هــي الآن أمنيــة ،وإن كان يمكــن أن تكــون حقيقــة ، لـو أرادت الحكومــة أن تفعلهــا ، وعندئــذ لم تكـن ردة الفعــل على رفــع الدعــم ، كما كان في الأيــام السـابقة ، ومنذ اللحظــة الأولى التي أعلن فيها رئيس الوزراء ذلــك ، ونحن نعـرف أن النيــة عنــده صــادقــة من أجــل إنقــاذ الوطــن من الضائقــة الماديــة التي حلــت بــه ، لشـــح المــوارد ، وقلــة الدعــم إن لم يكــن عــدمــه من الصـديق والقريـــب .
الأمنيــة لو ان الحكومــة بادرت أولا في توفيــر الأمــوال لخزينــة الدولــة من أصحـاب الأموال والطبقــة الغنيــة التي ترقـد على الملايين من الدنانيــر ، وتركــت من لا يملكون الملاليم الى مـا بعــد ذلــك ، بتخفيض الرواتــب مثلا لمن يتقاضــوا رواتب غير طبيعيــة إن كان في الوزارات أو الهيئــات المستقلــة ،أو المستشـارين الذيــن يعملــون في أي مكان كان ، وتقــرر ســقفــا معينــا معقــولا للرواتــب لا يتخطاه أي موظف مهما كانت درجتــه ومهما كانت وظيفتــه وفي أي موقــع .
ولدينــا أيضــا الرواتب التقاعــديــة للنــواب والوزراء ، وهــم ليسـوا بحاجــة اليهــا ، خاصــة وأنهــم قــد امتلكوا من الثــروة على حسـاب الوظيفة ما يكفيهــم طـول العمــر، وصـرفوا على حملاتهــم الانتخابيــة مبالغ تفــوق ما اكتسـبوهــا من الخدمــة .
وكــذلك إعـلان التقشــف في الوزارات والمؤسسات الحكوميـة وغيرهــا ممن تأخــذ مبالغ كبيرة من خزينــة الدولــة , كمصـاريف السيارات وأن تبقى محصــورة في أماكن لا غنى عنها ، والإسـتغناء عن السيارات التي تستخدم ليس في مجــال العمــل ، وأمثلـة ذلك كثيــرة ومعـروفــة .
وأهــم من ذلك إعادة الأموال المنهوبــة والمسلوبــة من الفاســدين ،ولمــا له أهميــة قصــوى في راحــة المواطنيــــن ، وإعادة الثقــة الى حالتها الطبيعيــة ما بين الحكومــة والمواطـن والتي تـزعـزعت أو حتى فقــدت منذ ســنوات ، خــلال عــهــد عــدة حكومــات ســابقــــة .
وهنــاك العــديــد من الأشــياء التي كان يمكن للحكومــة أن تلجــأ اليهــا قبــل أن تضــع يدهــا في جيــب المواطــن ، والذي أصبــح فارغــا منذ فترة . .. كأن تعيــد النظــر في الضريبــة ، وتعدلها بالزيــادة على البنوك والمطاعــم الكبرى والفنادق والمستشفيات الخاصــة وغيرهــا ، وكذلك على الهواتف النقالــة ، التي لا يوجــد مثيــلا في عــددها في كل الدول كما هــو الحال في الأردن ، ولو فرضــت مثلا دينارين على كل خط ، لجمعــت الملايين دون أن يشــكو أحــــد .
ولو فعلــت الحكومــة ولو جــزء مما ذكرنــا وربما هي لديها معرفــة الكثيــر غير ما نعرفــه, تستطيع أن تجني منه أموالا طائلــة لو أرادت ، وعندها كان المواطن حتى المعــدم يستقبل قراراتها بعد ذلك بالترحــاب والإشــادة ، ولن تجــد أحــدا منهــم يشــكو، ويحصــل ما حصــل من تخريــب وتدميــر تدفــع كلفتــه الحكومــة والمواطــن ، بعــد ان وجــد العـدالــة قــد تطبقــت حقيقــة ، وأنها لم تجامل من يملكون المال والسلطــة ، ولم تستغل ضعــف وقلــة حـيلـة المواطــن البســيط والفقيـــــر .
عزام محمد البوريني
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو