حتى الثقافة والقراءة والمطالعة،دخلتها « الموضة» او « التقليعات»،والهدف طبعا « الاستعراض امام الكائنات.
فاصبحتَ تُفاجأ بصبايا او شباب لم يقرأوا كتابا «منذ تخرجوا من الجامعة»،يستعرضون «ثقافتهم» امامك ،ويطرحون عليك سؤالا»، الصراحة سؤال محرج»: قريت رواية «قواعد العشق الاربعون» للكاتبة التركية اليف شافاك؟
طبعا، تكون انت اول من قرأ الرواية،بل انك قد «أجهزت» على كل اعمال الكاتبة.
ويبدو ان «الموضة» انتقلت الى « الثقافة».فعندما تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعاية لرواية، تجد الإقبال عليها من باب المباهاة.
حتى ان هذه الاعمال اصبحتَ تجدها في « المولات» التي عادة لا تهتم بالثقافة، لكنها تفعل ذلك من باب إغواء» الجمهور « المستهلك» لأي شيء حتى لو كان من الثقافة.
مع الاخذ بعين الاعتبار ان الكتاب الذي تجده في « وسط البلد» ب 4 دنانير،يُباع بضعف السعر في المولات. والغريب ان «المستهلكين» للخضار والفواكه والاحذية و»الكورن فلكس» و»الشيبس» و» الذرة المخلوطة بالزبدة» ـ مش عارف كيف بياكلوها،يتناولون الكتاب كما يتناولون «المأكولات السريعة». لان طبيعة المكان،تُحتّم طريقة الشراء وسعر السلعة.
ولكثرة ما «اتعرّض» للسؤال عن رواية « قواعد العشق الاربعون»،تولد لديّ إحساس أنني غدوتُ «جاهلا» وسط «غابة « « المثقفات» و»المثقفين» الجُدُدْ.
وقبل سنوات،انتشرت «موضة» رواية أحلام مستغانمي «نسيان. كوم» وصارت الصبايا يُخبّئنها تحت السرير وتحت الوسائد ويقتبسن «عبارات» منها ويضعنها على « صفحات الفيس بوك». وكلها «إدانات للرجل الخسيس والخائن» الذي يغدر بالحبيبة « الوفية» و» المتفانية».
المسكينة قطّعت قلبي..
اتذكّر ايام الجامعة، في الثمانينات من القرن الماضي،كانت بعض الصبايا،ومن باب التقرّب الينا «نحن المثقفين» العتاقى،يحرصن على ابراز روايات الكاتب إحسان عبد القدوس مثل» في بيتنا رجل» و « انا حرّة» و «الوسادة الخالية» امامنا.كنوع من التقرّب،قال يعني البنات بيحبوا المثقفين!
ارجو ان لا يفهم احد انني ضد روايات التركية اليف شافاك ولا احلام مستغانمي ولا احسان عبد القدوس.
لكن،هل القراءة والثقافة اصبحت «موضة» فقط.. أم حالة انسانية ضرورية ومستمرّة؟
طيب يا سيدي ويا سيدتي:طه حسين لم يقرأ «قواعد العشق الاربعون»،هل هو «غير مثقف»؟
طبعا،سيبادر احدكم ويسألني: مين طه حسين .. هاظااا؟
رشّوا عليّ ميّة..!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو