الأربعاء 2024-12-11 12:26 م
 

في هجو التجشم

07:15 ص

معظم الأمسيات الثقاففية التي « أتجشّم» حضورها ، نجد المحاضر، وبعد أن يشكر الذين اقاموا لهم الندوة وجيرانهم ، وأقاربهم في الضفتين والمهجر، ويدعو لهم باليمن والبركات ،يتحول الكاتب الى الحاضرين ويشكرهم(على تجشم الحضور) وغالبا ما يفترض بأنهم تركوا اشغالهم ، في هذا الوقت أو هذا الطقس، وجاؤوا للاستماع اليه.اضافة اعلان

أنا لا اعرف المعني اللغوي لتجشم الحضور، لكنها، فما يبدو، كلمة مهمة، تعني فيما تعني، تحمل المشقة وقطع الفيافي وخوض الصعاب وتذليلها. وفي تواطؤ فاضح، ينبسط الجمهور ويشعر بالرضا عن الذات لأنه خاض متطلبات التجشم بنجاح أكيد موثق( والدليل: آلوله، على طريقة مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»).
الوضع الطبيعي أن يشكر أصحاب المنتدى أو المكان ، أيا كان، لأنه تجشم مشقة الحضور ، من أماكن تكون بعيد ومكلفة في الكثير من الأوقات، وجاء ليحاضر في جمهور أغلبه فاضي أشعال ، أو تم تجميعه بالمخاجلة ، على عجل ، حتى «لا ننفضح مع الضيف».
العملية كلها طعة وقايمة ، ومعظم ندواتنا لا تضيف شيئا ، ولا نقول فيها ما يستحق أن يقال ، ونكرر ما نقوله في كل مكان نذهب عليه ، ونجيب بذات الطريقة على ذات الأسئلة ، ونحن مجرد ديكور للحصول على صفة النشاط الثقافي ، ليس نحن فقط، بل جمهورنا أيضا.
وتلولحي يا دالية!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة