الأحد 2024-12-15 01:46 ص
 

قطاع نقل الركاب الحاضر الغائب ..

07:35 ص

منذ عقدين وهناك دعوات لمعالجة اختلالات متفاقمة بقطاع نقل الركاب العام، لكن لقد اسمعت لو ناديت حيا، العاصمة والمدن الرئيسية تختنق بأعداد من الحافلات المتوسطة (التي تسمى كوسترات) وسيارات التاكسي الصفراء تجوب الشوارع تصارع بعضها البعض وتتمادى على مستخدمي الطريق، وتهدد بحوادث وتلوث بصري وسمعي وبيئي، اما سيارات التاكسي لها قصص من الفلتان ربما لا تكفي مقالات عديدة لسردها، ومع ذلك الوضع يزداد سواء مع ارتفاع التعداد السكاني وتنامي حاجات الناس لخدمات النقل.

اضافة اعلان


هذا الوضع المأساوي لا يحتاج لاختراع الذرة او ارتياد القمر، وانما يحتاج دراسة السوق وتحديد احتياجات الناس من خدمات نقل الركاب، والاستفادة من دول كثيرة حلت هذه المشكلة بالرغم من كثافة السكان، فالحاجة تستدعي بناء قطاع نقل ركاب متنوع، وتقديم الحكومة تسهيلات اعفاءات جمركية وضريبية للمستثمرين، بحيث يتم اطلاق شركات نقل ركاب كبرى تلبي الاحتياجات وفق ترددات منتظمة، والالتزام بالمواعيد واخذ مسرب اليمين وعدم التجاوز على مستخدمي الطريق، وتوظيف مرفقي الاتصالات وتقنية المعلومات وغرف المراقبة والتحكم لضبط السائقين المخالفين للقوانين والتشريعات التي تنظم عمليات القطاع.


هناك مفاهيم مغلوطة في نقل الركاب فخطوط نقل الركاب ليست ارثا لاحد وهي لمن يقدم الخدمات المتميزة للركاب، ومن لا يستطيع القيام بهذا الدور عليه ان يتنحي او يتم اقصاؤه، كما لايجوز ان نتابع حركة مكوكية لسيارات التاكسي للبحث عن الركاب، علما بأن الحاجة تتطلب تخصيص مواقع لهذه السيارات لانتقال الركاب من مكان الى آخر، فان خدمة المواطنين اولى الف مرة من اي اعتبار آخر، وان منح اناس حقوق النقل في يوم من الايام لاسباب مختلفة وهي شكل من اشكال العطايا فإن الزمن قد تجاوزهم، وحان الوقت لاطلاق خطة لتحديث قطاع نقل الركاب دون الالتفات لاعتراضات البعض.


الباص السريع لن يشكل حلا سحريا اذ قد يخفف من الاختناق، الا ان حل معضلة نقل الركاب تستدعي اطلاق شركات كبرى لتقديم خدمات نقل الركاب العام بكفاءة، واعتماد حافلات كبيرة، وتلتزم بالسرعات المحددة ومحطات لاخذ الركاب وتنزيلهم حسب مخطط شمولي لعمل الحافلات، وفي نفس الاتجاه فإن مشروع القطار الخفيف بين عمان والزرقاء من المشاريع الحيوية، وان معضلة التمويل يكمن حلها بالاستفادة من تمويل من مؤسسات التمويل والاقراض لاسيما الاستفادة من صناديق وبنوك ومؤسسات تمويلة اقليمية في مقدمتها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية... مرة اخرى حل مشكلات نقل الركاب على رأس اولويات العاصمة ومدن اردنية اخرى.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة