ليس لعاقل أن لا يُقر ويؤيد حق الشعب بالأردني بالتعبير عن غضب شديد ضد رفع الدعم عن المحروقات ، وما سيتبع هذه الخطوة سيئة الذكر من رفع لوتيرة الضنك ومرارة العيش التي يكابدها أغلبية الأردنيين ، ولا أحد يُمكنه إستلاب الأردنيين حقهم الدستوري والإنساني في التظاهر السلمي لإيصال أصواتهم لمركز صنع القرار ، والضغط من أجل إعادة النظر في قرارات الحكومة ، وحتى دون الإلتفات إلى المبررات التي ساقها رئيس الوزراء ، خاصة وأن المواطن الأردني يعتقد أنه ضحية لقوى الفساد المجهول النسب في معظم الحالات التي يجري الحديث عنها ، كما يعتقد آخرون أن سبب وصول ألآلاف المؤلفة من الشبان والصبايا إلى البطالة ومن ثم الفقر ، هو ما يُسمى النهج الليبرالي ، وحتى لو تجاهل هؤلاء أن ما قبل إنهيار الإقتصاد العالمي ، كانت الأمور قمرة وربيع أخضر ، كما لا أحد يستنكر سعي الأردنيين لمزيد من الإصلاحات السياسية والدستورية ، خاصة وأن الأردنيين يشعرون بتميز عن غيرهم بمدى ما وصلوا إليه من علم ، ثقافة ، ووعي زاد منهاجيتهم الحضارية المُتأصلة تاريخيا في بنيتهم الإجتماعية والإنسانية الفطرية ، فهم أهل عهد ، رجولة ، كرم ، شهامة وعزة نفس ، وكرامة ويعشقون الوطن أكثر.
- الوطن...!
--------
- ما هو الوطن...؟ ، الوطن ليس مجرد أرض خالية ، إنه الناس والمُنجزات التي بنوها بعرقهم ، هو الدولة ومؤسساتها التي هي نتاج الناس الذين تفاعلوا مع مستلزمات الحياة وتطور الزمن وتحولاته عبر المراحل ، من الرعي إلى الزراعة ، الصناعة والتقنيات وما نشهده من نهضة علمية وعلماء أردنيين في شتى الميادين والمجالات ، وهم ذات الناس الذين حولوا بيت الشعر إلى قصور ، فلل عمارات وأبراج ، وإستبدلوا الجمل والحصان بمرسيدس ، كاديلاك وروس رايس ، وجعلوا من الكتاتيب عشرات الجامعات وفي زمن أردني قياسي لم يزد عن مئة عام ''4-5 أجيال'' ليس أكثر ، وكل هذا الإنجاز كان وسيبقى ويستمر بقانون المحبة الذي جمع وما يزال يجمع الناس ، ليس في الأردن فحسب ، بل في جنوب الديار الشامية على ضفتي النهر المقدس، وبإيمان بفلسفة الحكم الهاشمي ، هذه الفلسفة بأبعادها العروبية ، الإسلامية ، الإنسانية والحضارية المتطورة في ذاتها ، المُتسقة مع المتغيرات بمرونة وتدرج وبدون حرق للمراحل أو القفز في الخيال .
- وبعد ، من هو الأردني الذي يهدم رصيف شارع في قرية أردنية ، يحرق مبنى أو سيارة ، يُكسِّر واجهة محل تجاري أو عمارة ، يطلق الرصاص على رجال الأمن والدرك وهم أبناؤه ، إخوته ، أبناء العم ، الخال ، الأصهار ، الإنسباء ، أبناء العشيرة والجيرة...؟ ، من هذا الأردني الغيور على الوطن ، على الشعب والدولة الذي يدمر ما بنته يداه مباشرة أو أيدي ذويه وأهل وطنه سابقا ولاحقا...؟
- لا أعتقد أن أردنيا يهتم بالوطن '' الأرض،الشعب ، الدولة والمنجزات'' يُمكن أن تطاوعه يده لرجم حجر على ، شُرطي ، دركي ، مخفر ، بناء، سيارة أو طيارة إلا إذا كا من الشواذ ، المعتوهين ، اللصوص ، أدوات الفساد والإفساد أو ذوي الأجندات غير الأردنية أو عميل لهذه الجهة أو تلك أو جاسوس للصهيونية ، ومن يفعل ذلك هو في ظني واحد من قوى ظلامية تخطط لتدمير الأردن ماديا ومعنويا ، إذ لا يُمكن التغاضي عن سيل الشائعات المُفبركة بالتزامن والتماهي مع قوى التخريب ، والإستفزاز الذي لا يليق بغضب الأردنيين على الحكومة ، والذي هو غضب مشروع حتى لو كان للحكومة بعض الحق في قراراتها ، والتي تقع تحت بند الأشد مرارة ، إن إعتبرنا أن أية حكومة لن تُضحي بشعبيتها وتضع نفسها في موقف لا تُحسد علية ، كما فعلت حكومة الدكتور عبدالله النسور التي تواجه هذا الغضب الشعبي العارم ، وعلى نحو غير مسبوق.
- وقد بات من واجب الوطنيين الأردنيين في الحراكات ، في عمان والمحافظات ، الذين لا يسمحون للمتدثرين بعباءة الإسلام ، الذين يضمرون غير ما يعلنون كأهل تُقيَة ومنهاجية براغماتية ، أو لأي مخرب مهما تكن مرجعيته أو أجندته أن يمنح القوى الظلامية فرصة النيل من الوطن الأردني ، وإضعاف جبهته الداخلية ووحدته الوطنية ، ولابد أن يُلاحظ الوطنيون الأردنيون أن هذه القوى الظلامية قد بدأت العبث في المخيمات الفلسطينية في المملكة ، ليس لغايات اُصلاح أو مقاومة رفع الدعم عن المحروقات ، إنما من أجل توجيه أنظارهم بعيدا عن السطوة العنصرية الهستيرية الإسرائيلية ، التي تشن حملة قتل وتدمير ممنهجة في غزة والضفة الغربية .
- وبعد ، ألا يستحق هذا الوطن اليقظة ، وأن ندرك ما يدور حول وطننا من مؤامرات ، ألا يستحق الأردن الأعز أن نحميه من الجهلة والمغرضين...؟ ، السؤال برسم الوطنية الأردنية بالمعني الفعلي لمفهوم الوطن بكليته '' الأرض ، الشعب ، الدولة والمنجزات''. والله من وراء القصد .
نبيل عمرو-صحفي أردني
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو