الجمعة 2024-12-13 06:34 م
 

قارىء بدوام كامل

06:56 ص

كنتُ في إجازة قصيرة.
فقد اكتشفتُ أنني بحاجة الى «مُنشّطات»، وشعرتُ أن الكتابة اليومية حتى لو كانت «خرابيش» كالتي «أقترفها»،بحاجة الى «شحن بطّارية». وكنتُ قبلها قد «تورطتُ» بمجلد تراثي قديم ورائع هو كتاب»العقد الفريد» لابن عبد ربه الاندلسي. ووضعت أجزاءه السبعة وبدأتُ التهم مواده مثل «فأر» مثابر.اضافة اعلان

أكتشفتُ أيضا ، أن جيلنا والأجيال القادمة مقصّرة بفهم وقراءة تراثها التاريخي والديني والثقافي. وبما أنني لستُ «وصيّا» على الآخرين ، فعلى الأقل أبدأ بنفسي.
وهنا نشير الى المسشرقة البريطانية جيرترود بيل(ذات الدور المهم والمؤثر في السياسة العراقية في عهديْ الاحتلال والانتداب البريطاني، التي بلغ بها الاتصال بزوجها في لندن لتسأله عن الشطر الأول من قصيدة المتنبي» وخير جليس في الزمان كتاب» وهو « أعز مكان في الدنا سرج سابح».
تخيّلوا ، دقة واهمية الموضوع بالنسبة لمستشرقة انجليزية. ونحن «نسينا» تراثنا ونسينا القراءة واعتمدنا على ما تجود به محطات التلفزيون من بضاعة «استهلاكية».
تذكرتُ قصيدة الشاعر أحمد شوقي التي مطلعها «أنا من بدّل بالكتب الصحابا/لم أجد لي وافيا الاّ الكتابا»، والتي يؤخذ على صاحبها «هفوة لغوية» حيث تقترن الباء عادة بالمفعول به وهنا «الصحابا»، فنحن نقول اشتريت قلما بقرشين. طبعا مع كل الاحترام لأمير الشعراء.
وتأكدتُ من روعة مقولته وانا أقضي نهاري من ساعات الصباح الاولى حتى قبيل منتصف الليل في المطالعة المتنوعة ،حيث خصصتُ ساعات النهار للكتب الحديث، والمساء للتراث.
ومن فوائد المطالعة اخذ العبرة، والمقارنة بين ايامنا وايام اجدادنا،خاصة المبدعين منهم، مثل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين صاحب كتاب» الأيام»، الذي يذكر فيه أنه كان يتناول نوعا واحدا من الطعام في الوجبات الثلاث وهو»الفول».طبعا بسبب الفقر وليس لأنه زاهد ب»الكورن فلكس». لكن النتيجة أن»الفول» جعله يتحدى»فقده لبصره وللفقر» ودرس في باريس»السوربون» وحصل على « الدكتوراة»، وكان الفرح الوحيد والحافز وراء ذلك سيدة رائعة أحبته وأحبها وكانت رفيقته وزوجته وهي «سوزان» التي كان يقول عنها انها» المرأة التي رأيتُ العالم بعينيها»!
هيك النسوان والا بلاش!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة