحريرها من البحر إلى النهر. وقادرون على تقديم كل الدعم لنضال أشقائنا الفلسطينيين لاقامة دولتهم على أرضهم وجعل القدس المحتلة عاصمة لها.. وفي قلبها المسجد الأقصى.. مسجد الفلسطينيين .
وباعترافنا بقدرتنا المحدودة، على الذين يلزموننا أو يحاولون الزامنا بما ليس في قدرتنا، ان يفهموا أنهم يبخسون بلدهم، ويجعلون منها جسماً متهالكاً، ويضعفون ثقة الأردنيين بأنفسهم.
حين حدث اعتداء السموع دافع الجيش عنها بما في طاقته، واشتبك سلاح الجو مع الطائرات الاسرائيلية وخسرنا طائرة وطيارها، واستشهد العشرات من الجيش العربي.. وكانت النتيجة ردحاً على الطريقة المصرية البلدية، وتخويناً للأردن، ولجيشه وشهدائه. وقد انطلت «المؤامرة» علينا فدخلنا حرب حزيران.. ونحن نعرف انه ليس في قدرتنا العسكرية الحفاظ على الضفة والقدس .
الذي ينهي الاحتلال هو نضال الشعب الفلسطيني واذا كان ما يزال من العرب من يهمه أمر الوطن المحتل المختطف.. فالأردن هو الوحيد المهتم.. لكنه غير قادر إلا على الدعم السياسي والدبلوماسي للأشقاء الفلسطينيين. فهم وحدهم القادرون على تحويل ثمرة الاحتلال والاستيطان إلى جمرة .
وهذه القوة النضالية ارغمت ارئيل شارون على الانسحاب العسكري والاستيطاني من غزة لكنه حولها إلى سجن، وحاصرها، وجاء بعده من دمرها . وهذا درس على الفلسطينيين فهمه وذلك بعودتهم إلى سلاحهم الوحيد: وحدة صفهم، ووحدة نضالهم.
لقد كان من الممكن أن تكون أوسلو بمثابة وعد بلفور للصهاينة. لكننا حولناها الى ملهاة .. لأننا انقسمنا ازاءها، بدل ان نجعل من غزة – اريحا بؤرة الضوء التي تشمل كل الضفة وغزة والقدس.. والمكان الدافئ لاقامة .. دولة فلسطين ، فلم يكن وعد بلفور أكثر من أوسلو .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو