السبت 2024-12-14 02:36 ص
 

«قمّة الأحلام» .. في واشنطن!

07:06 ص

اما وصف اللقاء «الاول» في البيت الابيض الذي سيجمع ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الاربعاء، بانه «قمة الاحلام»، فهو من عند القيادي في حزب الليكود والوزير بلا حقيبة, وأحد المقربين جدا من نتنياهو... تساحي هنيغبي (ابن الارهابية المعروفة في صفوف حركة «ليحي» الارهابية في فلسطين قبل قيام اسرائيل.. غيؤلا كوهين).اضافة اعلان


اما لماذا هي «قمة الاحلام»؟ فلم يُفسر لنا هذا الليكودي المتطرف سبب اطلاقه هذا الوصف, الذي يكاد يقترب من حدود «الرومانسية» وليالي الأُنس, اكثر من تعبيره عن واقع سياسي, او حتى ارتفاع منسوب «الكيمياء» الايجابية بين مَنْ يقودان تحالفا شيطانيا، لم تفتر حرارته منذ اكثر من سبعين عقدا من السنين, وخصوصا بعد عدوان العام 1967 وانتقال الكيان الصهيوني الى الحضن الاميركي نهائيا, بعد ان ادار ظهره لِلأُم الحنون «فرنسا», التي اغدقت عليه السلاح والتكنولوجيا النووية (مفاعل ديمونا) الذي يتوفر «رصيده» الحالي على اكثر من مائتي قنبلة نووية، بعضها «يَتجَوّل» في أعالي البِحار على متن غواصات «دولفين» الالمانية, التي قدّمت بعضها حكومة المستشارة الالمانية ميركل «مجانا», فيما باعتها باقي الغواصات (عددها جميعا... سبع) بسعر مُنخفِض، التزاما من «حضرتها» بأمن اسرائيل, الذي هو جزء من امن المانيا, كما قالت بتباهٍ مُعلَن وعلى الهواء مباشرة.

ما علينا..

هبط نتنياهو في واشنطن يوم امس، وهو يستعد للقاء الرسمي الاول مع سيد البيت الابيض الذي سبق والتقاه خلال الحملة الانتخابية، ويحمل معه جدول اعمال «طموح» يُريد من خلاله اللعب «مع وعلى».. كل «العوالم»، دون ان يُلزِم نفسه واسرائيل, اي كلفة سياسية او تعهد يمكن ان يُسجّل عليه لاحقاً، رغم ان الرجل في وضع داخلي لا يُحسد عليه، حيث تُحاصِره الاتهامات وتحقيقات الشرطة وحملات وسائل الاعلام التي يتهمها بالتآمر والتحريض عليه وتقود (حملة صيد»بلشفيَّة»تستهدفه و تُشوِه سمعة عائلته) كما قال حرفيا, وان الاتهامات له بالفساد في الملفات التي تحمل الارقام 1000 و2000 و3000 والتي تتعلق بتلقيه «رشوة» والاستفادة من منصبه, مثل السيجار والشمبانيا وتذاكِر السفر المجانية, والتواطؤ مع ناشر صحيفة يديعوت احرونوت نوني موزِس، كلها «مفبركة» ولن تخرج «بشيء.. لانه لا يوجد شيء... يُدينه» كما يدّعي.

نتنياهو الذي وجد حكومته, وفي صفوف اليمين الاستيطاني مَنْ «يُزايد» عليه في تطرفه, ويدعوه الى ان يمتنع عن بحث «حل الدولتين» مع ترامب وتجنّب ذَكر «دولة فلسطين» كما طالبه بذلك زعيم حزب البيت اليهودي الفاشي نفتالي بينيت, الذي توقّع ان «الأرض ستهتز»إذا ذكر ترامب ونتنياهو الدولة الفلسطينية،. وتقول له وزيرة العدل ايليت شكيد (وهي من حزب البيت اليهودي ايضا): ان الحزب الجمهوري الاميركي شَطَبَ من برنامجه البند الذي ينص على اقامة دولة فلسطينية، وانه «لا داعي للحكومة في اسرائيل ان تُدخِل هذا البند من جديد»، وهناك من تدعوه (وهي نائبته كوزير للخارجية المتطرفة تسيبي حوطوبلي) الى تطبيق السيادة الاسرائيلية بـِ»التدريج» على الضفة الغربية، وانه يمكن البدء بالمستوطنات المحيطة بالقدس ومن ثم باقي المستوطنات, حيث هناك نصف مليون يهودي،يُطالِبون بتطبيق القانون الاسرائيلي عليهم، وليس قوانين الادارة المدنية والحكم العسكري.

نقول: نتنياهو هذا يذهب الى العموميات ولا يُلزِم نفسه بشيء عبر القول انه (سيسعى مع الرئيس الاميركي, الى «الإعتناء» بأمن اسرائيل وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة وتعزيز المصالح الوطنية الاخرى), بالاضافة بالطبع الى الظهور بمظهر الرجل الحازم وصاحب الدور الاقليمي المحوري, لانه سيبحث ايضا الملف الايراني والحرب في سوريا و»المفاوضات مع الفلسطينيين» والاخيرة كانت للتضليل ليس إلاّ, لان المهم (جدا) بالنسبة اليه وكما قال بلا مواربة: هو «امن اسرائيل ولمكانتِها الدولية التي تزداد قوة.. ولمصالحها الوطنية الشاملة»..

هذا هو العنوان الرئيسي لقمة «الأحلام» كما وصفها هنيغبي، الذي اراد تجميل مواقف نتنياهو القبيحة بالقول: انه يجب عدم «انحراف» الحكومة عن المسار السياسي الذي وضعه رئيس الوزراء بخطابه في جامعة بار ايلان».. وهذا هو عين التضليل الاسرائيلي المُبرمَج، فلا احد في اسرائيل وبخاصة بعد شرعنة قانون الاستيطان يتحدث عن حل الدولتين الذي قال وزراء «وازِنون» في حكومة نتنياهو «ان حل الدولتين قد مات, وان لا دولة فلسطينية ستقوم, بعد وصول «عزيز اسرائيل».. الى البيت الابيض.

لكن.. ماذا عن ترامب واللواء ماجد فرج؟

مَنْ هو فرج؟... تسألون؟ انه مدير جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية، الذي عاد للتو من زيارة غير مُعلَنة لواشنطن, رافِضاً التعقيب على «نتائج» زيارته بعد ان باتت مُعْلنة، لكن الرئيس الاميركي دوّن على صفحته الخاصة في موقع «تويتر» قائلاً: زيارة «ناجحة» لماجد فرج، انه رجل جديّ ويمكن ان نصنع السلام» ختم ترامب تغريدته.

ماذا عن عباس؟ وماذا عن السلطة؟... وما رأيهما (عباس والسلطة) في هذه الزيارة ونتائجها؟.

لا شيء مُعلناً حتى الآن، لكن الاجواء تشي بان السيناريو الذي حدث مع «عرفات» في عهد الجمهوري جورج بوش الابن، عندما تم تهميشه وتلميع عباس وقبله سلام فياض، يكاد يحدث الان، ولكن في اجواء ومواقف عربية أكثر بؤساً وهشاشة وانعدام حيلة وتوطؤاً, مما كانت عليه إبان الثنائي بوش شارون.. فقط الأسماء هي التي تتغيّر و»السياسات» ثابتة. خصوصاً بعد ان تسلّم صهر الرئيس «اليهودي وداعم الاستيطان» جارد كوشنر.. ملف الصراع,لِإتمام «صفقة القرن»,كما وصفها ترامب.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة