الأربعاء 2024-12-11 01:41 م
 

في مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة

08:34 ص




يزور رئيس الوزراء التركي عمان، بعد يومين، ويلتقي كبار المسؤولين، وهذه اول زيارة بهذا المستوى منذ سنوات، والواضح ان هناك تحولا في العلاقات الاردنية التركية.اضافة اعلان



تدهورت العلاقات بين عمان وانقرة، خلال فترة الربيع العربي، وجراء الخلافات الحادة بشأن ملف الإخوان المسلمين، تحديدا، والعلاقات التركية ذاتها تدهورت مع دول عربية كبيرة، ايضا، اعتبرت ان انقرة تدعم الإخوان المسلمين للوصول الى السلطة في العالم العربي.


لكن الافتراق الجزئي بين الإخوان وأنقرة، ونتائج الربيع العربي، والتحولات في العالم، خصوصا، على صعيد الملف السوري، دفعت كل الأطراف الإقليمية إلى تخفيف البرود بين عواصم عدة وأنقرة، بما في ذلك عمان، التي تشهد علاقاتها مع الأتراك تحسنا طفيفا، لثلاثة اعتبارات.


أول هذه الاعتبارات يتعلق بمرور موجة الربيع العربي، وتجاوزها الأردن ودول أخرى، وتخفيف تركيا من رعايتها المعنوية للتغييرات السياسية في المنطقة، ودعمها للإخوان المسلمين، ولو بشكل مؤقت، أو تكتيكي، إلا انه يمكن رصد تحولات على هذا المستوى.


ثاني هذه الاعتبارات يتعلق بتغيرات في ذات مواقف تركيا، إذ أعادت التموضع في علاقاتها مع الولايات المتحدة وعواصم إقليمية، ودول في الشرق الأوسط؛ ما أدى الى تخفيف الموقف منها، عموما، وهذا أدى الى تتبع الأردن لخطى سياسية لعواصم أخرى، قررت تخفيف طوق الموقف السلبي من أنقرة، لغايات متعددة، من بينها إقناعها برفع يدها عن ملف التغييرات السياسية في المنطقة، والحاجة اليها على صعيد الملف السوري.


الاعتبار الثالث يتعلق بتطورات الحرب على الإرهاب، من جهة، ومقابله الملف السوري، والكل يرقب تشكيل معسكر جديد في المنطقة، عنوانه محاربة الإرهاب، والملف السوري، وهذا يفسر إعادة تشكيل المعسكر الإقليمي، بشكل مختلف كليا، حتى أن الأطراف التي كانت تعادي الأتراك، تخلت عن عدائها لحاجتها لتركيا في وجه عواصم اقليمية مثل طهران ومعسكرها، ولتخفيف ذات أنقرة لعنادها بشأن الربيع العربي، ويمكن القول: إن المعسكر الجديد الذي يضم دولا عديدة، بات يجمع بين الأردن وتركيا، بشكل طبيعي؛ ما يدفع باتجاه تحسين العلاقات.


زيارة رئيس الوزراء التركي الى الأردن، التي سيقابل خلالها كبار المسؤولين، وسيحضر مناسبة اقتصادية مهمة ايضا، للاتراك، تعبر عن اللحظة التي تشهدها المنطقة، فهي ليست تعبيرا عن العلاقات الاردنية التركية وتقلباتها وحسب، لكنها تعبر عن التغيرات في الاقليم، إزاء قضايا عديدة، وهكذا يمكن أن نقرأ زيارة رئيس الحكومة التركية الى الأردن على أنها تعبّر تعبيرا واضحا جدا، عن إعادة الحسابات التركية تجاه المنطقة، وقيام المنطقة في الوقت ذاته بإعادة حساباتها تجاه الاتراك.


لكن هنا علينا أن نسأل عن هوية الأطراف التي خسرت خلال إعادة صياغة الإقليم، من هذه الزاوية، فمن هي الأطراف التي خرجت من اللعبة، ومن هي الأطراف التي يراد إخراجها، خلال الفترة المقبلة، إذ إن السياسة، تتشكل على اساس واحد عنوانه المصالح فقط.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة